ما المقصود بسرطان الثدي؟ تعني كلمة السرطان وجود خلايا غير طبيعية التي تتكاثر بشكل غير منضبط داخل جسم الإنسان. أما بخصوص سرطان الثدي، فإن الخلايا تبقى في الثدي أو تنتشر في جميع أنحاء الجسم عن طريق الدم أو الأوعية الليمفاوية، وفي معظم الوقت، يستغرق تطور سرطان الثدي عدة أشهر أو حتى سنوات. ماهي أعراضه؟ يجب على كل سيدة أن تكون على علم تام بشكل وحجم وقوام ثدييها، وأن تعمل على القيام بفحص نفسها دوري شهريًا بعد انتهاء الدورة الشهرية بعدة أيام، ويجب عليها مراجعة وإبلاغ الطبيب بمجرد حدوث أي من التغيرات التالية: وجود كتلة في الثدي عادة غير مؤلمة إفرازات من حلمة الثدي سواء كانت مخلوطة بدم أو إفرازات صفراء غير مخلوطة بدم تغير في لون الحلمة والجلد وظهور تشققات أو انكماش بالحلمة تورم الغدد الليمفاوية تحت الإبط ألم موضعي بالثدي رغم أن معظم الأورام الخبيثة غير مصحوبة بألم. هل هناك فئات عمرية محددة أو عوامل معينة تؤدي للإصابة بهذا المرض؟ ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الثدي يزيد مع تقدم العمر، وبالنسبة للمغرب وحسب سجل السرطانات، فإننا نجد أن أعلى معدل مسجل عند النساء اللواتي يبلغن 48 سنة. اما بالنسبة للعوامل التي تؤدي للإصابة فقد بينت الدراسات في هذا الميدان أن هناك عدة عوامل نذكر منها: عامل الجنس: لكون سرطان الثدي هو أكثر شيوعا عند النساء مقارنة بالرجال عامل العمر: إذ أن خطر الإصابة بسرطان الثدي هو أمر نادر قبل سن 25 التاريخ الشخصي والعائلي لسرطان الثدي خصوصا الجانب الوراثي، وذلك في حال تسجيل إصابات في الوسط الأسري (أم ، أخت ، خالة ، بنت خالة) سن الحمل الأول، والمدة الكلية للرضاعة الطبيعية النساء اللواتي يتجاوز سنهن 30 سنة في وقت أول حمل لهن، هن معرضات شيئا ما أكثر لخطر الإصابة بسرطان الثدي مقارنة مع النساء اللواتي يلدن للمرة الأولى قبل سن 25 . كما أن الرضاعة الطبيعية هي وقائية ضد سرطان الثدي . مدة الحياة الجنسية: سن البلوغ المبكرة والانقطاع المتأخر للطمث تعد من عوامل الاختطار للإصابة بسرطان الثدي. نمط الحياة: التدخين، والسمنة ، والمخدرات، والنظام الغذائي، والعلاج الهرموني، والتلوث البيئي .. هي عوامل الاختطار لسرطان الثدي. لماذا حملة تحسيسية وطنية للكشف عن هذا المرض؟ هذه الحملة الوطنية منظمة بتعاون مع مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، ووزارة الصحة منذ منطلق شهر أكتوبر، وذلك في إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة السرطان. حيث استهدفت : التحسيس بأهمية التشخيص المبكر لسرطان الثدي . خلق حركة ديناميكية كبيرة من اجل استقطاب حوالي 500 ألف امرأة على الصعيد الوطني من الفئة العمرية ما بين 45 و 69 سنة. هل هناك أرقام عن عدد المرضى؟ يقدر عدد الحالات الجديدة للسرطان بالمغرب ب 120 حالة جديدة عند الرجل سنويا لكل مئة ألف نسمة، و 115 حالة جديدة عند المرأة لكل مئة ألف نسمة كذلك، وذلك وفقا لسجل مرض السرطان لسنة 2007 في جهة الدارالبيضاء الكبرى. حيث يشكل سرطاني الثدي (% 3 .34)، وعنق الرحم (13.3%)، وهما السرطانان الأكثر شيوعا عند المرأة. ما هي نتيجة الحملة على الصعيد الوطني؟ يتعذر تقديم أرقام مضبوطة في الوقت الحالي لكون الوزارة لاتزال بصدد تجميع المعطيات المتعلقة بالحملة، نظرا لأنها تستمر إلى غاية 31 دجنبر 2013 . على أنه تجب الإشارة إلى أن هذه الحملة الوطنية استهدفت 500 ألف امرأة على الصعيد الوطني من الفئة العمرية 45 الى 69 سنة. وقد تمت تعبئة 2117 مؤسسة استشفائية، منها 1994 مركزا صحيا، و 22 مركزا مرجعيا للصحة الإنجابية، 22 مستشفى محليا ، 64 مستشفى اقليميا، و 15 مستشفى جهويا، بالإضافة إلى تعبئة 3195 طبيبا عاما، و 4300 ممرضة، علاوة على أخصائيين في أمراض النساء والفحص بالأشعة. ولحد الساعة فقد استفادت من الكشف 386 520 امرأة، و هو ما يمثل 77,3 % من الأهداف المسطرة والمتوخاة من الحملة. كما استفادت 3086 امرأة من الكشف الإشعاعي للثدي (Mammographie)، فضلا عن إحالة كل حالة تستدعي التكفل بها الى المصالح المختصة قصد التأكد و استكمال العلاج. ما هي المناطق التي عرفت إقبالا مهما على الحملة؟ تعتبر جهة تادلة ازيلال أول جهة عرفت إقبالا مهما للحملة، حيث بلغ عدد المستفيدات من التشخيص و الكشف المبكر لسرطان الثدي 31 ألفا و 610 امرأة. وقد تمت إحالة كل حالة تستدعي التكفل بها على المصالح المختصة. ما هي الخطوات التي يجب اتباعها للوقاية من المرض؟ يجب أن نعرف أن هناك العديد من الأسباب مجتمعة التي تتسبب في تطور هذا المرض، هذه العوامل قد تكون ذات صلة بالاستعداد الوراثي، والتقدم في السن ... الخ، وبهذا يصعب التحكم في هذه العناصر و الوقاية منها. بينما هناك عناصر اخرى لها علاقة بنمط الحياة ك «التدخين، والسمنة، والمخدرات، والنظام الغذائي، والعلاج الهرموني، والتلوث البيئي»، والتي ينصح بالحد منها، وهذا ينطبق على جميع انواع السرطانات. كلمة أخيرة ؟ بما أنه ليس لسرطان الثدي أية وسيلة واضحة للوقاية الاولية، أطلب من كل النساء ان لا يغفلن على صحتهن، وان يقمن بالفحص المبكر، الذي يبقى الطريقة الوحيدة والأنجح للتغلب على هذا الداء. واغتنم هذه الفرصة ومن خلال الملف الطبي لجريدة «الاتحاد الاشتراكي»، لإخبار جميع النساء اللواتي ينتمين للفئة العمرية ما بين 45 و 69 سنة وسجلت لديهن حالات عائلية لسرطان الثدي، بأن البرنامج الوطني للكشف المبكر لسرطان الثدي مستمر، و دائم، ومجاني في جميع المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة على الصعيد الوطني. (*) طبيبة متخصصة في الصحة العمومية، ورئيسة مصلحة الوقاية ومراقبة السرطان، بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة.