في لقاء حزبي عقد بمقر فرع الاتحاد الاشتراكي ببلفاع بإقليم اشتوكة أيت باها، مساء يوم الثلاثاء 29 أكتوبر 2013، دعا المتدخلون إلى جعل تخليد الذاكرة الاتحادية في هذا اليوم الذي يصادف اختطاف واغتيال الشهيد المهدي بنبركة أحد قادة الحزب، قدوة ونبراسا ومشعلا للأجيال الصاعدة من خلال اغترافها من معين قيم ومبادئ هذا الحزب، ونهج مسيرة قادته وشهدائه الذين ناضلوا وضحوا من أجل الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وفي هذا الصدد ألح الكاتب الإقليمي لحسن الشلاغم، في هذا اللقاء الذي عرف حضورا متميزا ونوعيا، على ضرورة جعل هذه المناسبة فرصة للمناضلين من أجل الاستمرار في العمل بهذه المنطقة على درب قادته وشهدائه، من خلال ضخ دينامية جديدة في الشبيبة الاتحادية لمواصلة نشاطها، وكذلك إعطاء دفعة قوية للمنتخبين بالإقليم في كل الواجهات وتشجيع المناضلين والمناضلات على التصدي لكل أساليب الفساد التي واجهها هؤلاء الذين أفنوا أنفسهم في سبيل حرية هذا الوطن. وقال عضو اللجنة الإدارية للحزب الحسين أزوكاغ في مداخلته: «إننا لا نجتمع اليوم من أجل التباكي على الماضي، بل من أجل استحضار الزخم الفكري لشهداء الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية المهدي بنبركة وعمر بن حلون ومحمد كَرينة... الذين ناضلوا ضد الصراع الطبقي والاستبداد والظلم. كما أن هذا اليوم الذي أقرته اللجنة الإدارية للاحتفال بالذاكرة الاتحادية، هو فرصة للتذكر لخصال وقيم قادة الاتحاد الاشتراكي وشهدائه من أجل حث شبابنا على حمل مشعل هذا الفكر الاتحادي، ورصيده النضالي والدفاع عنه في الجبهات والواجهات». فهذا اليوم، يشير أزوكاغ، هو مناسبة لتعليم الشبيبة الاتحادية والشبيبة اليسارية قيم المهدي بنبركة وأفكاره الثورية النيرة في مواجهة الرجعية، خاصة أن المهدي بنبركة كان قائدا ثوريا عالميا لحركات التحرر، لهذا لابد لنا اليوم من جعل فكره وثقافته وخصاله وقيمه نبراسا يقتدى به لمواجهة الأصولية والرجعية المهيمنة على الحكومة الحالية. وفي نفس السياق قال نائب الكاتب الجهوي خنفر البشير: «إن هذا اليوم الذي يصادف اختطاف واغتيال عريس الشهداء المهدي بنبركة يجعلنا نتذكر عزيزا علينا امتدت إليه أيدي الغدر لتمحو جسده ظلما وعدوانا بوسائل دنيئة، لكنها عجزت عن محو وطمس فكره وقيمه ومبادئه التي ضحى من أجلها إلى آخر لحظة من حياته. لذلك ومن أجل تخليد هذا اليوم الكبير، أصدرت الكتابة الجهوية للحزب «بيان الوفاء» لهذه الذاكرة التي تجعل علاقتنا بها اليوم واعية واستراتيجية». وإذا قلنا: إن علاقتنا بها استراتيجية، يضيف خنفر، فلأنها أولا دعامة أساسية للمضي إلى الأمام وتحصينا لذواتنا من أي انجراف، وتمنيعا لفكرنا وقيمنا من أي فكر رجعي يحاول تبخيس ذاكرتنا الاتحادية ويدفعنا إلى التخلي عنها في محاولة للقضاء على حزبنا نهائيا واجتثاثه من جذوره وأصوله وقيمه التي رسخها قادتنا الكبار من طينة المهدي بنبركة وعمر بن جلون وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الرحمن اليوسفي وغيرهم كثير. لهذا كله قررت الكتابة الجهوية كباقي الكتابات في ربوع الوطن الاحتفاء بهذه الذاكرة الاتحادية المجسدة في فكر المهدي من أجل جعلها قوة لشبابنا كحافز على استشراف المستقبل بعزيمة وثبات، والتصدي للفكر الدعوي السخيف لفقيه معروف نال وما زال ينال بحقده الدفين المبالغ فيه من فكر المهدي بنبركة ويستمر في قتله وتجريمه لخدمة أجندة معروفة للداني والقاصي... فلابد لنا اليوم أن نبرز لشبابنا المعارك الكبرى التي خاضها هؤلاء ضد التحكم في رقاب المغاربة، والتضحيات الكبرى التي قدمها المهدي وغيره من شهداء الحزب لهذا البلد وللمغاربة أيضا، في سبيل حريتهم وعيشهم الكريم وفي سبيل هذه الديمقراطية التي ينعم بها المغرب اليوم، لأن هذه المكتسبات لم تأت عبثا، بل بفضل نضالات وكفاحات المهدي وغيره حينما واجهوا الاستعمار ورفضوا خيانة الوطن والعرش، وواصلوا النضال ورفضوا المساومات المغرية وفضلوا السجون والاستشهاد على التخلي عن قيم ومبادئ حزبهم.