يشتكي سكان مدينة الرشيدية و الإقليم بشكل عام، من الوضعية المزرية التي يتخبط فيها مستشفى م. علي الشريف منذ سنوات، نتيجة نقص الأدوية والأجهزة الطبية، بالإضافة إلى تدني الخدمات ونقص التركيبة البشرية. فالزائر لهذا المستشفى، لعيادة أحد المرضى من أقربائه أو أصدقائه، سيصاب بصدمة قوية، عندما يلاحظ أن هذا المركز الاستشفائي الإقليمي والذي كان إلى وقت قريب يشهد له بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، أصبحت أجهزته الطبية مهترئة، والعاملون به يشتغلون في ظروف سيئة. ما يعيشه المستشفى من تردي خدماته، أكدته الوقفة الاحتجاجية التي نفذتها تنسيقية الدفاع عن الولوج للخدمات الصحية بالرشيدية يوم الجمعة 8 نونبر الجاري أمام ذات المركز الاستشفائي الإقليمي ، احتجاجا على تردي الأوضاع الصحية بالإقليم وبالجنوب الشرقي. فقد انطلقت الاحتجاجات من أمام المستشفى معبرة عن النقص الفادح في التجهيزات، والأطر الصحية من ممرضين وأطباء وبشكل خاص أخصائي أمراض النساء والتوليد غير الموجود، مما يهدد صحة الحوامل منهن، وإرغامهن على التوجه الى المصحة الوحيدة بالرشيدية... طبيبة الأعصاب ترفض الاشتغال بالمنطقة وتقدم كل مرة شهادة طبية مرضية ترخص لها بالغياب، مرضى السكري محرومون من الأدوية لما يقرب من أربعة أشهر، حتى أقراص الإسهال غير موجودة . معاناة المواطنين لم تتوقف عند هذا الحد، حيث يضطر المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة، و كذلك النساء في المراحل الأخيرة من الولادة، للتوجه إلى المستشفيات المجاورة أو المصالح الاستشفائية بفاس و مكناس أو المصحات الخاصة لتلقي العلاج اللازم بطلب من أطباء ذات العيادة، حيث بإمكانهم معالجة هؤلاء دون توجههم الى المستشفى الإقليمي لتقاعسهم و نقص الأطر الطبية. وأبدى المحتجون، استنكارهم لطول المدة الفاصلة بين قصد المستشفى وموعد العلاج، بالنسبة إلى عدد من مرضى القلب والعيون والأعصاب والعظام، بحيثُ يضطر البعض إلى الانتظار لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، قبل الاستفادة من العلاج، الذي يتجشمون لأجله عناء المجيء من مناطق بعيدة، من تنغير، بوعرفة وميدلت واملشيل حتى أن البعض منهم توفي قبل انصرام الموعد.