تجندت كل مصالح بلدية أكادير, وكل المصالح الإدارية المسؤولة في عاصمة سوس, لتجهيز المدينة وتحضيرها على مختلف المستويات, حتى تكون مستعدة لاستقبال الحدث العالمي الذي يحتضنه المغرب لأول مرة في تاريخه عبر تنظيم كأس العالم للأندية في الفترة من 11 إلى 21 دجنبر الجاري. فبالرغم من غياب كل أشكال التواصل والتنسيق من طرف الحكومة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة, والتي توصلت بالعديد من المراسلات من بلدية أكادير من أجل التنسيق للتحضير لهذا الحدث العالمي دون أن تكلف نفسها الرد على تلك المراسلات, ورغم التأخر الكبير لتدخل الدولة والتي لم تتحرك إلا خلال الأسبوع الأخير ما قبل انطلاق المونديال الكروي من خلال منح بلدية أكادير دعما لا يتجاوز ثلاثة ملايير سنتيما لتجهيز المدينة, ومثلها لمدينة مراكش, فقد نجحت أكادير في إعادة تجهيز المدينة بكل وسائل النظافة والبيئة والطرقات وكذا من خلال وضع برنامج ثقافي وفني وترفيهي موازاة مع مباريات كأس العالم. في هذا الإطار, تجسد تدخل بلدية أكادير في ثلاثة مستويات, حيث ارتبط المستوى الأول بتزيين المدينة عبر إعادة صبغ الطرقات وإصلاح وترميم إشارات المرور, وتعليق اللافتات وأعلام الدول التي تشارك أنديتها في هذا المونديال. فيما كان المستوى الثاني من خلال تجنيد مئات من العمال للنظافة والبيئة, وإضافة أعداد أخرى كثيرة من الشاحنات والتراكسات لتنظيف كل الطرقات والشوارع والساحات العامة, وخاصة محيط الملعب الكبير لأكادير الذي يحتضن المباريات, علما أن عملية النظافة اقتصرت من قبل على الملعب من الداخل, في الوقت الذي يحتاج فيه المحيط الخارجي للملعب مجهودات كبيرة لتنظيفة سيما أن الملعب بني على وعاء كان في السابق يستعمل كطرح للنفايات. إلى جانب ذلك, تم بذل مجهود كبير من أجل تجاوز بعض المشاكل التي لوحظت في حفل افتتاح الملعب, خاصة على مستوى ممرات الولوج, ومواقف السيارات التي تم توسيعها مع إحداث مواقف جديدة أخرى, كما تم فتح طرقات جديدة تؤدي للملعب. بالنسبة للمستوى الثالث, فقد أولت بلدية أكادير اهتمام كبيرا بموضوع النقل, حيث خصصت ساحة الأمل الشهيرة الموجودة وسط المدينة كموقف ومربض لحوالي 100 حافلة ستتكلف بنقل الجمهور الرياضي المتوفر على تذاكر ولوج الملعب بالمجان, والساحة تقع قبالة وكالة النقل بأكادير, وبتنسيق مع الأمن, ستكون كل الحافلات مراقبة وتحت حماية أمنية على طول الطريق المؤدية إلى الملعب وستمر عبر مسالك وطرقات جهزت خصيصا للحدث. وقامت بلدية أكادير في نفس الإطار, بتسطير برنامج مكثف يحتوي على فقرات ترفيهية وثقافية وتنشيط موسيقي, وتخصيص مواقع في المدينة لعرض المنتوج الصناعي التقليدي للمنطقة.