عاد طرامواي البيضاء إلى سكته، مساء أول بطريقة غير مفهومة زادت اللبس الذي رافق الإضراب الذي استمر أياما وكلف مئات ملايين السنتيمات كخسائر، وحرم أزيد من 50 ألف بيضاوي وبيضاوية من التنقل عبر الترام الذي بدأ الناس يعتادون عليه كبديل لوسائل النقل الأخرى في الوقت الذي تدفع خزينة البيضاء 14 مليار من المال العام لدعم ثمن التذاكر من أجل ضمان استمرار خدمات المرفق الاجتماعي . ووجه الغرابة كما رصدته جريدة «الاتحاد الاشتراكي» طيلة أول أمس أنه في الوقت الذي كانت نقابة الاتحاد المغربي للشغل تفاوض من أجل ملف مطلبي طيلة صباح أمس بمقر الشركة بسيدي مومن، وتعمل على حماية أعضائها الذين لم يشاركوا في الإضراب كما صرح لنا قيادي في النقابة بذلك والذي أفاد أن الملف المطلبي للنقابة استجيب له بنسبة هامة بما فيه منحة العيد ومبدأ مراجعة الأجور وعدد من الامتيازات الاجتماعية لفائدة العمال. طيلة صباح أول أمس ظل مسؤول النقابة الداعية للإضراب مختفيا عن الأنظار رغم محاولات الاتصال به من طرف عدة جهات، ومنها العمال المنضوون تحت يافطة نقابته اتحاد الجامعات الوطنية لسائقي ومهنيي النقل بالمغرب ، والذين بدأوا بالعودة لعملهم مند الصباح تباعا ليفاجأ الجميع بتوصل والي الدارالبيضاء ببلاغ توضيحي من النقابة تخبره فيها بتعليق الإضراب. والغريب أن مبرر التعليق ليس سوى « أن زعيم النقابة تلقى مكالمة هاتفية حسب البيان الذين تحوز على نسخة منه « من وزير النقل والتجهيز عزيز الرباح، والذي « تعهد حسب البيان باسم الحكومة وباسمه شخصيا بالعمل على ضمان فتح حوار جاد مع المكتب النقابي لإيجاد الحلول الملائمة وتسوية الخلافات حول الملف المطلبي «. وبناء على هذه المكالمة الهاتفية، قررت النقابة « تعليق الإضراب استجابة لطلب وزير النقل». مسؤولة بشركة «كازا طرام» نفت علم الشركة بأي تدخل لوزير النقل، مؤكدة أن العمال عادوا لممارسة مهامهم، وأن النقابة المتحدث عنها لم تتوصل منها الشركة بأية مراسلة أو بيان وأن العمال عادوا من تلقاء أنفسهم، والشركة ملزمة بإعمال القانون ضد كل ضرر يصيب هذا المرفق. مصدر مسؤول بمجلس المدينة فضل عدم ذكر اسمه عبر عن استغرابه من تبرير النقابة فض الإضراب بناء على طلب من الوزير الذي لا تربطه أية علاقة بالترامواي لأنه شأن محلي تشرف عليه مؤسسات وشركات تحت إشراف بلدية الدارالبيضاء. وعبر نفس المصدر عن شكوكه في التبرير المقدم وتدخل الوزير، مشيرا الى إمكانية وجود أياد خفية تلعب من تحت الستار لعبة شد الحبل ومصالح تتجاوز مجرد التسيير.