حقق الوفد الاتحادي الذي ترأسه إدريس اشكر الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي خلال مشاركته في أشغال مجلس الأممية الاشتراكية، ومجلس الأممية الاشتراكية للنساء، انتصارا كبيرا لفائدة القضية الوطنية داخل أجهزة هذا الإطار الدولي ذات الوزن العالمي، فكان من بين أعضاء الوفد الأخت خديجة القرياني عضو المكتب السياسي والكاتب الوطنية للنساء الاتحاديات، وتزامنا مع انطلاق التحضير للمؤتمر الوطني للنساء الاتحاديات المزمع تنظيمه في أواخر شهر دجنبر من السنة الجارية، أجرت الجريدة هذا الحوار مع الأخت القرياني لتنوير قرائها حول مشاركة في مجلس الأممية الاشتراكية للنساء والقضايا التي تم التداول فيها، وأشغال التحضير للمؤتمر الوطني للنساء والرهانات المعقودة عليه من قبل النساء الاتحاديات. شاركت ضمن وفد حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في مجلس الأممية الاشتراكية بمعية وفاء حجي رئيسة الأممية الاشتراكية، وكانت فرصة داخل هذا المجلس للتداول في قضايا المرأة والتطور المجتمعي ، هل يمكن أن تخبري القراء كيف كانت مهمتكم في هذا الإطار؟ . عقدت الأممية الاشتراكية طيلة الأيام المتراوحة ما بين 8 12 من الشهر الجاري باسطنبول تركيا مجلسيها الوطنيين ، مجلس الأممية الاشتراكية ومجلس الأممية الاشتراكية النسائية التي تترأسها الأخت وفاء حجي ، ولقد شارك حزبنا بوفد هام برئاسة الأخ الكاتب الأول إدريس لشكر وعضوية الأخ لحبيب المالكي رئيس اللجنة الإدارية للحزب والأخ عبد الكريم بنعتيق عضو المكتب السياسي ، والأخ عبد الرحمان العمراني المسئول بلجنة العلاقات الخارجية للحزب . سبق اجتماع مجلس الأممية عقد مجلس الأممية الاشتراكية للنساء يومي 89 من الشهر الجاري والذي قدمت فيه الأخت رئيسة الأممية النسائية عرضا افتتاحيا متعلق بأهداف الألفية في كل ما يرتبط بالتطور الاقتصادي والاجتماعي وانعكاساته على وضعية النساء في العالم خاصة في البلدان النامية التي تعرف خصاصة ، وأجندة ما بعد 2015 في نفس السياق . و ماهي أهم القضايا التي تم التداول فيها داخل هذا المجلس واستأثرت بنقاش وافر ومستفيض؟ لقد هيمنت على أشغال اللقاء قضايا الديمقراطية في العالم العربي على ضوء ما استجد بعد أحداث الربيع العربي حيث تضمنت الحوارات المقدمة ، النقاشات التي انصبت حولها تساؤلات عميقة حول آفاق التطور الذي يحمله المخاض الحالي بكل تفاعلاته وعناصره المفتوحة على احتمالات متعددة وأكد النقاش قناعة أعضاء الأممية بضرورة انخراط كل القوى الديمقراطية الحداثية وفي مقدمتها النساء من أجل تغليب العناصر الإيجابية ، كما أكد النقاش الثقة في قدرة الشعوب العربية وفي النساء خصوصا من أجل المضي قدما في مسلسل تغيير متواصل ليس سهلا بالطبع ولن يكون خطا مستقيما سهل العبور . وقد تطرقت الحاضرات إلى التحديات المطروحة أمام النساء على ضوء برنامج الألفية وما هو منتظر ما بعد 2015 من مهام ترتبط صميميا بقيم التحرر والتقدم الاقتصادي والاجتماعي وتكافئ الفرص والمناصفة . كما تم استعراض التحديات وخاصة في مجالات أساسية كالتربية والصحة والرعاية الاجتماعية والنوع وتطوير السياسات العمومية الهادفة إلى إدماج النوع كعنصر وازن في كل تخطيط وظروف معيشتهن حيث تم تقديم وتقييم عدد من التجارب في هذا الإطار : آسيوية ، إفريقية وأمريكولاثنية .... . كيف كانت مشاركتك كسياسية مغربية وتمثلين النساء الاتحاديات الاشتراكيات خلال هذا المجلس؟ أولا دعني أن أخبرك على أنه تم تقديم عدد من التوصيات واتخاذ عدد من المواقف الجريئة المرتبطة بهذه الموضوعات التي تطرقت لها سابقا، ومن ضمن ذلك الموضوع المتعلق «المخصص للنساء والربيع العربي»، فاختارت الرئاسة والمجلس التنفيذي للأممية الاشتراكية النسائية، الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ممثلا في شخصي لتقديم عرض إلى جانب ممثلة عن مصر وأخرى عن تركيا كان موضوعه الربيع العربي و تأثيره على النساء. وأكدت في إطار هذه المداخلة التي تقدمت بها على ضرورة تجاوز النظرة التجزيئية والمقاربة الظرفية ، و لا من بد من تجاوز أسلوب المسح السريع حينما يتعلق الأمر بمسلسل تاريخي وعميق كمسلسل الحراك العربي على اعتبار أن ما عرفته المنطقة من تفاعلات صادرة من كل شرائح المجتمع وبالخصوص النساء قابلته انتظارات لم يتحقق منها أي شيء مما يفضي بنا للحديث عن حراك بدل ربيع عربي هو في الحقيقة مسلسل مسترسل وتغيير عميق يمس بنيات المجتمع في الأقطار العربية في مستويات أكثر شمولية وتشعبا . وأبرزت عدم جدوى الوقوف عند النبرة التشاؤمية التي تبرز في مدى التقييمات فيما يتعلق بالمسار العربي ، وأكدت كذلك أن المغرب حالة خاصة تم المبادرة فيه بوضع دستور شكلت فيه حقوق النساء أهمية قصوى . إلا أن تفعيل المقتضيات المتعلقة بحقوق المرأة عرف انتكاسة من طرف الحكومة الحالية ....... وخلصت إلى أن الديمقراطية هي تمرين حقيقي احتواء وتلقي لتجارب ليست فقط انتخابات بل مؤسسات حقيقية وتمرين طويل للمرور لنصبح ديمقراطيين حقيقيين وسأمكنكم من مداخلتي إن شئتم من أجل نشرها. وقد تم الاسترسال في مناقشة الاختيار والتوجه الاشتراكي الديمقراطي من خلال المحور الثاني الذي كان يهم الوضع الاقتصادي العالمي وانعكاساته في اتصال مع ما تعرفه منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي من حراك. وماذا عن بقية أشغال المجلس وتحركاتكم داخله من أجل التصدي الى كل ما من شأنه أن يمس بالقضية الوطنية؟ انكبت الأشغال الأممية المنعقدة في يومي 1112 من الشهر الجاري على دراسة وتقييم السياسات الاقتصادية في ظل الأزمة المالية انعكاساتها الاجتماعية حيث تم التأكيد مجددا على البدائل التي تطرحا مكونات العائلة الاشتراكية . ومعلوم أن أشغال الأممية تسبقها أشغال لجنة الأخلاقيات التي صادقت أولا على منهجية العمل المستقبلية على إثر تجديد رئاستها في شخص السيد جيل عن الحزب الاشتراكي البلجيكي ، كما تدارست طلبات العضوية وتغيير مستوياتها حيث تم الإبقاء على الوضع كما هو عليه ولم يتجرأ ممثل حزب ANC ( جنوب إفريقيا ) كما عودنا دائما على إثارة موضوع تغيير وضعية البوليزاريو من صفة ملاحظ إلى صفة أخرى . وفي المقابل أكد الأخ العمراني في هذا الإطار مجددا على ضرورة الالتزام بميثاق الأممية في مناقشته طلبات العضوية في إشارة إلى استبعاد أي طرح الآن أو مستقبلا لموضوع عضوية البوليزاريو كما أكد على ضرورة إيلاء عناية الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية الحقيقية التي تشتغل في ظروف صعبة في كل من مصر ، أفغانستان والسودان ، ولوحظ اتفاق وتقارب كبير في وجهات النظر بخصوص كل ما طرح حول هذا الأمر ، فضلا عن أن الجلسة الافتتاحية للأممية قد تميزت بالكلمة المدوية التي ألقاها الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية حيث قام من خلالها باستعراض شامل وتحليل ناضج وواضح للسياق السياسي العام الذي يحكم الوضع العربي ومنطقة الشرق الأوسط والساحل مبرزا طبيعة الصراع وجبهاته المختلفة وحقيقة القوى المتجاذبة على أطراف هذا الصراع والتي تمر عبر