أكدت مصادر عدة لجريدة الاتحاد الاشتراكي ، أن مدير أكاديمية مراكش قد استدعى مؤخرا إلى مكتبه كلا من نائب التعليم ورئيس مصلحة التخطيط بنيابة مراكش ، حيث صب عليهما جام غضبه بعدما اكتشف بأن العديد من المؤسسات التعليمية المدرجة في الخريطة المدرسية وفي الحركات الانتقالية الوطنية والجهوية والمحلية طيلة السنتين الأخيرتين لا وجود لها على أرض الواقع أو تم إغلاق عدد منها لسبب من الأسباب لا يعلمها إلا النائب لوحده ورئيس مصلحة التخطيط بهذه النيابة . فقد وقفت لجن أكاديمية على أن ثانوية المساري الإعدادية لم تبن إلى حد الآن بحي الازدهار ، مما تسبب في أن يستفيد موظفو طاقمها الإداري برئاسة المدير من عطلة طويلة الأمد دامت أربع سنوات إلى أن تم تعيينهم بمعهد أبي العباس السبتي للمكفوفين خلال شهر أكتوبر لسنة 2013 ، نفس الوضع تقريبا أو شبيه بسابقه إلى حد ما عاشته ثانوية البيروني الإعدادية التي تقرر إنجازها بحي الازدهار ، هذا البناء الذي لم يكتمل في وقته المناسب مما نتج عنه تحويل تلاميذ هذه المؤسسة إلى مدرسة غرناطة الابتدائية ، وقد ترتب عن هذا اكتظاظ التلاميذ بأقسام التعليم الابتدائي و الإعدادي أيضا بهذه المؤسسة ، ناهيك عما حصل لإعدادية إيليا أبو ماضي المتواجد مقرها بحي الضحى (أبواب مراكش) التي أدرجت منذ ثلاث سنوات في الحركة الوطنية للتعليم الإعدادي ، وبعدما تم تعيين طاقمها الإداري وأساتذتها لم تفتح أبوابها ليتم إدراجها مرة أخرى في الحركة الانتقالية الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي التأهيلي ، وبعد تعيينهم بها تم اغلاقها مباشرة ، وقد أعيرت فيما بعد إلى المركز التربوي الجهوي لمدة سنة فأغلقت بصفة نهائية حيث وزعت تجهيزاتها على عدد من المؤسسات التعليمية التابعة لنيابة مراكش مما أدى إلى حرمان المئات من التلميذات والتلاميذ من حقهم في التعليم بهذا المكان الذي يعرف كثافة سكانية جد مهمة بعد إجبارهم من أجل الحصول على حقهم في التعليم ، على أن يتنقلوا مسافة ثلاثة كيلومترات تقريبا ذهابا وجيئة من محلات سكناهم إلى ثانوية فدوى طوقان الإعدادية ، مما جعل الجو يخلو وتكون المناسبة جد مواتية للاستمرار في عمليات تفويت مؤسسات تعليمية سواء داخل المدينة العتيقة أو بالأحياء المحدثة خارج أسوارها تحت ذريعة عدم الحاجة إلى هذه المنشآت التعليمية قصد الاستغناء عنها رغم تواجدها بتجزئات تعرف كثافة سكانية ونقصا كبيرا في ما يتعلق بالمؤسسات التعليمية ، مثلما هو الحال بكل من حي العزوزية ، وحي تارگة ، وقرب مرجان بطريق الدارالبيضاء .... ، هذا الواقع المر دفع بعدد من جمعيات الأمهات وآباء التلاميذ وأوليائهم خاصة سكان حي الازدهار إلى ذق العديد من الأبواب قصد انقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان ، فكانت الاستجابة من والي مراكش الذي أحرج أكاديمية مراكش على أن تلتزم بإكمال بناء ثانوية البيروني الاعدادية بصفة مستعجلة هذه الأيام ، مما دفع بمدير الأكاديمية بأن يبادر بتخصيص اعتماد مالي لهذه الغاية تنفيذا لما تم عليه الاتفاق بين الولاية وأكاديمية مراكش ، لكن هذا الاعتماد ، حسب مصادرنا ، ما إن سلمه مدير الأكاديمية إلى النيابة حتى بادر كل من النائب ورئيس مصلحة التخطيط بتغيير اتجاهه غير مكترثين بما تم عليه الاتفاق بين الأكاديمية والولاية ، حيث عمدا إلى توزيع مبلغه على مقاولين آخرين لا تربطهم أية صلة بما تم عليه الاتفاق في هذا الشأن ، ليبقى الحال على ما هو عليه بعدما تم توريط الأكاديمية في مشكل كبير مع ولاية مراكش !