أقوى معارضان للنظام العسكري في الجزائر يحلان بمدينة بني انصار في المغرب    إبراهيم دياز مرشح لخلافة ياسين بونو ويوسف النصيري.. وهذا موقف ريال مدريد    نهيان بن مبارك يفتتح فعاليات المؤتمر السادس لمستجدات الطب الباطني 2024    إقليم الحوز.. استفادة أزيد من 500 شخص بجماعة أنكال من خدمات قافلة طبية    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    بنكيران: مساندة المغرب لفلسطين أقل مما كانت عليه في السابق والمحور الشيعي هو من يساند غزة بعد تخلي دول الجوار        نادي عمل بلقصيري يفك ارتباطه بالمدرب عثمان الذهبي بالتراضي    مدرب كريستال بالاس يكشف مستجدات الحالة الصحية لشادي رياض    مواقف زياش من القضية الفلسطينية تثير الجدل في هولندا    مناهضو التطبيع يحتجون أمام البرلمان تضامنا مع نساء فلسطين ولبنان ويواصلون التنديد بالإبادة    توقعات أحوال الطقس لليوم الأحد    إعطاء انطلاقة خدمات 5 مراكز صحية بجهة الداخلة وادي الذهب    إسدال الستار على الدورة الحادية عشرة لمهرجان "فيزا فور ميوزيك"        ما هو القاسم المشترك بيننا نحن المغاربة؟ هل هو الوطن أم الدين؟ طبعا المشترك بيننا هو الوطن..        موجة نزوح جديدة بعد أوامر إسرائيلية بإخلاء حي في غزة    الدكتور محمد نوفل عامر يحصل على الدكتوراه في القانون بميزة مشرف جدا    فعاليات الملتقى العربي الثاني للتنمية السياحية    الإعلام البريطاني يعتبر قرار الجنائية الدولية في حق نتنياهو وغالانت "غير مسبوق"    الأمن الإقليمي بالعرائش يحبط محاولة هجرة غير شرعية لخمسة قاصرين مغاربة    الصحة العالمية: جدري القردة لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة    "كوب-29": الموافقة على 300 مليار دولار سنويا من التمويلات المناخية لفائدة البلدان النامية    موسكو تورد 222 ألف طن من القمح إلى الأسواق المغربية    ثلاثة من أبناء أشهر رجال الأعمال البارزين في المغرب قيد الاعتقال بتهمة العنف والاعتداء والاغتصاب        عمر حجيرة يترأس دورة المجلس الاقليمي لحزب الاستقلال بوجدة    الأرصاد: ارتفاع الحرارة إلى 33 درجة وهبات رياح تصل 85 كلم في الساعة    ⁠الفنان المغربي عادل شهير يطرح فيديو كليب "ياللوبانة"    قاضي التحقيق في طنجة يقرر ايداع 6 متهمين السجن على خلفية مقتل تلميذ قاصر    ترامب يستكمل تشكيلة حكومته باختيار بروك رولينز وزيرة للزراعة    الغش في زيت الزيتون يصل إلى البرلمان    الاحتفال بالذكرى السابعة والستين لانتفاضة قبائل ايت باعمران    كوب 29: رصد 300 مليار دولار لمواجهة التحديات المناخية في العالم    أفاية ينتقد "تسطيح النقاش العمومي" وضعف "النقد الجدّي" بالمغرب    مظلات ومفاتيح وحيوانات.. شرطة طوكيو تتجند للعثور على المفقودات    غوتيريش: اتفاق كوب29 يوفر "أساسا" يجب ترسيخه    دولة بنما تقطع علاقاتها مع جمهورية الوهم وانتصار جديد للدبلوماسية المغربية    قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في محيط السفارة الإسرائيلية    "طنجة المتوسط" يرفع رقم معاملاته لما يفوق 3 مليارات درهم في 9 أشهر فقط    المغرب يرفع حصته من سمك أبو سيف في شمال الأطلسي وسمك التونة    انقسامات بسبب مسودة اتفاق في كوب 29 لا تفي بمطالب مالية طموحة للدول النامية    المغرب يعزز دوره القيادي عالميا في مكافحة الإرهاب بفضل خبرة وكفاءة أجهزته الأمنية والاستخباراتية    هزة ارضية تضرب نواحي إقليم الحسيمة    أشبال الأطلس يختتمون تصفيات "الكان" برباعية في شباك ليبيا    لقجع وبوريطة يؤكدان "التزام" وزارتهما بتنزيل تفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية بالمالية والخارجية    المخرج المغربي الإدريسي يعتلي منصة التتويج في اختتام مهرجان أجيال السينمائي    حفل يكرم الفنان الراحل حسن ميكري بالدار البيضاء    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    الطيب حمضي: الأنفلونزا الموسمية ليست مرضا مرعبا إلا أن الإصابة بها قد تكون خطيرة للغاية    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماعة سيدي اسماعيل .. قلب دكالة النابض الذي يرقد في غرفة الانعاش !

