قام سكان حي السمارة بمدينة اليوسفية بمسيرة احتجاجية صوب عمالة الإقليم ليلة السبت 28 شتنبر في الساعة 11 ليلا بعدما تعرض الحي المذكور لهجوم بالسيوف والحجارة والعصي من طرف عصابة من المنحرفين كانوا في حالة غير طبيعية ، أقل ما يمكن وصفها به هيجان وهستيريا خارج الوعي الإنساني المتزن ، وقد عاينت جريدة الاتحاد الاشتراكي الهجوم على أبواب المنازل ومحلات التجار وبالخصوص عند نهاية شارع 6 نونبر، بالقرب من محطة الحراسة الخاصة بسيارات المواطنين بذات الحي ، بعدما انهال أفراد العصابة بالحجارة على حارس السيارات ، واستفزاز الساكنة بعبارات نابية وتهديد النساء والأطفال والشباب وتوعدهم بشكل يؤكد « أننا نعيش فعلا زمن السيبة والانفلات الأمني الخطير » ، بتعبير مجموعة من مواطني ومواطنات حي السمارة ، وقد شبه أحد المتتبعين لأطوار خروج سكان حي السمارة عند منتصف الليل ، أطفالا وشبابا ، رجالا ونساء في اتجاه عمالة اليوسفية ب«الانتفاضة الشعبية» للدفاع عن راحتهم وكرامتهم ومحيطهم الاجتماعي ، مطالبين بتوفير الأمن والحماية لفلذات أكبادهم الذين أضحوا مهددين بشيوع تجارة القرقوبي والمعجون ، وصناعة الخمور والسموم المخدرة والقاتلة . « عيطنا بالتليفون على البوليس ، ساعة ونصف وحنا نتسناو، دون أن نرى لهم حسا أو أثرا ، وكأن المدينة خاوية على عروشها ولا يحرسها إلا القدر ومشيئته » ، بهذه العبارة استشاط غضبا ( ب / ع ) من الهجوم حيث تعرضت سيارته لأضرار بليغة جراء تهاطل الحجارة عليها ، سيدة أخرى استنكرت الهجوم ( ن / م ) قائلة « والسيبة هاذي ، دفوفنا وبيبان تهرسو بالحجر والركيل ، مالنا حنا ما شي مغاربة يحمينا البوليس من أولاد اليوم ، خرجْ عليهم القرقوبي » ، كما ندد التاجر ( ه / م ) بالهجوم الذي وقع بالقرب من محله التجاري الذي أغلقه خوفا من إتلاف محتوياته وسلعه . وقد استمر الاحتجاج والاعتصام أمام عمالة اليوسفية إلى أن تم استقبال ممثلين من حي السمارة بحضور عميد الأمن وخليفة عامل الإقليم باشا المدينة ، ورئيس مصلحة الشؤون الداخلية بالعمالة حيث تم تشخيص الوضع الأمني بجميع أحياء المدينة والوقوف على ما يروج من سموم ومخدرات وبيع الخمور بنقط متعددة دون تراخيص مما يتسبب في عدة مشاكل تقض مضجع الساكنة وامتداد ذلك إلى حدود جنبات عدة مؤسسات تعليمية . من جهة أخرى أكد عدد من المواطنين، أن أفراد هذه العصابة المنحرفة كانوا قد تعرضوا لأحد عناصر الدرك الملكي وقاموا بتعنيفه ، فضلا عن أنهم يقومون بجولات لاستخلاص إتاوات من عند مجموعة من التجار وبائعي الخضر كل يوم بحي التقدم تحت التهديد والوعد والوعيد ... وبعد استقبال ممثلي الحي بمكتب رئيس الشؤون الداخلية بعمالة اليوسفية، أكد عميد الأمن أنه مستعد للوقوف على كل هذه المشاكل واتخاذ الإجراءات الزجرية المناسبة ، والقيام بحملات تمشيطية رغم قلة العناصر الأمنية وقلة الإمكانيات البشرية واللوجيستيكية حسب تعبيره وقد عبر كل ممثلي حي السمارة عن ضرورة توفير الحماية الأمنية للساكنة والأخذ بعين الاعتبار المشاكل الاجتماعية التي يعيشها شباب الحي في غياب بنيات ثقافية ومؤسسات اجتماعية وجمعيات تنموية قادرة على التصدي لظاهرة «تمرد» الشباب ضد كل قيم المواطنة نتيجة اليأس والبؤس الاجتماعيين المرتبطين بالفقر والتهميش والإقصاء ، حيث طالب مندوب جمعية الشعلة للتربية والثقافة بعقد شراكة مع الجمعية والجهات المختصة للقيام بحملات تحسيسية وأنشطة ثقافية واجتماعية وتأطيرية لفائدة شباب وأطفال حي السمارة . هذا وقد استبشر سكان حي السمارة خيرا بعد أن تم تشكيل خلية أمنية خاصة بمراقبة الحي وتتبع خطوات الوافدين عليه لوضع حد لكل النقط السوداء التي تشكل خطرا أمنيا على الساكنة ، إلا أن المواطنين سيفاجؤُون بإطلاق سراح العديد من المتهمين الذين تم إلقاء القبض عليهم ليلة الهجوم ومتابعتهم في حالة سراح ، وخصوصا أحد العناصر الخطيرة، الذي كان سببا رئيسيا في ترويع الساكنة!