قال نور الدين الصايل نائب الرئيس المنتدب لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ان مهرجان مراكش وطد مكانته كنقطة لقاء بين العطاءات المغربية والدولية في مجال السينما، وبات يعكس الطموحات المغربية في مجال الفن السابع حيث ينتج المغرب ما بين 20 و 25 فيلما طويلا سنويا وما بين 50 و 80 فيلما للشباب. وأكد الصايل أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الذي ستنظم دورته ال 13 من 29 نونبر إلى 7 دجنبر، في تقدم مطرد ويغتني بأفكار جديدة بشكل متواصل منذ انطلاق دورته الأولى إلى اليوم. وأضاف الصايل أنه مع كل دورة جديدة من دورات المهرجان، تنضاف لبنة وأفكار جديدة ، كما تقدم عينة متنوعة من الإنتاجات الوطنية و يتم الانفتاح على السينما والأفلام بدول مختلفة، الشيء الذي يدل على أن المهرجان يعد ملتقى حقيقيا للسينما والسينمائيين، على نطاق واسع. وأوضح أن المهرجان سيعرف هذه السنة مجموعة من اللحظات القوية من بينها تكريم السينما الاسكندنافية، التي اعتبرها سينما عتيدة في تاريخ الفن السابع، مشيرا إلى أن "المخيلة الاسكندنافية ساهمت منذ الثلاثينات والأربعينات في تشكيل المخيلة السينمائية الأوروبية بشكل أساسي". وأبرز أن سينمائيين أمثال الدنماركي كارل درير وبعده السويدي إنغمار بيرغمان ، كانوا من المؤسسين للخطاب السينمائي المعاصر الذي يفرض الآن نفسه كأساس من أسس الكتابة السينمائية. وأكد الصايل، أنه بعد تكريم سينما دول مختلفة، حان الوقت لتكريم السينما الاسكندنافية باعتبارها جزء مهما من تاريخ الفن السابع، كما أن هذا التكريم مهم من الناحية البيداغوجية لأنه قلما يشاهد الجمهور في المغرب أفلاما من هذه البلدان، معتبرا أن المهرجان يشكل مناسبة ملائمة لاكتشاف هذه الأعمال. ومن بين أقوى لحظات المهرجان أيضا، يضيف الصايل، تكريم نجوم كبار ويتعلق الأمر بشارون ستون وهي من أبرز نجمات السينما الأمريكية التي تألقت على الخصوص في دورها بفيلم "كازينو" للمخرج مارتين سكورسيزي، والنجمة الفرنسية جولييت بينوش التي حققت نجاحا على المستوى العالمي والمخرج الياباني كوري هيدا هيرو كازو الذي يعد من بين أهم المخرجين في اليابان والذي تشارك أفلامه في مهرجانات كبرى في العالم مثل مهرجان "كان" و"البندقية". ينضاف الى هؤلاء المخرج الأرجنتيني فيرناندو سولاناس والممثل المغربي محمد خيي الذي تميز بإتقان أدواره وبشعبيته والعلاقة التي تكاد تكون شخصية وفريدة من نوعها مع جمهوره. وقال إن الدروس السينمائية أو ما يعرف ب "الماستر كلاس" تكتسي هذه السنة أيضا أهمية كبرى، حيث ستعرف مشاركة سينمائيين كبار مثل المخرج الإيراني عباس كياروستامي والمخرج الدنماركي نيكولاس ويندن ريفن الذي يعد أبرز مخرج ظهر في اسكندنافيا في السنوات الأخيرة والمخرج الأمريكي جيمس غراي، مشيرا إلى أنه لا يوجد أماكن كثيرة في العالم بإمكانها أن تجمع كل هؤلاء السينمائيين لتقديم دروس في الفن السابع. وأضاف أن هذه الدروس التي ستقدم هذه السنة تعطي بعدا عميقا لأهمية المهرجان الدولي للفيلم بمراكش من الناحية النظرية ومن ناحية النقاشات والتكوين والتعامل البيداغوجي بين هؤلاء السينمائيين الذين يعدون قدوة في ميدانهم، والجمهور الذي سينصت بجدية لخطاباتهم. وبخصوص معايير اختيار الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية، أوضح الصايل أنها نفس المعايير التي تم اعتمادها في السنوات الماضية، وتتمثل على الخصوص في الجدية في التعامل مع المواضيع وقوة المواضيع المختارة والجديد في تناول المضمون، مبرزا تنوع الرؤى والتجارب في قائمة الأفلام المتنافسة على جوائز الدورة. (و.م.ع)