ايها السلفي الصغير،ليست خافية علينا سيرتك وصلاتك الوطيدة بالحركة السلفية التي جعلت من منبع تمويلها مزارا مقدسا حيث الدولار والجزيرة..يا مدرس التزمت الديني وقيم العمالة لشيوخ النفط..يا تلميذ القرضاوي وقن الشيخة موزة..لما كل هذا النكوص الى زمن الاستبداد والجمود العقائدي رغم لوكك المستحدث جدا؟؟ في الحقيقة يحار الانسان في فهم تركيبة بشرية على شاكلتك ولا اجد لها تفسيرا الا في قرابتك بمن حاكموا كل من ناضل لتحرير الانسان المغربي زمن القبضة الاوفقيرية الحديدية، وفي صداقات قديمة لك كان من بينها من لم تجف يداه بعد من دماء مناضل تقدمي واخيرا في زياراتك المتكررة للتي في البال على ضفاف بحر النفط ورمز العمالة العربية..حين استحضر هذه العناصر تزول الدهشة وتنجلي صورتك لتكشف عن اسرار حقدك على الاتحاد، اكلما نطق اتحادي برأي ولو كان من باب الدعوة الى الاجتهاد ثارت ثائرتك واسرعت بلا تفكير ولا روية للتأويل المغرض واعتبرت بوقاحة ان اي معركة من اجل العدل والانصاف واحقاق حقوق الانسان في معناها الكوني معركة خاسرة؟؟!! إعلم ايها المتأسلم اللطيف والباحث عن الدولار في خزائن اسياده ان الاتحاد لا يمارس القمار بحثا عن الربح او خسارة وليس من شيمه ان يقامر بالوطن وبحقوق المواطنة, فتاريخه معارك مستمرة من اجل ربح رهان واحد هو تحرير الانسان..ومعركة التحرير ابتدأت من تحرير الوطن وصولا الى تحرير العقول من الاحكام السلطانية والتاويل الجائر لدين كانت غايته في البدء وفي المنتهى اقامة العدل على الارض..والعدل يا سيدي مختلف في موازينه ومحدداته من زمن لاخر ومن عصر الى عصر،فإذا كان الاسلام احل بشروط مستعصية تعدد الزوجات لدرجة ان بعض الفقهاء اعتبروا مشروطيته تلك صيغة ذكية لمنعه, فذلك في زمن بداية الاسلام وفي مجتمع كان مايزال على صلات وثيقة وقريبة بعصر الجاهلية حيث كانت توأد البنات وتستباح النساء..في زمن حقوق الانسان ودمقرطة التعليم وتقاسم الاعباء بين الجنسين وانخراط المرأة في الحياة السياسية هل من مانع ان يفتح باب الاجتهاد؟؟ مثلك من قال بداية السبعينات ان معركة الديموقراطية التي دشنها الاتحاد معركة خاسرة واعتبرالدعوة الى تعديل الدستور معركة خاسرة والمطالبة بمدونة الاسرة معركة خاسرة والخروج ذات 20 فبراير معركة خاسرة..كل معاركنا اعتبرها الرجعيون معارك خاسرة وحين ننتصر يقتاتون من غنائمها, فطوبى لكل الغانمين وطوبى لك بما كسبت يداك هنا وهناك.. اما عن مسألة الارث قد نختلف او نتفق ولكل مبرراته الشرعية والواقعية, ولكن لما ترتفع كل الاصوات المبحوحة ضد من يدعو الى انصاف المراة وتمكينها من نصيب اكبر مادامت هي الاضعف في سوق الشغل والاقل استفادة من التوظيف والاقل اجرا ان وجدت شغلا والاكثر احسانا بالوالدين والاكثر عرضة للفقر والعوز وبالتالي الى الاستغلال الجنسي بسببهما؟؟!! في حين يصيبها البكم في الحالة المعاكسة..فما قولك وقول خلانك في حالة النساء السلاليآت اللواتي حرمهن العرف من اي حق في اراضي الاباء والاجداد..على الاقل شيء من الانسجام في الحكم والتقدير.. اما الاتحاد فسيستمر حزبا حداثيا تقدميا مدافعا عن قيم العدالة الاجتماعية والمساواة واثقا من ان مسيرة التحرير مستمرة وان نساء المغرب سينخرطن الى جانب كل الديموقراطيين في معركة انصاف الام والاخت والابنة..ومن المؤكد ان الذين لا يفهمون في التاريخ شيئا لن يقدروا كعادتهم على فهم دعوة الاتحاد وفكر الاتحاد وسيصتعصي عليهم ان يجاروه في الفكر والممارسة..