وجد رجال المطافئ ومعهم مختلف عناصر المصالح الأمنية والسلطات المحلية على صعيد الدارالبيضاء أنفسهم في مواجهة مباشرة مع موقدي النيران ليلة الاحتفال بذكرى عاشوراء، بعدد من المواقع على امتداد الرقعة الجغرافية البيضاوية، حيث تعددت التدخلات خلال تلك الليلة، والتي كان بعضها تدخلا سلسا، في حين سجلت مواجهات في أخرى جاءت نتائجها مخالفة للتوقعات. فبدرب السلطان سجلت عناصر الوقاية المدنية حوالي ستة تدخلات على صعيد تراب العمالة، باستثناء حي الداخلة الذي يعد بدوره حيا شعبيا، لكن أزقته سلمت من تدحرج الإطارات المطاطية المشتعلة، إذ أوقد عدد من الاطفال واليافعين وحتى الشبان من كبار السن النيران في مجموعات متعددة من «لبنوات» بباقي الأحياء والتي ظلوا يتقاذفونها رغم الخطورة التي تنطوي عليها هذه العملية، الامر الذي دفع الى تدخل رجال المطافئ لإخماد تلك النيران، وهو ما تم بشكل سلس عكس تدخل بحي بوشنتوف، عمل خلاله مقترفو هذه «الجرائم» على مواجهتهم للحيلولة دون القيام بمهمتهم، الأمر الذي تطلب تدخل تعزيزات أمنية عبر سيارات النجدة وعناصر فرقة الصقور الدراجين، مما جعل الكل يلوذ بالفرار. تدخل آخر لرجال الإطفاء لم يمر بسهولة حيث سجل بتراب منطقة عين الشق إذ ووجهت شاحنة الإطفاء بوابل من الحجارة التي تساقطت عليها مما أدى إلى تكسير زجاجها، الامر الذي استدعى تدخل المصالح الامنية قصد مطاردة مقترفي هذه الفعلة الشنعاء. كما وجدت العناصر الأمنية التابعة لدائرة الصفاء بالمنطقة الأمنية للحي الحسني، نفسها مجبرة على تطويق النيران التي انتشرت بمجموعة من الازقة بالمنطقة، وكادت أن تتسبب في كوارث متعددة التداعيات السلبية، سيما بعدما وصلت ألسنة النيران المترتبة عن «الشعالة» إلى أحد أسلاك التردد العالي للكهرباء مما دفع السكان إلى الاتصال بالمصالح الامنية من أجل التدخل . وفي السياق ذاته أصيب مجموعة من الأطفال بعدد من أحياء المقاطعات بمنطقة الحي الحسني، حيث استقبلت مستعجلات المستشفى الحسني مجموعة من الحالات المستعجلة قبل إحالتها على مصلحة بمستشفى ابن رشد.