شهدت جل جهات المغرب سقوط أمطار عاصفية ابتداء من مساء الجمعة الماضية إلى غاية صباح أمس الأحد. هذه الأمطار العاصفية همت كلا من مناطق آسفي والصويرة وأكادير وتارودانت وتزنيت وسيدي إفني وكلميم، حيث سجل تساقط ما بين 30 و 60 ملم خلال الفترة المذكورة. وامتدت هذه التساقطات إلى طنجة والعرائش والقنيطرة وخريبكة وبني ملال، واتخدت طابعا عاصفيا بالشمال الغربي خاصة مع ارتفاع معدل هبوب الرياح، الأمر الذي خلف حالة من الرعب في أوساط ساكنة المدن الساحلية خاصة الأحياء القريبة جدا من الشواطئ بعد أن كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن احتمال تعرض المغرب لمد بحري (تسونامي) وإصدار مصالح الأرصاد الجوية لنشرات إنذارية من احتمال ارتفاع علو الأمواج عن مستوياتها العادية. مراسلونا بمجموعة من المدن الساحلية أكدوا لنا أن مجموعة من العائلات التي تقطن بأحياء بمحاذاة البحر، أخلت منازلها خلال عطلة نهاية الأسبوع خوفا من تكرر سيناريو المد البحري الذي عرفه المغرب قبل أسبوعين، في حين شكلت بعض الأحياء لجن يقظة محلية لمواجهة أية احتمالات متوقعة. كما أن خلايا الإنذار البحري ولجن مواجهة الفيضانات كانت في مرحلة التأهب بحسب ما أفادتنا به المصالح المختصة بمجموعة من العمالات، ولو أن الأمر لم يكن يستدعي رفع درجة التأهب إلا أن المصالح المختصة فضلت أخذ الاحتياطات الاستباقية. من جهة ثانية أكدت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أن التساقطات المطرية الحالية ستكون لها تأثيرات إيجابية على الموسم الفلاحي، خاصة وأنها جاءت في وقت ملائم لتتدارك وضعية انحباس الأمطار. مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أضافت في بلاغ صحفي لها أن الاضطراب الجوي الذي تعيشه البلاد هو في أغلبه عادي ولا يشكل خطورة معينة، باستثناء بعض المناطق القليلة التي بثت بخصوصها مديرية الأرصاد الجوية نشرة إنذارية لتوخي الحيطة والحذر، خاصة بالنسبة لمستعملي البحر . وبحسب الأرصاد الجوية ستصل هذه التساقطات إلى مناطق سوس جنوب البلاد، حيث ستنتعش الفرشة المائية لهذه المنطقة إذعرفت المنطقة الرابطة بين امينتانوت (اقليممراكش) وأركانة (اقليماكادير ) ولأول مرة في تاريخها سقوط الثلوج ، وبدأ سقوطها في الساعات الأولى من ليلة السبت، ولوحظ توقف العديد من الآليات التي كانت على الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير لتشاهد هذه الظاهرة الطبيعية التي تحدث بالمنطقة ولأول مرة، وخاصة وأن مستوى ارتفاع المنطقة حوالي 900 متر عن سطح البحر، آخذة في الانحدار باتجاه اركانة، في حين عرفت باقي المناطق المتواجدة على سفوح الأطلس الكبير وامتداد الاطلس الصغير سقوط أمطار على شكل التبروري ، واضطر العديد من مستعملي هذا المقطع الطرقي إلى ركن سياراتهم جانبا. وبخصوص التساقطات الثلجية التي تشهدها بعض المناطق الجبلية الأطلس الكبير والمتوسط على علو يناهز 1400 متر، فقد تسببت في قطع الطرق الوطنية والإقليمية حيث تمت محاصرة المسافرين بإقليم إفران وإيموزار . وتوقعت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية حدوث انفراجات واسعة ابتداء من يومي الاثنين والثلاثاء، مع احتمال سقوط أمطار ضعيفة في شمال البلاد يوم الأربعاء المقبل .