خط الفصل بين القوى الحداثية الديمقراطية من جهة وقوى التطرف الأصولي من جهة ثانية . ولم يفت الأخ الكاتب الأول أن يؤكد على مخاطر الانفصال وعلاقته بآفة الإرهاب في عموم منطقة الساحل ، ولقد لقيت كلمة الأخ الكاتب التي شكلت العمود الفقري كلمات الوفود العربية قيمة مضافة حقيقية في تحليل الأممية للوضع العربي وآفاق تطوره المستقبلي . وتواصلت اللقاءات مع الوفود المشاركة في المجلس من قبل الكاتب الأول للحزب والأخوة الحبيب المالكي رئيس اللجنة الادارية وعبد الكريم بنعتيق عضو المكتب السياسي من أجل ضحض كل المغالطات وافشال المناورات والمحاولات اليائسة التي كان يقوم بها وفد البوليساريو في اروقة الأممية الاشتراكية. بدون شك كانت هناك كالعادة تحركات خصوم الوحدة الترابية، كيف واجهتم هذه المناورات والمحاولات التي تروم كسب موقع قدم داخل الأممية الاشتراكية ؟ . بالطبع كنا نتوقع مثل هذه التحركات وقد حاصرها أعضاء الوفد بقوة من خلال الاتصالات المكثفة لأعضائه بمختلف الوفود من أمريكا اللاتنية وإفريقيا والتي تشكل دائما أولوية في انفتاح الخصوم حيث تم توزيع العمل بين أعضاء الوفد من أجل توضيح الموقف سيما وأننا كنا ننتظر أن يتم مجددا طرح خرافة مطلب مراقبة حقوق الإنسان في أقاليمنا الصحراوية على إثر الحملة المسعورة للجزائر في هذا الباب ولم يستثن تحرك الوفد المغربي أي وفد من الوفود المتواجدة بالخصوص الإفريقي أو أمريكولاثيني على الإطلاق ، حيث تم توضيح طبيعة الصراع المفتعل ومسؤولية الحكومة الجزائرية في إدامته ، كما قدم الوفد شرحا شاملا لمخطط الحكم الذاتي المتقدم به من طرف المغرب كقاعدة لحل نهائي ومعقول لهذه القضية . وقد كانت كلمة ممثلة البوليزاريو عبارة عن دغدغة لعواطف الحضور إزاء معاناة مخيمات اللاجئين الذي ترفض جبهة البوليزاريو حتى السماح بإحصائهم . وقد تمكن الوفد من إقناع رفاقه في العالم بعدم طرح واستبعاد أي نقاش حول الصحراء والتصدي لكل مناورات خصوم قضيتنا العادلة . لقد وجه الوفد الاتحادي دعوات لمجموعة من الوفود من أجل تبادل الزيارات والوقوف على حقيقة الوضع عن قرب بالنسبة لموضوع الصحراء ضحدا لادعاءات خصومنا في هذا الباب ، وقد عبر رئيس الحزب التركي( الحزب المعارض الأول في تركيا ) عن سعادته وأعلن تلبيته الدعوة التي وجهها له الأخ الكاتب الأول إدريس لشكر. الأخت خديجة ننتقل إلى موضوع آخر متعلق بالتنظيم النسائي الحزبي والذي تترأسينه ككاتبة وطنية، عقدتم مجلسا وطنيا للنساء الاتحاديات مؤخرا وتشكلت لجنة تحضيرية وطنية للمؤتمر أين وصل التحضير ؟ وكيف هي وثيرة أشغال هذه اللجنة ؟ . بالفعل لقد تقرر في المجلس الوطني النسائي الأخير تشكيل لجنة تحضيرية تحت إشراف ورئاسة الكتابة الوطنية للنساء الاتحاديات لتحضير المؤتمر النسائي المزمع عقده في الأسابيع الأولى من شهر دجنبر المقبل . و تم بسط مجموعة من المعطيات التي نتوخى أن نتمثلها في الإعداد للمؤتمر والنقاشات التي يجب أن تعتمد فيه . إننا نؤكد على مسألة أساسية تتعلق بالترابط الضروري وذلك بالحرص على تقوية الأجهزة التنظيمية للقطاع وتنسيقها مع أجهزة الحزب وطنيا وجهويا وبين إنجاز البرنامج السياسي للقطاع في ترابط مع البرنامج السياسي للحزب لأن ذلك هو الذي يعطي معنى وتفعيلا لرؤيتنا : لحضور النوع الاجتماعي النسائي في مسار وتوجه الحزب واقتناعا بأن انخراط النساء في العمل الحزبي هو هم حزبي وليس مطالب تنظيم نسائي فقط . لقد تم استحضار كافة اهتمامات وانشغالات المناضلات وأحدثت 4 لجن للإعداد لهذا المؤتمر: لجنة