طالبت قافلة الذاكرة التي نظمها فرع المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بأكَادير إلى كل من تزنيت وتغجيجت، يومي السبت والأحد الماضيين تخليدا لذكرى الشهيدين إبراهيم التزنيتي ولحسن التغجيجتي بوضع نصب تذكاري للمناضل المجهول وللشهداء بكل من مدينة أكاديروتزنيت وتغجيجت. وألح المقاوم والمجاهد محمد بن سعيد أيت إيدر في مداخلته على ضرورة أن يهتم الكتاب المدرسي بشهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم في عهد الاستعمار، حتى تتعرف الأجيال اللاحقة على التضحيات الجسيمة التي قدمها هؤلاء في سبيل نيل الاستقلال أو في سبيل ترسيخ أسس الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ما بعد الاستقلال. وأشار رئيس بلدية تزنيت عبداللطيف أوعمو ورئيس بلدية أكَادير طارق القباج إلى أن هناك جهودا حثيثة الآن من أجل تسمية أحد الشوارع بأسماء بعض الشهداء الذين سقطوا في معركة ترسيخ الديمقراطية والحرية ببلادنا، سواء في الستينات أو السبعينات من القرن الماضي، لكن هناك عرقلة المؤسسات المنتخبة من طرف السلطات ضد هذه التسمية أو نصب تذكار للمناضل المجهول. وفي هذه النقطة بالذات ذكر طارق القباج في هذا الصدد أن المجلس البلدي لأكادير سبق له أن قرر في إحدى دوراته تسمية شارع باسم الشهيد محمد كَرينة، لكن السلطات رفضت المقترح دون أن تقدم في ذلك تعليلات مقبولة في قرارها. ودعا رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف مصطفى المانوزي إلى إحداث مركز خاص للذاكرة بهذه المناطق المذكورة، للحفاظ على تاريخ هؤلاء الشهداء من النسيان والتناسي، وإلى جمع كل الوثائق والشهادات المكتوبة والشفهية التي تؤرخ لهؤلاء الشهداء الذين قدموا أنفسهم للموت من أجل حرية هذا الوطن ضد الاستبداد والظلم والقهر في سنوات الرصاص. كما ألح في مداخلته على ضرورة استفادة مناطق هؤلاء الشهداء من جبر الضرر الجماعي، خاصة أن مناطقهم عانت لعقود من الزمن من التهميش والإقصاء من جميع الخدمات والمرافق العمومية، والمبادرات ذات الطبيعة التنموية خلافا لما عرفته وتعرفه مناطق أخرى مجاورة لها.