كشف رئيس الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع في السعودية الدكتور رياض نجم أن إجمالي إيرادات المنظمة العربية للاتصالات الفضائية «عرب سات» بلغ في نهاية العام الماضي 320 مليون دولار بأرباح صافية قيمتها 135 مليون دولار، لافتا إلى أن «عرب سات» احتلت المركز السابع عالميا والأولى إقليميا من ناحية الإيرادات، إضافة إلى استحواذها أخيرا على مشغل الأقمار اليوناني «هيلا سات»، للتوسع في القارة الأوروبية شرقا وغربا. وأعلن في منتدى الإعلام السعودي في مدينة جدة عن مشاريع استراتيجية في مجال الإعلام تتبناها هيئته مثل المنصة الإعلامية، ومشروع قياس نسب المشاهدة، والسحابة الإعلامية، متوقعا أن تجذب المنصة 30 قناة تلفزيونية في العامين الأولين من بدء العمل فيها. وأوضح أن الانضمام إلى المنصة مطروح للمنافسة ضمن شروط أعدتها الهيئة العامة للإعلام للمرئي والمسموع، مبينا أن 5 جهات تقدمت حتى الآن للانضمام إليها، والعدد قابل للزيادة حتى انتهاء موعد التقديم في منتصف دجنبر المقبل. وعن مشروع قياس نسب المشاهدة قال نجم: «الغرض الأساسي من المشروع هو تنظيم سوق الإعلان وإضفاء الشفافية عليه وزيادة حجم الإعلانات، إذ أنشئت شركة ساهمت فيها شبكات إعلامية سعودية رئيسة، ومن المنتظر ضم هيئة الإذاعة والتلفزيون إليها العام المقبل». وأشار إلى أن الشركة مسؤولة عن التعاقد مع مشغل عالمي يتولى عمليات القياس للقنوات التلفزيونية في السعودية، وإلى أن «الهيئة» تشرف على كل إجراءات المشروع للتأكد من شفافيتها وحياديتها وتماشيها مع المعايير الدولية. وأضاف: «إعادة الهيكلة ستساهم في رفع كفاءة وسائل الإعلام العامة وجعلها أكثر تنافسية، وإيجاد بيئة جاذبة للاستثمار في مجال الإعلام المرئي والمسموع، وتوطين وسائل الإعلام السعودي الخاصة في البلاد، وإنشاء وسائل إعلام خاصة محلية تتماشى مع قيم المجتمع السعودي وعاداته، وإنشاء صناعة إعلام وتوفير فرص عمل للشباب السعودي، وتشجيع الإنتاج المحلي ورفع مستواه وتنافسيته، وتنظيم المحتوى الإعلامي الذي يمرّ عبر وسائل الاتصال الجديدة». واعترف نجم بأن وسائل الإعلام العامة، إذاعة وتلفزيون، غير قادرة على المنافسة ومحدودة الإنتاجية ولا تحقق طموح المتلقي. ورأى أن الإنتاج المحلي الإذاعي والتلفزيوني محدود وضعيف، إضافة إلى أن السوق الإعلانية مشتتة ويتحكم فيها الوسطاء، ما نتج منه تأثير قوي لوسائل الإعلام الوافدة من الخارج في المجتمع السعودي، عازيا الأسباب إلى عدم وجود المرونة الإدارية والمالية والتوظيفية في تلك الوسائل. أما الرئيس التنفيذي ل «عرب سات» المهندس خالد بالخيور فاعتبر أن توجه الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع إلى إنشاء منصة إعلامية هو نواة لإنشاء مدن إعلامية مستقبلية في معظم مناطق المملكة الرئيسة، لما تتمتع به من مكانة عالمية اقتصاديا وسياسيا ودينيا، مبينا أن السعودية أكبر مساهم في قمر «عرب سات» بنسبة 36 في المائة، وأكبر المستخدمين للقمر الذي أطلق أول بث مباشر في العالم العربي عام 1990. على صعيد آخر، طالبت نائب رئيس مجلس الأمناء لجامعة عفت الأميرة لولوة الفيصل بتدريس مناهج تهتم بالثقافة الإعلامية، معللة ذلك بالانفتاح الكبير الذي يشهده العالم من ثورة معلوماتية بعد الثورتين الزراعية والصناعية، إضافة إلى الأرقام الكبيرة التي يحققها السعوديون في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى الإقليم العربي والعالمي. وأوضحت أن السعودية شهدت نموا سريعا في وسائل التواصل الاجتماعي، إذ فاق عدد المستخدمين السعوديين لموقع «تويتر» أكثر من مليون مستخدم وفق إحصاءات العام الماضي، مبينة أن «السعوديين يغردون ب 50 مليون تغريدة في الشهر، مشكّلة 47 في المئة من تغريدات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وبذلك تعتبر السعودية المنصة الأكبر في تويتر في العالم العربي». واعتبر الأمين العام لاتحاد إذاعات آسيا والمحيط الهادي ABU الدكتور جواد متقي أن من الضروري أن تتطرق وسائل الإعلام الرسمية إلى هموم المستمعين ورغباتهم وحاجتهم إلى المعلومة في وقتها عبر البرامج الإخبارية والأفلام الوثائقية، مشدداً على التزام وسائل الإعلام محتواها «الخلاق» التعليمي والتثقيفي، بصورة جذابة تنافس القطاع الخاص. وقدمت جلسات المنتدى، نظرة إلى المشهد الإعلامي في السعودية في ظل المتغيرات، وبحثت في دور وسائل الإعلام الجديدة وكيفية انتقال المشاهدين فيها من البث عبر وسيلة واحدة إلى البث عبر وسائل عدة، إضافة إلى بحث توافق الاستراتيجيات التقنية مع حاجات الجمهور المستهدف واستعراض أدوات التطوير المتاحة في السوق.