أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى، رئيسة مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، أمس الثلاثاء بالمحمدية على تدشين المركز المرجعي للرصد المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم. (ماب) ولدى وصول صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى إلى المركز، استعرضت سموها تشكيلة من القوات المساعدة التي أدت التحية، قبل أن يتقدم للسلام على سموها بالخصوص وزير الصحة، الحسين الوردي، ووالي جهة الدارالبيضاء الكبرى عامل عمالة الدارالبيضاء، خالد سفير، وعامل عمالة المحمدية، فوزية إمنصار، والعامل المنسقة الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، نديرة الكرماعي، ورئيس الجماعة الحضرية بالمحمدية، محمد المفضل، بالإضافة إلى شخصيات أخرى. وبعد أن قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى بقطع الشريط الرمزي للمركز، الذي يأتي تدشينه في ختام الحملة الوطنية للتحسيس بأهمية التشخيص المبكر لسرطان الثدي المنظمة بتعاون بين مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج داء السرطان ووزارة الصحة، قدمت لسموها حصيلة عن هذه الحملة الوطنية من قبل وزير الصحة، الحسين الوردي، وكذا حصيلة الحملة الجهوية للكشف عن سرطاني الثدي وعنق الرحم بجهة الدارالبيضاء الكبرى من قبل المدير الجهوي لوزارة الصحة. إثر ذلك قامت صاحبة السمو الملكي الأميرة للاسلمى بزيارة مختلف مرافق المركز، الذي أحدث في إطار اتفاقية شراكة بين المؤسسة ووزارة الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجهة الدارالبيضاء الكبرى والجماعة الحضرية بالمحمدية، ويمتد على مساحة تقدر ب340 مترا مربعا بكلفة إجمالية ناهزت أربعة ملايين درهم. ويستهدف هذا المركز، الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى مدينة المحمدية والرابع على مستوى الجهة، 40 ألفا و197 امرأة تتراوح أعمارهن ما بين 45 و69 سنة للكشف المبكر عن سرطان الثدي و6850 امرأة للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم للفئة العمرية ما بين 30 و49 سنة. وسيقدم هذا المركز، الذي يمكن أن تصل قدرته الاستيعابية إلى 6 آلاف فحص سنويا بالنسبة للتشخيص والكشف المبكر، والذي يضم ثلاثة أطباء أخصائيين في الكشف بالأشعة وأمراض النساء والطب العام، وممرضتين مساعدتين، خدماته لفائدة السكان بكل من المحمدية وبوزنيقة وبنسليمان. ويحتوي المركز على قاعة استقبال وقاعتين للانتظار وثلاث قاعات للفحص مخصصتين للكشف المبكر وتشخيص سرطان الثدي، فضلا عن ثلاث قاعات أخرى مخصصة لسرطان عنق الرحم وقاعة للمراقبة وقاعة للكشف بالصدى والكشف بالأشعة وصيدلية. وقد استهدفت الحملة الوطنية للتحسيس بأهمية التشخيص المبكر لسرطان الثدي المنظمة بتعاون بين مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج داء السرطان، ووزارة الصحة منذ مطلع أكتوبر الجاري في إطار المخطط الوطني للوقاية ومراقبة سرطان الثدي، حوالي 500 ألف امرأة على الصعيد الوطني من الفئة العمرية ما بين 45 و69 سنة، حيث تمت تعبئة 2117 مؤسسة استشفائية (1994 مركزا صحيا، 22 مركزا مرجعيا للصحة الإنجابية، 22 مستشفى محليا، 64 مستشفى إقليميا، 15 مستشفى جهويا)، مع تعبئة 3495 طبيبا عاما و4300 ممرضة وقابلة وأطباء علاوة على أخصائيين في أمراض النساء والفحص بالأشعة. ويستهدف المخطط الوطني للوقاية ومراقبة سرطان الثدي ما يناهز 3,4 ملايين امرأة على الصعيد الوطني، في حين تشمل أنشطة برنامج الرصد المبكر لسرطان عنق الرحم، ست جهات وهي الرباطسلا زمور زعير ومكناس تافيلالت وفاس بولمان ومراكش تانسيفت الحوز والدارالبيضاء الكبرى والغرب شراردة بني احسن، وتوفر هذه المراكز خدماتها لحوالي مليون و500 امرأة. وقد مكن برنامج الرصد المبكر لسرطان الثدي وعنق الرحم من تكوين 85 طبيبا أخصائيا في أمراض النساء و850 طبيبا عاما و1110 ممرضين وممرضات على الصعيد الوطني. ويمثل سرطان الثدي، وهو شكل من أشكال الأمراض السرطانية التي تصيب أنسجة الثدي، وعادة ما يظهر في قنوات (الأنابيب التي تحمل الحليب إلى الحلمة) وغدد الحليب، تهديدا حقيقيا للصحة العمومية عبر العالم، حيث يعتبر ثاني مسبب للوفيات وأول سرطان يصيب النساء عبر العالم. إلا أنه بفضل الكشف المبكر ومعرفة طريقة تكون هذا النوع من السرطان، وكذا اعتماد طرق مبتكرة للفحص والعلاج، بدأت نسب الإصابة تتراجع مقابل ارتفاع معدلات الأمل في الحياة. وبدوره يشكل سرطان عنق الرحم تهديدا للصحة العامة عبر العالم، ويأتي في المرتبة الثالثة من حيث الانتشار بعد سرطاني الثدي والقولون، والثاني بعد سرطان الثدي في البلدان السائرة في طريق النمو. وسرطان عنق الرحم هو نتيجة الإصابة بفيروس (آش بي في) وهو فيروس شائع ينتشر عن طريق الاتصال الجنسي، ويتميز بتطوره البطيء إذ يمكن أن يستغرق حوالي 15 سنة قبل أن يصل إلى المرحلة التي يمكن تشخيصه فيها. ويرتكز علاج هذا النوع من السرطان على ثلاثة محاور تشمل الجراحة والعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي. ومنذ إحداثها في 2005، تمكنت مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، وبتعاون مع وزارة الصحة، من وضع مخطط وطني للوقاية ومراقبة السرطان يمتد على مدى عشر سنوات (2010 - 2019). كما كان للمؤسسة إسهاماتها الكبيرة في إحداث مراكز جديدة لعلاج داء السرطان إلى جانب إعادة تأهيل وتوسيع المراكز القائمة عبر ربوع المملكة. ومن خلال مبادراتها النوعية، كان للمؤسسة فضل كبير في تحقيق تقدم غير مسبوق على مستوى التكفل بمرضى السرطان خاصة في ما يتعلق بالكشف المبكر والولوج إلى العلاج والعلاجات الطبية المتخصصة، وأيضا توفير خدمات للقرب خاصة على مستوى الإيواء لفائدة المرضى وعائلاتهم.