شهد ملعب بوبكر اعمار بسلا أول انتصار للقراصنة بعقر الدار، وذلك بعد الفوز على فارس دكالة، في المباراة التي جمعتهما برسم الدورة 14 من البطولة الاحترافية. هدف الانتصار كان من توقيع عبد الرحمان اللعبي في الدقيقة 15 من الشوط الأول، بعدما تسلم كرة مقوسة من كرة ثابتة نفذها اللاعب يوسف لكناوي. قيمة الانتصار الصغير، تأتي من كونه كان على حساب فريق قهر الكبار، وأصبح شبحا للصغار، كيف لا وهو الذي مازال ينتشي بالفوز بكأس العرش. الفرحة بهذا الانتصار لم تتم إلا بعد أن أعلن الحكم نور الدين إبراهيم عن نهاية المباراة، لأن فريق الجمعية السلاوية كان لا يفرح بنتائجه الجيدة التي كان يحرم منها في آخر دقائق المباراة، وقد حدث له ذلك مرارا ومنذ انطلاقة بطولة هذا الموسم، الشيء الذي جعل الجمهور السلاوي واللاعبين يصابون بعقدة الثواني الأخيرة. ومن خلال أطوار المباراة، ظهر أن فريق الجمعية السلاوية، بقيادة الإطار الوطني أمين بنهاشم، كان يعرف قوة الدعم النفسي الذي سيمنحه الانتصار على فارس دكالة، خاصة والشطر الأول من البطولة الاحترافية قد أشرف على نهايته. القراصنة ولتحقيق مبتغاهم نهجوا لعبا هجوميا صريحا بالاعتماد على السرعة والتخلي عن اللعب الفردي، خاصة وأن لاعبي فريق الدفاع الحسني الجديدي كانوا أقوياء في النزالات الثنائية، ولاسيما في وسط الميدان الذي يمكن القول إنه كان من بين نقط قوتهم. ولكن بالرغم من ذلك، فإن فريق الدفاع الحسني الجديدي لم يكن في كامل مظاهر قوته، الشيء الذي جعل الفعالية تغيب، خاصة مع غياب كل من حدراف ولونكوا لاما. وحتى يزيد المدرب أمين بنهاشم فريق فارس دكالة ضعفا، اعتمد على اللعب على الأجنحة، فأكثر لاعبوه من الانسلال من الأطراف، واعتمدوا كثيرا على الكرات الأرضية والتسديد من بعيد، والبحث عن الكرات الثابتة لإعطاء فرصة للاعب يوسف لكناوي، المختص في تسديد مثل هذه الضربات، والتي يختار أن تكون مقوسة وعميقة داخل مربع العمليات، كما أنها تسدد بطريقة تفشل كل محاولة لتطبيق الدفاع الخطي. وكانت إحداها في الدقيقة 15 كافية لكي تعطي أول انتصار على أرضية أبو بكر اعمار والثاني منذ انطلاق بطولة هذا الموسم. الانتصار الثاني كان كافيا لإبعاد الجمعية السلاوية عن المراتب الأخيرة، كما أنه سيمكن اللاعبين من التخلص من عقدة الشك في القدرات، وعاملا أساسيا في طرد كابوس عدم القدرة على الحفاظ على النتائج الإيجابية، والتي كانت تأتي بعد تقديم عروض جيدة. تصريحان: أمين بنهاشم، مدرب جمعية سلا «الانتصار اليوم على فريق قوي مهم لنا، لأنه سيشكل عاملا لاسترجاع الثقة في النفس، كما سيكون عاملا لإبعادنا عن المراتب الأخيرة، والتي أقلقت كل مكونات فريق الجمعية السلاوية. سنعمل على استثمار هذه النتيجة بطريق جيدة حتى يتسنى لنا إضافة نتائج إيجابية أخرى، وهذا أثق فيه جيدا، لأنني بدأت أعرف اللاعبين بشكل دقيق.» عبد الحق بنشيخة، مدرب الدفاع الحسني الجديدي «المباراة كان مستواها متوسطا جدا، ومنذ انطلاقتها عرفت بأننا لن نحقق نتيجة إيجابية، كما أننا لم نقدم أداء جيدا لكي ننتصر، بالرغم من كوني حذرت لاعبي فريقي من الضغط الذي يوجد عليه فريق الجمعية السلاوية، والذي لا ينبغي اعتباره عاملا إيجابيا بالنسبة لنا».