سيدي اسماعيل مركز وموقع استراتيجي لطريق مؤدية لمدن شاطئية: اسفي، الصويرة، اكادير، واخرى داخلية: سيدي بنور في اتجاه مراكش الحمراء . هذا الموقع شكل تميزا للقادمين من كل الاتجاهات، ليس فقط محلا لشرب الشاي المنعنع وتناول الكفتة والشواء والفول والحمص او للتبضع، بل هي سوق اقتصادي فلاحي تجاري . جغرافيا اراضي زراعية سقوية وبورية.. تاريخ ابطال وفقهاء وأدباء وعلماء ملأوا الدنيا وشغلوا الناس .
تدخل جماعة سيدي اسماعيل ضمن المجال الترابي لإقليم الجديدة وتبعد عنها ب 48 كلم ، وهي من أقدم المراكز بالإقليم يقطنها حوالي(24569 نسمة بإحصاء 2004) بمساحة تبلغ (140 كلم) تحدها شمالا جماعة اولاد اعيسى وجنوبا جماعة المشرك وسانية بركيك اقليم سيدي بنور، وغربا احد اولاد افرج وشرقا جماعة زاوية سايس وسبت سايس.
تضم قيادة سيدي اسماعيل أربع جماعات : جماعة مكرس وجماعة زاوية سايس وجماعة سبت سايس وجماعة سيدي اسماعيل. ب36 دوارا ، عدد سكان المركز 4243ن حسب إحصائيات 2004 .
تأسست جماعة سيدي اسماعيل سنة 1959 حسب التقسيم الجماعي وتعد من أقدم المراكز التي كانت معروفة في العهد القديم قبل الاستعمار الفرنسي ومحطة رحال الجنرال ليوطي بكونها نقطة الربط المؤدية الى جنوب البلاد : مراكش واسفي واكادير، تعود باسمها الى العلامة الفقيه المجاهد الشريف سيدي اسماعيل.
حسب بعض الروايات والوثائق التاريخية التي تقول إن أباه سيدي اسعيد المشترائي دفين القواسم جاء برفقته إلى القرية من ورار نواحي مراكش ، وحسب بعض الباحثين يعود نسبه الى سيدي محمد بن عبد الله العلوي حيث يؤكدون على علمه الغزير ومقاومته للاستعمار البرتغالي رفقة المجاهد العياشي ب(سلا) ، ويشار أيضا الى أنه من سلالة الشريف الادريسي، وقد أسست هذه الزاوية على يد الشيخ سيدي قاسم ابن علي الذي كان بقرية اكركون بقبيلة أوزيطة جنوب مراكش، والذي توفي بدرعة جنوب المغرب ودفن بقرب ضريح سيدي احمد بناصر كما تقول بعض المصادر وكان له أربعة أبناء : سيدي عثمان الذي يعيش أولاده بورار بقبيلة بني هلال وقد توفي هناك. سيدي بوبكر مؤسس زاوية اولاد بوبكر وزاوية سيدي اسماعيل والمكنى ببورشبيل، وسيدي احمد دفين سيدي اسماعيل رفقة أضرحة سيدي اسماعيل وسيدي بوعبدلي وسيدي احمد المجاهد وسيدي ابراهيم الذي يوجد أبناؤه بالقواسم بأولاد افرج وكون زاوية مولاي الطاهر القاسمي ومن المعروف أنهم كانوا من ألمع العلماء ومن أكبر المجاهدين ضد الاستعمار البرتغالي وقد توفي سيدي اسماعيل 1094ه ودفن بجواره سيدي عبد الله بن اسماعيل المعروف بوعبدلي .
