هل سيكون مستقبل الطب مؤنثا؟ يجد السؤال مشروعيته في كون نصف الأطباء في غرب اليوم نساء. مثلما يجدها في توقعات سنة 2020 التي تؤكد أنهن سيشكلن الأغلبية ضمن الهيئة الطبية. وهو ما جعل بعض الأصوات ترتفع لتعبر عن تخوفها من تراجع مستوى المهنة بسبب "غزو" بنت حواء لها! وردا على علامة الاستفهام هذه، كشفت دراسة أنجزت في إقليمكيبيك الكندي أن الطبيبات يقدمن خدمات طبية للمرضى أفضل من تلك التي يقدمها زملاءهم الرجال، رغم أن نسبة ممارستهن للعلاجات أقل. لبلوغ هذه النتيجة، قامت خلية للبحث من جامعة مونتريال بدراسة سلوكيات 870 طبيبا من الجنسين من أطباء الأسر يتابعون الوضعية الصحية لمصابين بالسكري. وقد اعتمدت الدراسة على المعايير المحددة من قبل الجمعية الكندية لمرض السكري لتخلص إلى أن الطبيبات يحترمن بشكل أفضل دلائل الممارسة الطبية، مثلما يتفوقن على الأطباء الذكور في وصف الأدوية الموصى بها وبرمجة التحليلات الضرورية. وفي هذا السياق، فإن ثلاث طبيبات من بين كل أربع يلزمن مرضاهن على القيام بفحص للعيون مقابل 70 % من الأطباء الرجال. مثلما تقوم 71 % من النساء بوصف أدوية موصى بها مقابل 67 % فقط من الرجال. ومع ذلك، فإن أصواتا معارضة عدة انتصبت في وجه خلاصات الدراسة المذكورة: "إن جودة العلاج لا تتلخص احترام دلائل الممارسة فحسب، بل إن إرضاء المريض يعتبر أيضا معيارا حاسما"، يقول فانسون رونار، رئيس إحدى جمعيات الأطباء في كندا. ويستلزم قياس مدى رضا المرضى، وفق ذات المتحدث، استحضار مختلف أنواعهم، وهو ما غاب عن الدراسة الكيبيكية. وحسب الدراسة المذكورة دائما، فإن الطبيبات أقل "إنتاجية" من زملائهم الرجال من حيث عدد العلاجات المقدمة سنويا. ويجد هذا التراجع أسبابه في كون الأطباء الذكور يخصصون وقتا أكثر من الإناث لممارسة المهنة، إذ يبلغ معدل اشتغالهن أسبوعيا 53 ساعة، أي أقل بست ساعات من الرجال. كما تعتبر المدة الزمنية التي تخصصها الطبيبات لكل استشارة سببا آخر لهذا المعطى ?19 دقيقة مقابل 17 للرجال?.