الآن يمشي بين فتنتين: أولاهما يزينها حُلْمٌ مُجنَّحٌ وألفُ طيْف ، وسِحْرُ شمس ِأمنيات عشق ٍظامئٍ يجوع ، في القلب رفرفَتْ تُطِلُّ كانت دائماً على هِبابٍ عابر ٍ قد ضج في ماضيه بالبراءة وغاص في الأعماق مطلقَ النقاء ، فتلك كانت فرحة ًخلَّفها وراء ما تحجُبه السِّنونَ أو تمحوه. *** في شارع ٍأطلَّت فتنةٌ ثانية ٌ: صحا الشبابُ في أشواقِه الجديدةْ ليبصر الذي يقوم ملء ذاتهِ مقام شيخ ٍ غابر ٍ لا ورع ٍ ولا جليل مشى أمام ما يرى من نور صحو ٍ و انتشاءٍ في مواسم اشتعال في خفاء وكان قد أحبَّ في زمان ٍعاش فيه عشقَ الذي قد فتح مضائقَ في الروح من طهارة ترفعهُ تُنئيهِ، تعزله عن دنَس التراب وتسقيه. *** وقبلَها قد كان هام بجماع كل مَنْ كانت تبيعه هوىً : تؤويهِ إذ تلقاه بالأحضان : بين هبَّتيْن تُنسيانهِ أوهامَ دهره السفيه ، تُريحه من أرق ٍ لطالما استمرَّ حتى ضجعة الأسحار ، وإذ تكون الشمس حَوَّلتْ وحيَ الهُدى إلى شُواظ نار فيغدو لعنة تعذِّبُ المفردَ و الزوجين: عقاربَ زمان لادغ ٍ من لا يلوذ بدليل ألقٍ يكلأه بتاج نُور حُبِّهِ يَهديه. *** يا شارع الآتي الذي اتخذهُ الصوفيّ والبوهيميَّ الشريدُ وانضما جميعا فيه كيف أكون واحداً قدأشرقَتْ خُطَى مسارهِ عليهْ وانبهمتْ أسرارُ ما يبغيهْ؟ (بعدي انهمرت أسراب مُصَلين هتافاتهمُ كانت ملء الأفق، فراشاتٍ أشعلها إذ طلبتْ فيما يشبه أزهار النيلوفر وَهْمُ رحيق يخدعها، سقطتْ صرعى باركنسونَ، فلم تقدرْ أن تُمسك آثار حواس نسيتها، فأصيبتْ برعاش ٍ من حيث اعتقدت ألا داء سيفجأها: فهنالك يزهو محراب لا يذهب إلا نحو فراديس ٍلم ترها عينٌ قَطُّ، ففي اي طريق ستسير فراشات مصلينا إمَّا احترقت أجنحة ضللها وحي غرائزها، إذ قادتها الأوهام إلى نار لا ترحم ، أو تسعف محتاجينا؟) وكان بوْنُ ما يباعدُ عُقْرَ مُقامي ومحطَّ عملي يقاس بالأشبار، وكنتُ في مدار سرطان مُدنُه تضمُّ ما تراه دون حدّ، وتجذبَ الآفاقُ دون شِبَع ٍ ما لم تَجدْهُ فيه، تمنَّت الرغائب أن تصبح الطريق إلى بيوت أهلي وعوالم الصِّحاب، دانية تقاس بالحظوة والأمان لا شيئ كان شابَ ذلك المكان غير معيشة ضنْك ٍ ورجفة استياء وعتمة ثقيلةٍ الأشباح في المساء أ كان لي وجهان يومها هناك، وقد سَعَيتُ وقتها ضلِّيلَ صُبح ٍ ومساء؟ *** الشارعان أضحيا خلفي هناك : خطىً جريحة ً تئنُّ، لا ابتسامَ يغمرُ الوجود لا لقاءْ أما أمامي هاهنا والآن فكل ما أرى خلاءْ لا أمنياتٍ في يَدِي ، ولا غَناءْ. *** تلك طريقي نحو فرح ٍ يخضلُّ في صحراء فلا رجوع نحو ماضيَّ الجميل: حدائقي قد أمْحلتْ على هضاب و انهدَّ بيتُ أهلي وعوالمُ الصحاب و جف كوثري وصفو سلسبيلي ِ .. حتى لا ارتواءَ ... لا ارتواءْ *** يانجميَ الوحيدَ لا بديلَ عن إياب ففيك عودة الأمان، رجعة الشبابِ وفي رجوع لحَظات ذلك الزمان تُلفِى حقيقتي علامتي التي أريد لاهتدائي.