في انتظار تدبير أفضل
المعروف أن التدبير المحلي الهادف إلى تحقيق التنمية يتحقق أولا من النخب الموجودة ثم بالانصات والاستماع لطموحات وانتظارات المرحلة وحاجيات المواطنين عن طريق فتح بوابة التواصل والحوار معهم لتحقيق المبتغى والحكامة تدعم ذلك من أجل تدبير الشأن المحلي.
والابداع ينطلق من هنا، من قدرة المجلس الجماعي على ابتكار مشاريع تنموية، وانتاج أفكار جديدة لمختلف المشاكل، وبالتالي القدرة على تغيير الحياة والتحكم في منظومة المشاركة وتدبير الأزمات الطارئة من خلال اجراءات تعكس ما ذهبنا اليه سابقا من القدرة على التحرك والعطاء والابداع كما نسميه، برسم وتخطيط مشاريع تنموية ..
وللأسف، وهذه ظاهرة يكتشفها كل باحث في مجال الشأن المحلي، بأن الذين تعاقبوا على تسييره عاثوا فسادا أمام أنظار أومشاركة ومباركة السلطات المتعاقبة، مما يجعلنا نتأسف على ضياع خطوات ومراحل مهمة من تطوير وتغيير مجتمعنا..
كل مجلس من المجالس المنتخبة السابقة رفع ويرفع رهان التنمية ومن أولويات وسؤال المرحلة تصميم التهيئة، التصميم على إخراجه الى حيز الوجود يظل هو أفق الانتظار والطريق الطويل. ففي غياب تصور شمولي، والمقصود الدراسة العلمية، بخلق مناطق جديدة فلاحية وصناعية تستجيب لطموحات المواطن وتصحح الاختلالات السابقة بتحسين المردودية وتحقيق عائدات تنموية يستجيب لها التصميم الجديد يظل الرهان فوق المكاتب ونظل نجتر الانتظار الى اليأس...
أي أفق، إذن لتأهيل جماعة سيدي اسماعيل؟ وكيف يمكن إيجاد أجوبة عن انتظارات المواطن الغيور على بلدته؟
بدون شك ، مطالب السكان كثيرة وضرورية، في هذا الظرف الحالك باعتبار جماعة سيدي اسماعيل القلب النابض لجهة دكالة عبدة وفي موقع استراتيجي هام ومهم، تواجه تحديات وعوائق تتطلب مضاعفة الجهود ورسم دراسة شاملة للتنمية أولا : بتحديد الوظائف الحالية والمستقبلية، وبتجاوز الضعف الحاصل في الاداء والمهام وتوفير الجو الملائم للمنعش العقاري والفاعل الاقتصادي والتفكير والاهتمام بالعنصر البشري في تدبير الشأن المحلي وتخليق الخدمات الادارية وإتمام المشاريع المهمة وتأهيل البنيات التحيتة بخلق مناطق لتوفير الشغل وبناء المنشآت الرياضية والثقافية والصحية وتفعيل الحكامة الجيدة في ظل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
القطاعات الحيوية
الكثير من التوصيات خرجت بها فعاليات المجتمع المدني سواء في اطار النسيج الجمعوي أو في الحركة الإحتجاجية التي عرفتها المنطقة في مجال الخدمات بإحداث الملحقة الادارية بالمركز كالمكتب الوطني للكهرباء والماء واعادة الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية ومشروع الصرف الصحي وتأهيل السوق والاهتمام بالمجال البيئي وتفادي الانقطاعات المتكررة للكهرباء وتحسين خدمات النظافة وملاعب القرب وتوعية الفلاح بأهمية السقي بالتنقيط وإنشاء مركز فلاحي ..
وتعاني سيدي اسماعيل من الاكتظاظ الحاصل في الحجرات الدراسية في المستوى الاساسي نموذج مدرسة مولاي حفيظ وفي الاعدادي والثانوي التأهيلي ما بين 47 و54 تلميذا وتلميذة ، مع العلم أن عام 2011-2012 حصلت ثانوية الجرف الاصفر على درجة التميز بحصول أحد أبنائها على أعلى معدل المغرب 19،28 (أ.عبادي) وهو نتاج مجهود فردي وجماعي لكل المكونات التربوية المحلية، وفي الاعدادي حصلت التلميذة (ع. حجراوي) على معدل 18،50 في الثالثة ثانوي اعدادي، بما يؤكد ضرورة الاهتمام بالطاقات الواعدة محليا من أجل استيعاب الكم الهائل من التلاميذ الذين يأتون من جماعات أخرى قريبة، وتظهر الحاجة الى إعدادية اخرى وثانوية في المستقبل مع الاشارة الى الاكتظاظ في القسم الداخلي مما يتطلب توسيعا واهتماما أكثر جنب وجود دار الطالب والطالبة. ولن تخفى على الباحث مشاكلهما من حيث التأطير والتنظيم والتغذية والدراسة .. اضافة الى مشاكل النقل المدرسي للحد من الهدر ومحاربة الأمية وما تفتقره جل المؤسسات التعليمية من تجهيزات وضرورة توفير الأمن لكل المتعلمين.
