أكد فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم القيادي السابق في "البوليساريو" أن المساعدات الانسانية الموجهة للمحتجزين بمخيمات تندوف يتم تحويل جزء كبير منها لتمويل ما يسمى ب`"النواحي العسكرية"(ماب) مؤكدا أن ذلك "يتنافى مع الاهداف التي على أساسها توجه المنظمات الانسانية هذه المساعدات". وأوضح فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، الذي عاد مؤخرا إلى أرض الوطن، في الجزء الثالث والاخير من اللقاء الخاص الذي بثته قناة العيون الجهوية مساء أول أمس الأحد بعد نشرتها المسائية، أن شاحنات وصهاريج مياه وسيارات ذات دفع رباعي وحاويات ومواد غذائية مختلفة تحمل اسم منظمات إنسانية توجد في أماكن عسكرية في خدمة ما يسمى ب`"الوحدات العسكرية". وأضاف فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، المعروف في مخيمات تندوف باسم "أحمد فليبي"، أن جزءا آخر من هذه المساعدات الإنسانية وخصوصا منها الدقيق والحليب المجفف والأرز والزيت والمحروقات يتم تهريبها من طرف ما يسمى ب`"وزارة التجارة" نحو أسواق مالي وموريتانيا، وذلك تحت إشراف عناصر من "قيادة البوليساريو". وتحدث فاتح أحمد ولد محمد فاضل، في هذا الجزء من اللقاء الخاص، عن المصالح المشتركة التي تجمع بين "البوليساريو" و"تنظيم القاعدة" التي على أساسها لم يقع أي احتكاك أو اصطدام بين الجانبين، وعن تهريب الأسلحة من طرف مسؤولين في "البوليساريو" وبيعها لفائدة هذا التنظيم. وتساءل، في هذا السياق، "كيف استطاع تنظيم القاعدة العبور نحو موريتانيا والجزائر وينفذ اختطافات استهدفت أوروبيين ويترك منطقة تندوف التي توجد في خط التماس معها دون أن ينفذ فيها أي عملية من هذا القبيل ضد الأوروبيين الذين يزورونها ويتجولون فيها بدون رقابة". ووجه القيادي السابق في "البوليساريو" نداء الى المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان من أجل الكشف عن واقع مخيمات تندوف والعمل على محاكمة مرتكبي الجرائم الفظيعة بهذه المخيمات. وكان فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، كشف عن فظاعة الجرائم، التي ترتكب ذاخل مخيمات تندوف من طرف عصابة بوليساريو. وأضاف أن هذا الجهاز قام بعدة اختطافات واغتيالات وبعمليات تعذيب كثيرة، شملت النساء والأطفال والرجال والشيوخ، وكشف في هذا السياق عن أسماء عدد من الضحايا، من بينهم الشافعي ولد الطيب، الذي تعرض ل"شتى أنواع التعذيب بسجن الرشيد الرهيب، حتى تغيرت ملامح وجهه"، والكوري عبد الجليل "الذي ما تزال علامات التعذيب بادية على جسده"، إضافة إلى الداه ولد بكار وسالم بركة، اللذين جرى تعذيبهما بوحشية وتصفيتهما دون أن يجري التحقيق معهما. وأضاف أن التصفيات الجسدية طالت أيضا بعض عناصر (البوليساريو) التي يجري الإعلان عن "استشهادها في وقت لاحق في ساحة المعارك"، وذكر من بين هؤلاء العسيري وسيدي ولد أحمد إبراهيم والخليل احميد ومحمد علي ولد الدحا ولد برك. وذكر المسؤول الأمني السابق في (البوليساريو) أنه جرى، أيضا، اختطاف وتصفية مواطنين إسبان، وزج بأشخاص من النخبة المثقفة في متاهات تتعلق بشبكات التجسس، فجرى اختطافهم وتصفيتهم، من أجل إقصائهم من المجتمع، "لأنهم يشكلون خطرا على مستقبل القيادة القديمة، التي ترغب دائما في احتلال الصدارة والطليعة". يشار إلى أن فاتح أحمد ولد محمد فاضل ولد علي سالم، المزداد سنة 1954 بنواحي السمارة، انخرط في صفوف جبهة "البوليساريو" سنة 1975 حيث التحق بالجناح العسكري قبل أن ينتقل إلى المنطقة العسكرية المحصنة المعروفة ب`"جنين بورزك" في الجزائر التي تابع فيها تدريباته الأولية ليعود مرة ثانية الى تندوف حيث خضع لتدريبات عسكرية أخرى بما يسمى "مركز النخيلة". وقد كلف فاتح أحمد بالإمدادات ليلتحق بعدها بما يسمى "مديرية الأمن" ثم مدير أمن عام ما يسمى "مؤسسة الهلال الأحمر الصحراوية" ليعود بعد ذلك الى "الاستعلامات المدنية بالمخيمات" وتناط به مهمة مدير أمن "المنطقة العسكرية الثالثة في الجنوب" وهي آخر مهمة له قبل التحاقه بأرض الوطن.