أعلنت وزارة الصحة أنها أشعرت "جمعية النهار" للأشخاص المتعايشين مع فيروس "السيدا" في مراسلة رسمية بانتهاء مدة صلاحية الاتفاقية المبرمة معها بخصوص استفادتها على غرار مثيلاتها، من دعم الصندوق العالمي لمكافحة "السيدا" والسل والملاريا منذ سنة 2007، وذلك تزامنا مع تاريخ انتهاء المرحلة الأولى لبرنامج دعم الصندوق العالمي وإلى حين تجديدها في مرحلة ثانية. وأوضحت وزارة الصحة، في بلاغ، أن هذا الدعم محدد في مصاريف تسيير المقر المخصص حصريا لتسيير الشؤون الإدارية للجمعية وليس للمبيت كما أصبح الحال عليه، ومن تقوية الدعم النفسي والاجتماعي للأشخاص المتعايشين. وأضاف البلاغ أن "جمعية النهار" أبانت منذ نشأتها عن الحاجة الماسة إلى تقوية قدراتها في التسيير الإداري والمالي للمشروع، وعرفت صراعات داخلية بين الأعضاء، حيث توصلت وزارة الصحة بشكايتين مختلفتين موجهتين لوكيل الملك بالدار البيضاء خلال شهر غشت المنصرم، تتبادل فيهما فئة من المتعايشين، مع مكتب الجمعية اتهامات خطيرة تتعلق بالسرقة وسوء التسيير. وأشار البلاغ إلى أن هذا الصراع طال مقر الجمعية الذي تم تخريبه وإتلاف المعدات المكتبية والحواسيب وتجهيزات المطبخ المقتناة في إطار برنامج دعم الصندوق العالمي، وكذا الأرشيف والوثائق الرسمية الخاصة بالجمعية بالدار البيضاء، الأمر الذي يطرح أكثر من سؤال حول السبب الحقيقي وراء هذا الخلاف. وأكد أنه "بالرغم من كل هذا ومراعاة لمصلحة الأشخاص المستهدفين من هذا البرنامج، ارتأت وزارة الصحة واللجنة الوطنية للتنسيق إبقاء دعم "جمعية النهار" إلى غاية نهاية دجنبر2013، وإعطائها فرصة أخيرة من أجل تسوية خلافاتها، إلا أن الحال بقي على ما كان عليه، وسيستمران في بذل الجهود من أجل ضمان استفادة فئة المتعايشين مع داء السيدا من الخدمات الصحية الرئيسية وبالمجان، ومرافقة أعضاء "جمعية النهار" للأشخاص المتعايشين مع الفيروس لتحسين الحكامة والتدبير داخل أجهزتها". وذكرت الوزارة بأن برنامج الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا يأتي لدعم تنفيذ المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا بالمغرب والذي يهدف إلى تحقيق خدمات الوقاية والعلاج والتكفل بالفئات الأكثر عرضة للإصابة خاصة الشباب والنساء، مضيفة أن المغرب استفاد من هذا الدعم لأكثر من عشر سنوات تمكن بواسطته من تحقيق إنجازات هامة ، ولعل استمرار هذا الدعم أكبر دليل على فعالية المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا في المغرب، وكذلك على الحكامة الجيدة لوزارة الصحة ولجنة التنسيق للمغرب فيما يخص التسيير التقني والإداري والمالي لهذا المخطط. وأشار البلاغ إلى الأدوار الطلائعية التي تقوم بها فعاليات المجتمع المدني والتي تعتبر ركيزة أساسية وقناة فعالة لتنفيذ كثير من البرامج والمخططات ، حيث يعتبر برنامج الدعم المغربي نموذجا يمكن احتذاؤه في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بل إن المغرب من بين الدول الرائدة في تسيير وتدبير دعم الصندوق العالمي. وأضافت الوزارة أنها بصفتها المسؤول الرئيسي والقانوني على هذا البرنامج، اشترطت بتشارك مع لجنة التنسيق - المغرب، مجموعة من المعايير والمساطر الإدارية والمالية في مقدمتها الشفافية والنجاعة وحسن الحكامة في التسيير والتدبير والتي يتوجب احترامها للاستفادة من دعم هذا الصندوق. وفي هذا الإطار ، عقدت الوزارة شراكات مع 25 جمعية وقطاعات عمومية، وذلك وفق مخطط عمل من بين أهدافه تقديم مجموعة من الخدمات لفائدة عدد كبير من المتعايشين والذين يفضلون عدم الظهور بسبب الوصم والتمييز. وقد أبانت هذه الجمعيات على التزامها وقدرتها على تحقيق هذه الأهداف.