فضاء الشباب والثقافة
تواجد دار الشباب الصغيرة الحجم والكبيرة المهام والانشغالات، نتاج تفاعل جمعوي من فعاليات ثقافية محلية من أجل إيجاد وبناء دار جديدة تلبي طموحات شباب المنطقة والتي بنيت وسكنت من قبل أحد أعوان السلطة (سنوات الرصاص)، ورغم ذلك لم يمنع من اشتغالهم في فضاء آخر دار الطالب، حتى تحقق حلم فتح دار الشباب لتكون مقرا للنسيج الجمعوي والذي تعزز بميلاد العديد من الجمعيات الجادة والاندية التربوية والرياضية رغم أنها عانت في وقت من الاوقات من انعدام الكهرباء والماء الصالح للشرب وقلة الاجهزة. فقد عرفت أنشطة متميزة ساهمت في صقل وتشجيع العديد من المواهب والأصوات فنيا وابداعيا ورياضيا..
مشاكل القرية المتراكمة والتسيير الجماعي المتذبذب لا تواكب السياسة العامة من تطور اقتصادي واجتماعي ونمو ديموغرافي، وهو واقع لم يمنع من المضي في الاشتغال في العمل الجمعوي لأنه أساس التغيير، تغيير العقلية ومقاومة جيوبه، فالعديد من الجمعيات استطاعت الحصول على الدعم والمنح واستفادت من التنمية البشرية والحاجة الآن تدفع الى إعمال الحكامة في التدبير التنظيمي والمالي ..
رغم ذلك فطموحات الشباب مستمرة للمطالبة ببناء اكبر من المكتبة او الخزانة الجماعاتية الحالية التي ظلت مقفلة لسنين هي الأخرى، والى مركب ثقافي رياضي يوازي طموحات شباب متعطش الى من يساهم في تكوينهم وتثقيفهم.
غياب الامن
ازدياد النمو الديموغرافي بسيدي اسماعيل في السنين الاخيرة حتم تحسين المقاربة الأمنية وتفعيلها مع الاشارة إلى أن المركز ومحيطه عرضة للعديد من الأحداث الاجرامية والسرقات المتكررة (المواشي والدكاكين والمحلات واعتداءات ..) وأحداث العنف سببها المخدرات والخمر، يجعل كما قلنا، الفوضى تكبر وخصوصا التي يعرفها المركز أيام العطل والاعياد، بجانب الاحتلال العمومي من لدن أصحاب المحلات وتوسيعها على حساب الملك العمومي بمباركة وتحت أنظار السلطة المحلية وذوي النفوذ المالي والإنتخابي وأصحاب العربات ليعرف المركز خصومات سرعان ما تتطور الى حوادث قاتلة..
الطرق .. والإصلاح المفقود
الطرق الرئيسية من الجديدة في اتجاه مراكش عبر سيدي بنور تتطلب اصلاحات جذرية، خصوصا التي تؤدي من الزاوية الى سيدي بنور، أما التي تؤدي الى الزمامرة فحدث ولا حرج، فالعديد من الطرق تحتاج الى وضع إشارات وعلامات تحديد السرعة عند المدخل والمخرج، فالكثير من الارواح البريئة حصدتها حرب الطرق ويتمت أبناء وأسرا بكاملها، أما الطرق المسلكية سواء المؤدية الى احد اولاد فرج واولاد عيسى فهي المأساة بعينيها، طريق مملوءة حفرا ومطبات وعرقلة للسير و كثيرا ما تؤدي الى حوادث، وقد رفعت العديد من الشكايات الى الدوائر المسؤولة في انتظار حلها، مع الاشارة إلى أن الجماعة استفادت من الطرق المسلكية ب( البياضة ) والتي فكت العزلة عن العديد من الدواوير المحيطة والبعيدة عن المركز خصوصا في شمال وشرق الجماعة في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالاقليم .
