في الوقت الذي كانت فيه بسيمة الحقاوي تنافح أمام الشاشات عن قانون تجريم التحرش الجنسي، انفجر صاروخ توماهوك فضائحي في عب القناة الأولى بالشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة ، حيث قدمت تقريرا في نشرة الأخبار الرئيسية عن رالي للدراجات النارية، تضمن دعوة المشاركين إلى زيارة مدينة إفران لأن فيها «بنات» والعهدة على الراوي الذي يضيف أن الدعوة كانت موجهة حصريا للخليجيين الذين حجوا بكثافة للاستمتاع بدورات رالي الأرز هده السنة. ورغم أن عبارة:إن فيها جبال وكسكسو ..و بنات لا تدخل - للخاطر- و لا هي من باب وصلات الإعلانات السياحية، بل قد تحسب تحريضا على البغاء كي لا نقول شيئا آخر، فقد مرت المسألة بردا وسلاما على تلفزة الخلفي. وبين قانون (ويل للمتبسبسين ) الذي سيضيف متاعب أخرى لمهمات رجال الأمن و المحاكم، التي ستعج مستقبلا بشكاوي من قبيل إن المشتكى به تبعني وقال لي : شعرك حرير واش ندير؟ أو همس لي المشتكى به وأنا في طريقي قائلا : عينيك طيحو الزرزور من فوق السور. وبين تلفزة عندنا بنات، ضاعت- للأسف- العفة الإجبارية التي تريد بسيمة أن تسيدها على مجتمع لا يكترث بسقط المتاع هذا وكل ما يهمه أن يعيش في كرامة ،دون أن تتسلط حكومة فاقدة للثقة على أخلاقه لتعلق على فقدانه للعفة المزعومة شمعتها الأخيرة وكبوطها أيضا. أما كان من الأجدر محاربة تحرش ارتفاع الأسعار والمضاربات بجيوب المواطنين؟ بدل استيراد ونسخ قوانين من بلدان أصبحت تعيش الجيل الرابع من التنمية؟. أما كان حريا على الحكومة إيقاف تحرش البطالة بزهرة الشباب المغربي؟ في الوقت الذي تملص فيه بنكيران من كل التزامات الحكومة السابقة في التشغيل ،وهو يواجه المعطلين بالعصى و بكلتومية ( لسة فاكر د كان زمان) ولم يلبث أن وضع لازمته أمام التشغيل ،قبل أن تنفجر فضائح التوظيفات في وزارات ودواوين؟ هزلت يا سيدي حتى أصبحت (بسبس )تقود إلى السجن, بينما ناهبي المال العام باتوا يتحرشون بقطاعات حكومية على قدها. من حق الإخوان أن يلعبوا دور الحكومة والمعارضة في آن معا وأن يتمترسوا في الوسط وأن يتموقعوا في اليمين وأن يختبئوا وراء اليسار.وهذا يتماشى تماما مع طبيعتهم الزئبقية و أبويتهم المتسلطة . فحينما يعتبر بوانو الظاهرة الصوتية للإخوان, أن تعيين وزير تكنوقراطي على رأس وزارة الداخلية يبعث على الارتياح لأن له اليد الطويلة-غادي يلعب الباسكيط- ولأنه ابن الدار - والباقي ولاد الزنقة- ويجعل من مهام الداخلية مهمة استكمال البناء المؤسساتي, فلاحرج أن نبدي إعجابنا بهذا الغزل وأن نعلن خوفنا أمام شكل الدولة التي يريد الإخوان المستبدين تسييدها . ومن حق الإخوان أن يبيعوا الوهم لمن يشتريه في مزهريات مزركشة، لكن ليس من حقهم أن يفرضوا علينا أن نصدق أن ذيل الذئب مستقيم و أن ورد( ميكا )هو تماما بعينه ورد الحدائق، فليس تمة من عبير ولا عبق وذنب الذئب يظل اعوج ولو حطوه في مئة قالب. درجت حكومة بنكيران على الاستعلاء ووصف كل الأصوات المعارضة لقرارتها بالتشويش و الشوشرة، ولكي تستقيم الأمور سمنا على عسل, وحتى ندخل زمن الهانيات _بلغة وزير العدل_. فلدى حكومة بنكيران كل المقومات لتحنين المعارضة عليها ولها في فتوى رضاعة الكبير من إخوانها في المشرق إسوة حسنة ،والحل هو أن ترضع الحكومة كل الأطياف المعارضة حتى يصيروا إخوانا في السياسة، فقط سيبقى هناك مانع تقني بحكم معارضة الشارع الواسعة, والحل هنا أن يوزع حليب الحكومة مجففا بالمجان بالصيدليات كي نرضع منها جميعا وتعم الفائدة. أمبووو..** أمبوو هي لغة الرضيع عندما يهم بالرضاعة وهي لغة مشتركة بين كل رضع العالم.