بعيدا عن الغلظة والخشونة التي تميز الرجل العسكري، حلت أحلام بوجه بشوش ومشرق رفقة زميلين لها في الجندية الإيطالية إلى جزيرة صقيلية لملاقاة عدد من المهاجريرن غير الشرعيين من جنسيات إريتيرية وإثيوبية وتونسية قادمين إلى لامبيدوزا بالجنوب الايطالي عبر قوراب موت من مياه تونسية وليبية. فمنذ أسبوع استعان الجيش الايطالي بالشابة أحلام بوفساس، الإيطالية الجنسية، التي رأت النور بليبيا منتصف الثمانينيات من القرن الماضي من أبوين مغربيين كي تشارك رفقة زميلين لها الأول من أصل تونسي والثاني من أصل إريتيري في عملية «شوارع آمنة» بجزيرة «لامبيدوزا» بالجنوب الايطالي. يعتمد الجيش الايطالي على أحلام بوفساس، التي وصلت جزيرة «لامبيدوزا» لتعزز جهود الشرطة الايطالية من أجل تحقيق تواصل فاعل وفعال مع المهاجرين غير القانونيين من أصول عربية الوافدين على الجزيرة من مياة تونسية وليبية. إن أحلام بوفساس المنتمية للفوج العسكري الثالث «الألبي ببينيرول» القادم من ضاحية طورينو، واحدة من المجندين العسكريين المنحدرين من بلدان المغرب العربي وإفريقيا التي اختار الجيش الايطالي أن يستفيد من قدراتهم اللغوية ومهاراتهم التواصلية من أجل تحقيق وساطة بين السلطات المحلية والوافدين من المهاجرين من إجل تشخيص حقيقي للوضع وتجاوز المعيقات وإيجاد الحلول لمشاكلهم وفك العزلة عليهم. فقد مكنت ملامح وجه أحلام بوفساس البشوشة وتقاسيمها البريئة التي تختزل دفء العلاقات التي تطبع الشعوب المتوسطية وتضامن ناسها مع كل وافد في وضع مؤلم، أن تبعد صورة الغلظة والخشونة التي تميز الرجل العسكري وتفتح أفقا للتواصل. شكلت مشاركة أحلام بوفساس من بين خمسة آلاف عسكري إيطالي في «شوارع آمنة» بجزيرة «لامبيدوزا» تجربة، تشير مصادر إعلامية إيطالية توقفت خلالها هذه المغربية التي تعتبر واحدة من المهاجرات المغربيات المتألقات في الديار الايطالية اللائي تمكنت أسرهن من إنجاح اندماجهن ببلدان الإقامة، على آلام والمصاعب التي عاشها عدد من المهاجرين غير القانونيين التي تستضيفهم مراكز للإقامة ب «لامبيدوزا»، وردوا لها حكايات سفرهم من بلدانهم الأصل إلى أرض الحلم هاته، وقالت إننا نرى المعاناة في أعينهم نستشفها من قصص تجاربهم، وأن يجدوا أمامهم من يتحدث لغتهم لن يزيدهم إلا أمانا».