المقاربة الامنية اذن تحتاج في زاوية سيدي اسماعيل الى اعادة قراءة وتجديد دماء وأفكار وإشراك المجتمع المدني وتكاثف الجهود من أجل درء الخطر والحفاظ على أمن المواطن .
ضعف الخدمات الصحية
تعيش جماعة سيدي اسماعيل وضعا مأساويا وخدمات صحية ضعيفة بوجود مركز صحي واحد وحيد في منطقة آهلة بالسكان تضم أربع جماعات، فالمركز الصحي يضم طبيبا واحدا لاكثر من سنوات وتم إلحاق طبيبة أخرى به مؤخرا، وعدد من الأطر حوالي (12 ممرضا وممرضة ) العديد منهم أحيل أو في طور التقاعد، فهذا القطاع لا يخرج عن القطاع العام في مغرب الصحة الذي يمتاز بافتقار مرافقه الى الأطر والأجهزة والتخصصات ويعاني من سلوكات شائنة . وتجدر الاشارة الى النقص الحاد في الاطر الطبية، فالمواطن العادي ينتظر ساعات في طوابير مما يدفع الى التوتر ويدخل في مشادة خصوصا ايام عطل الاطر ، وتظهر الحاجة الى الامن خصوصا ليلا حيث يأتي مرضى جرحى في حالات غير طبيعية الى جانب نقص الادوية والتجهيزات، اما مشكل سيارة الاسعاف فسائق واحد لا يكفي وسيارة الاسعاف الجماعية لا تدخل في مذكرة المركز الصحي، حيث نلاحظ عدم وجود تنسيق بين الجماعة والمركز لحل الكثير من المشاكل، أضف أيضا حالة الوقاية المدنية..
فالضغط الكبير على المركز والمرافق الصحية المتوفرة به (ثلاثة أطباء خواص) و9 صيدليات والكثير منهم يأتي من جماعات أخرى قريبة او بعيدة بنفس القدر عرف الاهتمام داخله بعلاج الامراض الموسمية والمستعجلة وانتشار الامراض المزمنة، اضافة الى دار الولادة التي تعرف ولادة حوالي 70 طفلا في الشهر ، فالكثير من الصيدليات لا تحترم جدولة المداومة وعدم وجود طبيب قار بالمركز..
هذه المشاكل تتكاثر وتتجدد بنقص حاد في الاطر الطبية والادوية وانعدام الامن ، اضافة الى ضعف التجهيزات والى ضرورة التنسيق والتواصل والتشخيص التشاركي بين المجتمع المدني والجماعات المحلية لحل كل المشاكل العالقة .
على سبيل الختم
ففي إطار تأهيل جماعة سيدي اسماعيل عقدت(سابقا) جلسة عمل مع العامل ورؤساء المصالح المشتركة موضوعها تنمية وتأهيل مركز سيدي اسماعيل في مختلف القطاعات ونوقشت المشاريع المؤهلة للجماعة، حول التهيئة الحضرية والسوق الاسبوعي والمحطة الطرقية ودار الخدمات ودار الامومة ومستشفى محلي والنقل المدرسي اضافة الى مشاريع اخرى كجعلها منطقة صناعية ومنطقة الانشطة الاقتصادية الى غير ذلك من المشاريع..
وخلال موسم الولي الصالح سيدي بوعباد، المنظم خلال شهر شتنبر الماضي، جاءت فرصة تواجد عامل إقليم خنيفرة، محمد علي أقسو، في مقدمة المدعوين، حيث فتح معه سكان المنطقة موضوع السد التلي الذي تعرض للتوحل الكامل، وطالبوا بضرورة تهيئته وإفراغه من الأوحال في سبيل انتشاله من الاندثار، علما أن طاقته التخزينية تقدر ب 29 ألف متر مكعب، الأمر الذي دفع بالمسؤول الإقليمي إلى أخذ الموضوع بعين الاعتبار، وجعله يجري عدة اتصالات في هذا الشأن مع مختلف المتدخلين والجهات المعنية، بينهم وكالة الحوض المائي لبن سليمان بحكم انتماء سيدي بوعباد لهذا الحوض، وذلك لأجل تظافر جهود الجميع قصد تهيئة السد المذكور.
