كشفت مصادر مطلعة من مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري أن محمد عبد العزيز المراكشي زعيم جبهة البوليزاريو، اضطر إلى مغادرة مقر قيادته بقصر الرابوني تحت ضغط قبيلتين كبيرتين هما لبيهات والسواعد، واللتني تقومان باعتصام بمنطقة الشهيد الحافظ، حيث تتمركز إدارة البوليزاريو. ودخلت القبيلتان في اعتصام مفتوح من أجل المطالبة بإطلاق سراح سائقي شاحنتين اعتقلتهما السلطات الجزائرية بتهمة التهريب، رغم أن أفراد القبيلتين يؤكدون بأن المعتقلين كانا يمارسان تجارة مسموحا بها داخل المخيمات باتفاق جزائري، حيث تتبع هذه المناطق للتراب الجزائري. وأكدت المصادر بأن ولد عبد العزيز اضطر إلى الانتقال تحت حماية أمنية مشددة إلى مناطق تسمى الداخلة عبارة عن مخيم قريبا من مدينة تيندوف، في حين أفادت نفس المصادر أن السلطات الجزائرية بدأت في تشديد الخناق على المخيمات لمنع تسرب الأسلحة الليبية إليها، ومخافة استعمالها من طرف التنظيمات الإرهابية التابعة للقاعدة ضد السلطات الجزائرية، حيث سبق وتلقت الجزائر ضربات موجعة من طرف القاعدة في الأشهر الماضية، ومازالت تضع قواتها في حالة استنفار قصوى وأغلقت حدودها مع جميع الدول، مما يعني خطورة التهديدات بضرب الجزائر من طرف القاعدة المتمركزة في جنوب الصحراء. وكشفت مصادر مطلعة أن ما يقوم به الحرس الوطني والجيش الجزائري من تضييق للخناق يأتي في سياق اتهام العديد من الساسة الجزائريين ومنظمات دولية للبوليزاريو بتحويل مخيمات إلى أماكن لتدريب المسلحين وإخفاء مطلوبين للعدالة ضمنهم إرهابيين وتجار أسلحة ومخدرات، مما جعل السلطات الجزائرية مضطرة للقيام بهذه العمليات. ولم تفلح تدخلات الأجهزة الأمنية الجزائرية وجهاز المخابرات في رأب التصدع داخل المخيمات ووقف الانتفاضة ضد ولد عبد العزيز. وتتخوف السلطات الجزائرية من انهيار المنظومة المؤطرة للبوليزاريو بالكامل نتيجة التفكك والانحسار الذي تعرفه داخل المخيمات رغم الإنعاش الذي تقدمه السلطات الجزائرية للبوليزاريو على المستوى الدولي من أجل القيام بمناوشات ضد المغرب.