مهتمة بالتنظيم ، لجنة الورقة التوجيهية ، اللجنة الاقتصادية والاجتماعية ولجنة العمل الجماعي . ولقد عقدت هذه للجن اجتماعاتها المتعلقة بالهيكلة كما انطلقت الأشغال بها . إننا نتوخى اعتماد عمل تنظيمي مبني على المواكبة الميدانية للقضايا الملموسة التي تهم النساء المغربيات في المرحلة الراهنة من تطور مجتمعنا والتي تتميز بتنامي المد الحقوقي في مواجهة الأصوليين . وهناك حشد وحماس من أجل إعداد جيد لهذه المحطة النضالية التي نرتقب أن تشكل إشعاعا متجددا لحزبنا على اعتبار أن المشاركة السياسية النسائية هي المدخل الرئيسي لتأسيس نظام ديمقراطي قائم على المواطنة والمساواة خصوصا في بلد كبلدنا تشكل النساء أكثر نصف سكانه . ما هي الرهانات التي تعلقونها على المؤتمر الوطني المقبل خاصة أنه ينعقد في سياقات جديدة يعرفها الحزب والمغرب بعد دستور 2011 ؟ سيكون مؤتمرنا النسائي هو أول مؤتمر قطاعي ينعقد بعد المؤتمر الوطني التاسع ، وهذا الاختيار هو اختيار واع وله دلالته الرمزية ، إذ يؤكد الموقع الذي نتوخاه وتؤكد عليه أخوات التنظيم النسائي بخصوص مسألة النوع ، كما نوجه بهذا الاختيار رسالة واضحة للمجتمع والدولة بشأن هويتنا الحداثية . ومن المؤكد أن هذا التموقع الزماني لانعقاد المؤتمر النسائي يحملنا مسؤولية جسيمة في البرهنة على قدرتنا في تفعيل مقررات المؤتمر الوطني وتقديم الدليل على طاقاتنا المتجددة لبلورة البرنامج السياسي للحزب وتخصيب امتداداته التنظيمية وإشعاعه في الوسط النسائي والجماهيري ، هذا المؤتمر كما قلتم سينعقد في ظرفية سياسية متميزة دوليا ووطنيا . فعلى المستوى الدولي نلاحظ أنه ما يزال هناك صراع للقوى العظمى لم يستقر بشأن الكثير من مناطق التوتر خاصة في إفريقيا والعالم العربي حيث تعيش شعوب هذه المناطق أوضاعا مأساوية تأتي على حقوقها الأساسية في الحياة والأمان والتنمية وفي الوقت الذي تبرز فيه معالم تجاوز آثار الأزمة العالمية في بلدان أمريكا وأوربا ذات الاقتصاديات القوية والمهيمنة تزداد معدلات النمو والفقر والهشاشة اندحارا في البلدان المتخلفة ، ويتقوى هذا الاندحار في بلداننا العربية بفعل تداعيات ّ الربيع العربي « أو على الأصح الحراك العربي وما حمله من حكومات ذات توجه أصولي محافظ متنكر لحقوق الإنسان مفتقد لأي مشروع مجتمعي لإقرار التنمية المستدامة . أما وطنيا فالمشهد السياسي يعيش ارتباكا واحتقانا نتيجة تسيير مفتقد لأي برنامج سياسي مجتمعي من طرف رئيس الحكومة بأغلبيتها الأصولية. انبعثت في هذا المشهد ثقافة سياسية وخطاب شعبوي غارق في التيه . ودستور يقابله ارتداد سياسي ناتج عن تأويل محافظ لهذا الدستور مثلما هو أيضا ناتج عن ممارسة لحكومة يتخلي رئيسها عن ممارسة اختصاصاته الدستورية التي اعتبرناها متقدمة ويؤسس لخلق بعض الأعراف الممارساتية الدستورية نتيجة لهذا التأويل السئ لبعض النصوص الدستورية المحتاجة لرفع الضبابية عنها ناهيك عن تهميش أدوار المؤسسات ، ولن تكون جرأة منا بل مجرد إقرار بالواقع القول بأن هذا الارتداد السياسي قد أعاد الزمن المغربي لمرحلة ما قبل حكومة التناوب التوافقي التي ترأسها أخونا الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي . إذن مؤتمرنا سينعقد في ظل كل هاته الشروط والمعطيات مما لا شك فيه ستشكل نساء الاتحاد الاشتراكي جبهة سياسية لممارسة فعل سياسي مناهض لكل التطاولات التي تروم المس بالحقوق والمكتسبات السياسية التي انتزعتها وراكمتها حركتنا النسائية إلى جانب كل القوى المؤمنة بالديمقراطية والحداثة.