عاشت مدينة طنجة صبيحة أول أمس الأربعاء ظروفا عصيبة بسبب تهاطل أمطار غزيرة ذات طابع عاصفي، مصحوبة بهبوب رياح قوية تجاوزت سرعتها 60 كلم/ س. ففي أقل من أربع ساعات اجتاحت السيول الجارفة، أهم شوارع المدينة مما تسبب في عرقلة حركة السير والجولان بالمحاور الطرقية الكبرى للمدينة، حيث عجزت المجاري وقنوات الصرف الصحي عن استيعاب غزارة الأمطار، كما حدثت فيضانات بالعديد من الأحياء بعد أن غمرتها المياه خاصة بمقاطعتي بني مكادة ومغوغة، نتج عنها توقف الدراسة ببعض المؤسسات التعليمية بعد أن تعذر على التلاميذ والأطر التعليمية مغادرة منازلهم كما هو الحال بالنسبة لثانويتي علال الفاسي وعبد الكريم الخطابي والعشرات من المدارس الابتدائية. من جهة أخرى تسبب سوء الأحوال الجوية في توقف شامل لحركة النقل البحري من وإلى ميناءي طنجة المتوسط والمدينة، فقد أصدرت السلطات المينائية لطنجة المتوسط بلاغا أعلنت من خلاله عن حدوث اضطرابات في حركة الملاحة على مستوى محطة المسافرين لمدة 48 ساعة، وعلى نفس المنوال أعلنت السلطة المينائية لطنجةالمدينة عن توقف حركة الملاحة إلى حين تحسن أحوال الطقس. قوة الرياح التي عرفتها مدينة طنجة تسببت أيضا في انقلاب طائرة من الحجم الصغير مملوكة للنادي الملكي للطيران كانت مرابطة بمطار ابن بطوطة، مما تسبب في حدوث خسائر مادية جزئية، لكن الحادث لم يؤثر لحسن الحظ على السير الطبيعي لحركة الملاحة الجوية بالمطار. وكان التوتر قد ساد مسؤولي المدينة ترقبا لحدوث الأسوأ بعد إصدار مديرية الأرصاد الجوية لنشراتها الإنذارية، نبهت فيها إلى توقع سقوط أمطار عاصفية بمدن الشمال يمكن أن تتجاوز مقاييسها 100 ملم، حيث عقدوا مساء الثلاثاء اجتماعا لوضع خطط للتدخل في حالة وقوع كارثة لا قدر الله، لكن يبدو أن الأشغال الكبرى التي عرفتها المدينة على مستوى تهيئة بعض الأودية والمجاري الكبرى ساهمت إلى حد كبير في عدم تكرار الكارثة بنفس الحجم التي شهدتها المدينة سنة 2009 حيث تسببت الأمطار آنذاك في حدوث خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. مصدر مسؤول اعترف في تصريح للجريدة أن البنيات التحتية لمدينة طنجة لاتزال تعاني من الهشاشة، بشكل يجعلها غير قادرة على استيعاب التساقطات المطرية التي تعرفها طنجة سنويا، مؤكدا أن هذا الوضع بات مسألة وقت ليس إلا، ذلك أن مشروع طنجة الكبرى الذي أشرف عليه جلالة الملك يتضمن إنجاز بنيات تحتية لتفادي الفيضانات خاصة بالأحياء الناقصة التجهيز، رصد لها مبلغ يناهز 370 مليون درهم.