شكل كرنفال المهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات، الذي شاركت فيه فرق ومجموعات من عدة مناطق بالمغرب، لحظة استثنائية امتزجت فيها الأغاني بالإيقاعات والرقصات بتصفيقات الجمهورالذي تتبع مسارالكرنفال على جنبات الطرق والشوارع التي قطعها،واستمتع بسهرات المهرجان على امتداد ثلاثة أيام بساحة قصبة تاوريرت. وكان الكرنفال بحق موعدا سنويا لإنتعاش السياحة حيث حج إليه عدد كبيرمن السياح الأجانب مساء يوم الجمعة 14نونبر2013، حيث التقطوا صورا فوتوغرافية تذكارية للفرق الفنية والإستعراضية المشاركة في هذا المهرجان الوطني، كما تتبع السياح السهرات الفنية المسائية التي تناوب على منصتها 22 فرقة لفن أحواش من ورزازات وزاكَورة وطاطا وأزيلال وفكَيكَ وتارودانت وكَلميم وإمينتانوت واشتوكة أيت باها... كما يعتبرالكرنفال من خلال اللباس والأيقونات والإيقاعات المختلفة والرقصات المتنوعة التي شارك فيها 400 فنان وفنانة فرصة لإحياء التراث المحلي والذاكرة الجماعية والوعي الجمعي لعشاق هذا الفن الأصيل الضارب في أعماق التاريخ، لذلك لاحظ الجميع من خلال الألوان التي قدمتها الفرق مدى الإرتباط الوثيق بين الأهازيج والأغاني والإيقاعات وبين تراث المناطق التي تنتمي إليها. وقد تبين هذا بالفعل من خلال اللوحات الفنية لأحواش أيت وكَمازبأزيلال وأحواش أيت بُوضاربفكَيكَ وأحواش تلوات بورزازات وأحواش هوارة(فرقة فاطمة الشلحة بولاد تايمة )،وفرقة أفوس غُفوس للتراث المحلي عواد أيت بعمران بكَلميم،وأحواش أكَدزوأحواش تيسنت بطاطا وأحواش وتجكال بتازناخت بورزازات وفرقة الركَبة بزاكَورة وفرقة أجماك باشتوكة أيت باها... هذا، وإذا كانت وزارة الثقافة المنظمة للمهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات في دورة2013، بتعاون مع عمالة الإقليم ومجلسها الإقليمي والمجلس البلدي والمجلس الإقليمي للسياحة بورزازات قد راهنت على هذه الفنون للمرورمن التراث إلى الذاكرة ثم إلى المسقبل،فللدلالة بها على كونها أحد مكونات الإرث الفني والحضاري والتاريخي التي يعتمد عليها في ترسيخ الهوية الأمازيغية وتشجيع السياحة الثقافية كتراث لامادي بحوض درعة وغيرها. ولا أدل على صدقية هذا الكلام هو أن اللجنة المنظمة راهنت في بلاغها وندوتها الصحفية،من خلال هذا المهرجان الوطني لفنون أحواش على إبرازالقيمة التاريخية والحضارية لهذا الفن وللتنوع الفني الذي يتميزبه التراث الثقافي الأمازيغي في العديد من جهات المملكة،وعلى ضرورة جمعه وتدوينه والعمل على توظيفه في الخطط الإستراتيجية التنموية. كما حثت الندوة العلمية المنظمة حول هذا الفن في توصياتها على توفيرمادة خصبة للمختصين لجمع مختلف مظاهرالتراث اللامادي لفن أحواش وتصنيفه واستثمارالوسائل التكنولوجية الحديثة من أجل نشرهذا التراث،وخلق مقاربة وظيفية للتنمية التراثية وحفظ التراث الثقافي لفن أحواش من الضياع والإندثاروتحديثه وعصرنته وفق منهج علمي ووفق رؤية إبداعية خلاقة تنتقل بنا من التراث إلى الذاكرة وإلى المستقبل.