وأحد شيوخ عمليات تحديد الهوية في مخيمات البوليساريو يلتحق بأرض الوطن أياما قليلة قبل انعقاد مؤتمره المرفوض من طرف قاعدة واسعة من المحتجزين في المخيمات، تلقت جبهة البوليساريو صفعتين مدويتين بداية الأسبوع الجاري. فصباح الاثنين الماضي، نقلت وكالات الأنباء العالمية خبرين يتعلق الأول بانكشاف تورط عصابة محمد عبد العزيز في تنفيذ العملية التي تمت أواخر شهر أكتوبر الماضي والمتعلقة باختطاف المواطنين الإسبانيين والمواطنة الإيطالية بمنطقة الرابوني، فيما يعلن الخبر الثاني عن التحاق محمد يسلم ولد الكوري ولد سويلم شيخ قبيلة أولاد دليم وأحد شيوخ تحديد الهوية بمخيمات تندوف، بأرض الوطن استجابة لنداء «إن الوطن غفور رحيم». هذا الأخير، أعرب، فور وصوله إلى مدينة الداخلة، عن ولائه لجلالة الملك محمد السادس وتمسكه بعقد البيعة «الذي ورثناه عن آبائنا وأجدادنا إزاء سلاطين المغرب»، مؤكدا أن «عودته تنبثق من قناعته بأن الحل الوحيد لنزاع الصحراء يتمثل في مبادرة الحكم الذاتي التي تمكن الصحراويين من تدبير شؤونهم الخاصة في إطار السيادة المغربية». وأكد محمد يسلم ولد الكوري ولد سويلم، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن البوليساريو، الذي بات يخشى انتفاضات شعبية بالنظر للأحداث التي جرت في ليبيا وبلدان عربية أخرى، لا يعدو أن يكون «مجموعة تسيرها الجزائر من أجل إطالة أمد النزاع تحت غطاء الشعارات الخادعة لتقرير المصير، موجها تحذيرا للمجتمع الدولي من استمرار تواجد ما يسمى بجبهة البوليساريو التي تضم «مجموعات إجرامية تنشط في تجارة المخدرات، والأسلحة وتحويل المساعدات الإنسانية في هذه المخيمات التي لا يخضع معظمها للمراقبة» وتوفر بالتالي مكانا مناسبا لتطور الأنشطة غير المشروعة ولتغذية شرايين الإرهاب. وهو ما شددت عليه الأجهزة الأمنية الموريتانية فور اعتقالها للمدعوين مامينة لعقير عبد العزيز أحمد باب، وأغظفن محمد حمادي أحمد باب، المتورطين في «المشاركة في تنفيذ عملية اختطاف المواطنين الأوروبيين الثلاثة في الجنوب الغربي للجزائر، ونقلهم إلى منطقة تقع شمال مالي، عبر الحدود المجاورة لموريتانيا والتي تعتبر منطقة صحراوية شاسعة تعرفها عناصر القاعدة وعناصر البوليساريو جيدا» . فقد كشف مصدر أمني موريتاني، حسب وكالات الأنباء الدولية، أن نواكشوط ترى في اختطاف المواطنين الأوروبيين الثلاثة من مخيمات تندوف عملية لتصفية حسابات قديمة /جديدة بين بعض عناصر تنظيم القاعدة وعناصر تابعة للبوليساريو. من جانبها أكدت إسبانيا أن العناصر الإرهابية التي ارتكبت عملية الاختطاف في مخيمات تندوف فوق التراب الجزائري تلقت مساعدة من قبل عناصر من البوليساريو. وأوضحت الصحافة الإسبانية أن «القيام بعملية الاختطاف وتنفيذها لم يكن ليكتب لها النجاح بدون الحصول على دعم من داخل مخيمات البوليساريو على التراب الجزائري وبدون تلقي دعم من داخل المخيمات التي تخضع لمراقبة صارمة من قبل الجيش الجزائري وميليشيات البوليساريو».