حذرت وكالة تدبير الحدود الخارجية لدول الاتحاد الأوربي (فرونتكس) من تنامي الهجرة السرية القادمة من المغرب، من خلال تطوير طرق الهجرة باستغلال شركات الطيران المنخفض التكلفة وسياسة منح التأشيرة. وصرح نائب المدير التنفيذي للوكالة الأوربية، غيل أرياس، حسب ما أوردته تقارير إخبارية أوربية، بأن الراغبين في الوصول إلى أوربا يقتنون تذاكر للسفر إلى تركيا على متن طائرات تابعة لشركات تعتمد التعرفة المنخفضة، وبمجرد وصولهم يتسللون عبر الحدود البرية نحو باقي البلدان الأوربية، خصوصا بلغاريا واليونان. وأضاف ذات المتحدث بأن أولئك المهاجرين المغاربة يستفيدون من السياسة التي تعتمدها تركيا في تأشيرة الدخول، حيث تم إعفاء المغاربة من التأشيرة، شأنهم في ذلك شأن العديد من الدول العربية، من أجل توسيع نفوذها على منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولعل ما يزيد من إقبال المهاجرين المغاربة على هذه الوسيلة، كونها أسرع وأكثر أمانا من المغامرة في قوارب الهجرة السرية. ويقول المسؤول الأوربي، الذي سبق له أن اشتغل كمفتش شرطة ومراقب حدود في إسبانيا، إنه عندما يصل المهاجرون إلى إسطنبول، يعبرون إلى اليونان أو بلغاريا، حيث يتخلصون من وثائقهم الشخصية، ويدعون في بعض الأحيان أنهم فلسطينيون أو سوريون للحصول على صفة لاجئين. ونفى غيل أن تكون هذه التحذيرات بمثابة اتهامات لشركات الطيران المنخفض التكلفة بالتورط في عمليات الهجرة السرية، لكن الوكالة الأوربية تظل عاجزة عن منعها من نقل مسافرين كيفما كانت نواياهم. وجاءت هذه التصريحات في خضم نقاشات حادة بين دول الاتحاد الأوربي حول سبل معالجة مسألة الهجرة السرية، والأطراف التي يمكن أن تشارك في تحمل تكاليفها، حتى أن بلغاريا أعلنت قبل أسبوع عن اعتزامها صرف 2.2 مليون جنيه إسترليني على إقامة جدار كبير يمتد لأزيد من ثلاثين كيلومترا، للحيلولة دون تسلل المزيد من المهاجرين السوريين الفارين من جحيم الاقتتال في بلدهم.