نظم المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، فرع سوس ماسة، بتعاون مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بأكادير وبلدية تزنيت، وداعمين محليين، قافلة الحفظ الإيجابي للذاكرة. وتوجت أشغال القافلة بإقامة بشراكة بين مجلس بلدية تزنيت والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف من أجل إحداث مركز للذاكرة يختص في سبر تاريخ المنطقة وفاعليها سواء داخل صفوف حركة المقاومة أو حركة النضال الديمقراطي والعمل السياسي، وإقامة نصب تذكاري للشهيدين «إبراهيم التزنيتي والحسن التغجيجتي». قافلة الذاكرة، والتي حملت شعار «حفظا لذاكرة الشهيدين إبراهيم التزنيتي والحسن التغجيجتي»، تندرج حسب ما أوضح المجلس الوطني لحقوق الإنسان في بلاغ له بالمناسبة، في إطار مواصلة العمل على تنفيذ التوصيات الصادرة عن هيئة الإنصاف والمصالحة في الشق المرتبط بحفظ الذاكرة الجماعية والفردية ورد الاعتبار للمنطقة ولرموزها عبر التوقف للتعريف بهم ومسيرتهم النضالية والتي تعتبر جزء لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية والجهوية. وتعد بمثابة مبادرة لإخراج صفحات من تاريخ المغرب المعاصر من عتمة النسيان وكشف الحقيقة بإخراج مكنونات الذاكرة من العتمة وإضاءتها بالدرس التاريخي. وأوضح مصطفى المانوزي رئيس المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف، في اتصال هاتفي أجرته معه بيان اليوم، أن القافلة هي تمرين على التذكر لمراحل من تاريخ المغرب من خلال مشاركة نخبة من مناضلين عايشوا المرحلة، وهي تكريم واحتفاء بشهداء ومناضلي وأرامل هؤلاء الشهداء من أعضاء جيش المقاومة والكفاح من أجل الديمقراطية، إذ تعد مواصلة لنهج سنه المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف منذ شهر مارس من هذه السنة بمدينة اخنيفرة حينما خلد ذكرى مرور سنة على ذكرى انتفاضة 3 مارس من سنة 1973، محتفيا بتكريم شهداء تلك المرحلة. وأضاف أن المنتدى قرر حينها تنظيم حملة من القوافل تنتقل إلى كل المناطق التي لها شهداء خلال مرحلة الكفاح المسلح ضد الاستعمار والنضال خلال سنوات الرصاص، وهي مناطق عانت من القمع والانتهاكات الجسيمة . وأبرز أن القافلة المنظمة بتزنيت أخذت نموذجي الشهيدين ابراهيم التزنيتي المعروف ب»عبد الله النمري»، والحسن التغجيجتي، وذلك بشراكة مع بلدية تزنيت، وذلك كالتفاتة من جهة لهذين الرمزين باعتبار أنهما كانا من أعضاء المقاومة وجيش التحرير ومن جهة ثانية لرد الاعتبار لمنطقة عانت من التهميش والإقصاء، فيما الجانب الثالث وهو المهم استغلال المناسبة لإحداث مجموعة من الآليات التي تدخل في إطار جبر الذاكرة الجماعية، بما فيها حفظ الذاكرة، حيث تم تقديم مقترح بإحداث مركز للذاكرة وهو الاقتراح الذي حظي بموافقة رئيس بلدية تزنيت عبد اللطيف أوعمو، وإقامة نصب تذكاري بذات المدينة وجماعة تاغجيجت، ومن جهة أخرى وفقا على إقامة مركز أخر للذاكرة بأكادير التوثيق والأرشيف بتنسيق مع جامعة ابن زهر بأكادير. كما سيتم إحداث آلية لمرافقة أرامل الشهداء مع التأهيل الصحي والنفسي وهي الآلية التي تندرج بدورها ضمن جبر الضرر الفردي، هذا علما أن المنتدى سيثمر في هذا الإطار في الحملة التي أطلقها خلال إحياء ذكرى إبراهيم المانوزي بالدار البيضاء، والتي تهم العمل على استرداد رفات المتوفين، حيث أن الآلية التي تضطلع بمهمة مرافقة العائلات ستتكلف بالموازاة بعملية إجراء الاختبارات الجينية (ADN) وإعادة جثامين المتوفين في مقابر الشهداء حسب المناطق، وكذا فيما يتعلق بالحقيقة القضائية خاصة فيما يرتبط بمشاكل الإراثة، القبر.