سنة سعيدة أيها الحظ. ستجد خيرا منا، في بقاع أخرى، وفي مدن أخرى وفي أحياء أخرى. ستجد أناسا يليق بهم أن يشعلوا لك شجرة الأعياد. ويصففون لك القوارير بعطور جديدة ويضعون ربطات العنق الأنيقة لكي تنجح الصورة. سنة سعيدة أيها،.. ستجد أناسا آخرين، يبتسمون ، بدون أن تبدو أعينهم حزينة ويعانقونك دون أن يشبه ظلهم صليب الجلجلة.. تصل قبلنا أيها الحظ أو تصل بعدنا، دقيق المواعيد مع الآخرين.. وسريع الغضب بيننا. يا طفلنا الصغير، أيها المدلل في سماوات أخرى وتحت شموس أخرى يغضب منا لأننا لم نسعفه كثيرا في أن يكون حظنا. اتركنا لهم وارحل، قبل أن يصل الرهبان بمباخر من جماجم النساء والاطفال والرؤوس التي نبتت فيها بعض الافكار. اتركنا أيها المسافر الجليل لهم. فوق أرض تدور مثل حجر التيمم ولا تصل الى أيدنيا بعد.. لا تبتسم لنا: أيها الحظ، فنحن خائفون على حقلنا وعلى سمائنا وعلى قبلات تكتنز في شفاه نسائنا.. أيها الحظ، يا حياتنا الأخرى التي نحلم بها: على أطراف الجزر أو في غرفة دافئة أو حضن لا يرتجف من فعل النحيب على ما يضيع منا.. يا روليت أحلامنا.. لعبة المسدس الرهيب في يد أقدرانا. أيها الحظ، لا تلتفت جهتنا، فقد تصير مثلنا حجرا أو رقما في سلم الإخفاقات والنوايا الدفينة.. يا خطة الله التي لم تنجح في إسعافنا.. أيها الحظ سنة سعيدة في الجزر البعيدة.. سنة سعيدة في بيوت الاخرين وبنوك الآخرين وعواطف الآخرين وقلوب الآخرين أيها الحظ، يا قرين خوفنا وقرين آمالنا، أيها الولد المدلل الذي نذبحه على أعتاب الأمل الهارب. يا حظنا، يا عشاءنا السيء يا فطورنا المحمل بالسحاب .. اتركنا إنهم قادمون، واسمع من بعيد سنابك الخيل وصراخنا العميم.. أيها الحظ، يا فننا الوحيد في أن نتحمل بعضنا سنة سعيدة في الخارج:هناك اذهب وأعد لنا لصوصنا المحترمين أصحاب الأموال المهربة. اذهب رجاء الى بنوك العالم وأقنعهم بأننا متسامحون وأن الحظ، أنت معهم .. أيها الحظ، سنة سعيدة في دمعة تمساح أو في كف عفريت. ولكن لك دوما عاما سعيدا في كل بلاد الدنيا في بوتسوانا وفي أنغولا في كل البلدان التي تخلفنا وراءها، مثلك تماما. سلاما عليك في ملاعب الخيول وفي شبابيك القمار في واقع الفايسبوك وفي الإيميسين سلام عليك أيها الحظ الذي قرأ أفكارنا ويسخر منا.. أيها النرد، يا ورقة اليانصيب الكبرى في جيب الحيتان.. يا أحجيتنا المفضلة عندما يذهب الناس الى السينما!