ووفق مصادر «الاتحاد الاشتراكي»، شهدت عمالة الإقليم اجتماعا حضره إلى جانب عامل الإقليم، مدير وكالة الحوض المائي لبن سليمان، المدير الجهوي للفلاحة، مندوب الإنعاش الوطني، مدير المياه والغابات، إضافة إلى الجماعة القروية لسيدي لامين ومصالح معنية من عمالة الإقليم، حيث تمت مناقشة الموضوع من مختلف زواياه، والاتفاق على برمجة مستفيضة لمعالجة وضعية السد، لتسفر نتائج الاجتماع على تكلف وكالة الحوض المائي بالمساهمة ب 100 مليون سنتيم والقيام بإزالة الأوحال، ومديرية الفلاحة ب 100 مليون سنتيم والعمل على سقي الأراضي الفلاحية المجاورة، بينما تكلفت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمساهمة ب 40 مليون سنتيم، ومندوبية الإنعاش الوطني ب 40 مليون سنتيم، والجماعة القروية لسيدي لامين ب 10 ملايين سنتيم، والمياه والغابات ب 5 ملايين سنتيم، في أفق العمل على توزيع المهام. وصلة بالموضوع، قام عامل إقليم خنيفرة، بعد زوال يوم الجمعة 8 نونبر 2013، بزيارة ميدانية لموقع السد التلي ب «تسكرام»، مرفوقا بالمهندس رئيس القسم التقني ورئيس قسم الشؤون القروية، ووجد في استقباله عددا من المعنيين والسكان والمنتخبين والجمعويين، وبينما تحدث أحد المسؤولين في «اجتماع العمالة» عن ضرورة القيام بعملية التشجير للمساهمة في الوقاية من انجراف التربة وحماية السد من الأوحال، نظرا لضعف المساحات الغابوية بالموقع، وقف عامل الإقليم، أثناء زيارته الميدانية، على أن الأراضي المحيطة بالسد كلها إما للخواص أو الجماعة السلالية، فاهتدى إلى مقترح يقضي باستشارة أصحاب هذه الأراضي حول ما إذا كانوا يرغبون في غرس أراضيهم بالأشجار الملائمة لمناخ المنطقة، مثل الزيتون والخروب، حتى تكون الفائدة والمصلحة متبادلة، فيما نصح بتعميق حقينة السد والرفع من علوه، بغاية استرجاع طاقته التخزينية التي ضاعت جراء الأوحال، وتفادي تكرار مشكل التوحل. ومعلوم أن منطقة سيدي بوعباد تعتبر قلعة تاريخية من عهد المرابطين ومن أقدم قرى المملكة، وهي الشهيرة بوليها الصالح سيدي بوعباد، وكانت بها زاوية قديمة درس بها عدة شيوخ وفقهاء وعلماء، من ضمنهم الشيخ «الهادي بنعيسى»، الملقب بالشيخ الكامل، المدفون بمدينة مكناس، وهو ابن المنطقة وسليلها، حسب تصريح أدلى نقيب الشرفاء ل «الاتحاد الاشتراكي»، في وقت سابق، والذي زاد مؤكدا أن المنطقة تضم أضرحة وقبور للأولياء الصالحين من سليلي البيت النبوي الشريف، منهم سيدي بنعيسى الملقب بابي السباع، وهو من شجرة إدريس الأول، وحسب إفادة النقيب فإن الولي الصالح بنعيسى ولد سنة 570 ه 1260 م بمنطقة سوس وترعرع ودرس أصول الفقه بها إلى أن هاجر إلى قرية سيدي بوعباد.
ورغم غنى منطقة سيدي بوعباد بمقالعها المختصة في الرخام الأجود على المستوى الوطني، ورغم خصوصيتها السياحية والطبيعية والثقافية والتراثية المغتالة، فإنها تعيش أقسى درجات التهميش والعزلة والإقصاء الاجتماعي، ولعلها أخذت تنفض عنها غبار النسيان بدء من تجند أبنائها وشرفائها، خلال نهاية شتنبر الماضي، لإحياء موسمها السنوي الذي خبا وهجه منذ أزيد من 35 سنة، وذلك في سبيل إثارة انتباه المسؤولين والرأي العام إلى تاريخها العريق وواقعها المجحف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.