دق بحارة أصيلة ناقوس الإنذار بعد تزايد حالات غرق مراكب الصيد الساحلي بمدخل ميناء أصيلة، لما بات يشكله هذا الأخير من أخطار داهمة على السلامة الجسدية للبحارة ومراكبهم. كان آخرها غرق المركب المسمى «حنان» يوم الجمعة المنصرم في الساعة الثالثة بعد الزوال بعد اصطدامه بمدخل الميناء، ولحسن الحظ وبفضل الألطاف الإلهية لم يخلف الحادث خسائر في الأرواح. وعلى إثر هذا الحادث الأليم، وجه مكتب جمعية البحارة وأرباب مراكب الصيد الساحلي بأصيلة، رسالة احتجاجية إلى مدير وكالة استغلال الموانئ بطنجة على أشغال الحفر التي تمت بمدخل الميناء، وما يمكن أن ينتج عنها من مشاكل، واعتبرها مكتب الجمعية تبذيرا للمال العام مادامت لم تصلح بوابة الميناء التي سبق أن توفي بسببها 19 بحارا منذ إنشائه، ناهيك عن الأضرار المادية لممتلكات البحارة. فهاته البوابة حسب ذات الرسالة، تؤثر سلبا على الدخل المادي للبحارة نتيجة تقليص عدد أيام الإبحار مقارنة مع ميناءي طنجة و العرائش، مما يؤدي في معظم الأحيان إلى ندرة السمك المحلي وبالتالي استيراد المدينة حاجياتها من السمك من مناطق أخرى، وما ينتج عنه من ارتفاع في أسعاره، رغم المخزون الهام للسمك في سواحل المدينة. بحارة أصيلة عبروا أيضا عن تضامنهم مع صاحب المركب وطالبوا الوزارة الوصية ووكالة استغلال الموانئ بتعويضه عن الخسائر التي لحقت مركبه نتيجة ضيق مدخل الميناء، كما جددوا استنكارهم لطريقة حفر وسط ميناء الصيد الساحلي وتهميش حفرة رسو قوارب الصيد التقليدي ، معتبرين ذلك تبذيرا واضحا للمال العام، ما دامت لم تطل مدخل الميناء ، وبالتالي لم تأت بأية نتيجة إيجابية على مدخول البحارة. وشددوا بالمقابل على مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل حفاظا على أرواح البحارة وممتلكاتهم عبر القيام بإعادة هيكلة الميناء وفق منظور تشاركي مع المهنيين، ونبهوا إلى أهمية خلق نقطة أمنية بالمدخل البري للميناء وضبط عملية الدخول إليه والخروج منه، وجددوا مطالبتهم للوزارة الوصية بضرورة توفير مركب للإنقاذ عوض المركب الحالي الذي لم يقم بأية عملية إنقاذ منذ رسوه بالميناء، نظرا لقدمه واهترائه وعدم صلاحيته مع العلم أنه قد سبق الاعتراض على حالته المتهالكة منذ اليوم الأول الذي تم استقدامه إلى الميناء. إن الوضعية الحالية لميناء أصيلة جعلت منه مقبرة حقيقية للبحارة ومراكبهم، وتجعل أي عملية للإبحار مغامرة غير مأمونة العواقب، مما يستدعي التعجيل بتقويم الاختلالات الخطيرة التي تعتري هندسته حفاظا على أرواح البحارة، وأي تماطل في ذلك سيحكم على شريحة واسعة من ساكنة المدينة بالإفلاس.