أبرزت المجلة الإسبانية «كيمان كواديرنوس دي سيني» «حيوية السينما المغربية» المعاصرة، مؤكدة «انفتاح الكتابات والأعمال» التي يعرفها المغرب منذ بداية القرن الجديد. واعتبر مدير المجلة كارلوس هيردرو، في افتتاحية بعنوان «على بعد بضعة كيلومترات من أعيننا» نشرت في ملحق خصص للسينما المغربية من القرن 20، وذلك بمناسبة الدورة ال58 للمهرجان الدولي للسينما في بلد الوليد، أن الإنتاج السينمائي المغربي «يواصل تطوره» كل سنة، وذلك بفضل «دعم الدولة المخصص لتطوير هذه الصناعة، وتجديد الأجيال، ومعالجة موضوعات جديدة وقضايا كانت من المحرمات». ويرى كاتب الافتتاحية أن المهرجان الدولي للسينما في بلد الوليد يقدم رؤية واسعة ومتنوعة من أجل معرفة إنتاج يعالج قضايا اجتماعية وثقافية، يتم تجاهلها تماما من قبل الجمهور الإسباني. وتحت عنوان «السينما المغربية في سنوات 2000 .. الجذور الاجتماعية والانتقائية الجمالية»، تطرق الناقد المغربي محمد بكريم إلى مميزات السينما المغربية خلال هذه الفترة، وخاصة على مستوى الإنتاج المنتظم، والرؤية المحلية والدولية الواضحة، وكذا تنوع الأجيال والموضوعية والجمالية التي لا يمكن إنكارها. وأكد بكريم أن هذا الإنتاج المنتظم جعل من المغرب «وجهة واعدة للصناعة السينمائية»، موضحا أن متوسط الإنتاج المغربي انتقل من خمسة أو ستة أفلام كل سنة إلى غاية نهاية سنوات التسعينيات من القرن الماضي إلى 25 إنتاجا سنة 2012 وذلك بفضل دعم الدولة. وبخصوص التنوع الموضوعاتي والجمالي، تناولت السينما المغربية قضايا اجتماعية مثل وضعية المرأة والهجرة، إلى جانب مواضيع ينظر إليها من قبل المجتمع ك»محرمات». من جانبه، أكد خافيير إسترادا على الطابع «غير التقليدي» للجيل الجديد من السينمائيين المغاربة، مذكرا، في هذا السياق، بثقل تقاليد المغرب العميق وصراع الأجيال. وقد خصص ملحق «كيمان كواديرنوس دي سيني» أيضا صفحاته إلى الأفلام المغربية المشاركة والتي ستعرض خلال الدورة ال58 للمهرجان السينمائي الدولي ببلد الوليد، ومن بينها «علي زاوا» لنبيل عيوش، و»في الدارالبيضاء، الملائكة لا تحلق» لمحمد عسلي، و»العيون الجافة» لنرجس النجار، و»ذاكرة معتقلة» لجيلالي فرحاتي، و»كازا نيغرا» لنور الدين لخماري.