أكدت متدخلات في ورشة نظمت يوم الجمعة بمدريد حول «السينما، المرأة وحقوق الإنسان بالمغرب» أن السينما المغربية نجحت في كسر جدار الصمت عن الكثير من الطابوهات في مجال حقوق الإنسان عموما، وحقوق المرأة خصوصا. وأوضحن، في هذه الورشة التي نظمت في إطار دورة السينما المغربية بمدريد، أن السينما المغربية باتت تعنى بمشاكل النساء وبهمومهن وتطلعاتهن لركوب تحديات الحياة إلى جانب الرجل. وأشرن إلى دور الفن السابع في تطور المرأة وحصولها على العديد من المكاسب، وإلى أن معركتها من أجل تحقيق الأفضل تبقى، مع ذلك، طويلة وشاقة. لقد تنوعت تجارب ووجهات نظر المتدخلات في هذه الأمسية التي نشطتها تشوش غوتييريت، مخرجة سنمائية، ونسيرين الحشلاف بنسعيد، محامية وصحفية وعضو كتابة منتدى رجال القانون المغاربة والإسبان، وماريسا ميركاو، مديرة فدرالية جمعيات الدعم والدفاع عن حقوق الإنسان، وفرح حامد، ممثلة، ودينة بوسلهام فاعلة سياسية وصحفية. وأجمعت المتدخلات على أن المرأة ، استطاعت بفضل نضالها أن تحقق العديد من المكاسب، سواء كربة بيت، أو كعاملة اقتحمت العديد من القلاع التي كانت فيما مضى حكرا على الرجل، وكسيدة مجتمع بتحملها مسؤولية تدبير الشأن العام ، وخوضها مجالات السياسة والاقتصاد، دون إغفال إبراز الاختلافات بين الشمال والجنوب والغرب والشرق في هذا المجال. وأبرزت القفزة التي حققتها النساء خلال العقد الأخير، في مغرب متحول باستمرار، وإلى أن مدونة الأسرة تعد إحدى اللحظات المضيئة في هذا الحراك النسائي المغربي الحداثي والتقدمي. ودعون في المقابل إلى مزيد من الحقوق لصالح النساء، وإعمال مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز، ونبذ الصور النمطية حولهن، والتصدي لمظاهر العنف المعنوي والمادي التي تتعرضن له، وشددن على أن المشكل لا يكمن في القوانين بقدر كيفية إعمالها. وخلصت المشاركات إلى أن حركة نسائية بدون مشاركة وإشراك الرجل تبقى غير سليمة، لأنه بدونه وبدونها لن تكتمل الصورة، وبالتالي فالحركة النسائية رجالية في المقام الأول، على اعتبار أن المرأة هي نصف المجتمع، وأن تطور هذا الأخير رهين بتطورها وتعلمها وخوضها غمار الحياة مع الرجل. وكان جمهور دورة السينما المغربية في مدريد، المنظمة بمبادرة من مؤسسة المؤلف (إسبانيا) وجمعية العمل الثقافي الجامعي من أجل المواطنة، بتعاون مع مجلس الجالية المغربية بالخارج والمجلس الوطني لحقوق الإنسان وفعاليات أخرى، بعد ذلك، على موعد مع الفيلم الروائي «بيع الموت» لفوزي بنسعيد. كما تم خلال هذه الأمسية عرض الفيلم القصير «مختار» لحليمة الواديري، ضمن نحو 15 فيلما روائيا مغربيا حديثا تعرض بالمناسبة، منها «أماكننا الممنوعة» لليلى كيلاني، و»زيرو» لنور الدين الخماري، و»خيل الله» و»أرضي» لنبيل عيوش، و»رواد المجهول» لحسن خير. وعرضت في هذه الدورة، أيضا، أفلام «فوق الدارالبيضاء الملائكة لا تحلق» لمحمد عسلي، و»الدنيا أتنقراب» لطارق الإدريسي، و»أمل» لعلي بن كيران، و»حياة قصيرة» لعادل الفاضلي، و»فوهة» لعمر مولدويرة، و»عندما ينامون» لمريم التوزاني، و»اليد اليسرى» لفاضل شويكة. وهدفت دورة السينما المغربية بإسبانيا، بحسب المنظمين، إلى تعزيز القرب الجغرافي بين ضفتي المضيق وجعل التعارف المتبادل يتجاوز الصور النمطية من خلال طرح مساحات للتفكير في «الثابت والمتحول في الثقافتين والتاريخين والواقعين الاجتماعيين المتحركين بكل من البلدين الجارين»، اللذين يتقاسمان الجغرافيا والتاريخ وأشياء أخرى.