أطلقت حركة التوحيد والإصلاح وابلا من النعوت والأوصاف، في حق جريدة «الاتحاد الاشتراكي» ، بعد نشرها لمقال صحافي يتعلق بها. وباستثناء «باسم الله الرحمان الرحيم»، كان البلاغ، الذي وقعه نائب الحركة، السيد الهلالي، كله لغة طاعنة في التسفيه، والنعت التجريمي، حتى ليخال القاريء أن المقال الذي نشرناه تلته مباشرة متابعة أمام محكمة لاهاي. فقد تحدث بلاغ الحركة، عن مقال نشرناه أول أمس، واعتبرت أن الجريدة «نسبت معطياته إلى مصادر مجهولة »، لتصفنا بالزعم الكاذب، ثم «الافتراءات» و« الإدعاءات الكاذبة»، ... ومحض كذب وافتراء. والسؤال: هل القاموس البشع، (قاموس من يقولون إنهم يمارسون الدعوة، وأنهم يجادلون بالتي هي أحسن، وأنهم يعملون في مجال التربية والترشيد، لا يكشف فقط عن ضيق الصدر، بل سرعة الغضب، الذي لا يعد من فضائل .. الدعاة. ما هي القصة أولا: القصة وما فيها أن صحافيا من جريدتنا، هو محمد الطالبي، يكتب منذ بداية الأزمة الحكومية عن ما تقوله مصادر الأحزاب المعنية بالتشكيلة الجديدة، منذ انسحب حزب الاستقلال. بعضها يكشف هويته، والبعض الآخر يفضل عدم ذكر اسمه. ليس خفيا أن الصحافي وجريدته يتمنيان العمل مع الصنف الأول، لكن ذلك لا يعني تحقير المصدر الخبرى الذي يود، لاعتبارات تهمه ويعرفها هو بالذات وليس للصحافي أن يفرض عليه ذلك، ويمكن لهذا الأخير أن يرفض نشر ذلك إذا لم ترقه الصيغة. ولكن العمل الصحافي، أيضا، لا يمكنه أن يكون بدون الحفاظ على هوية المعني بالأمر إذا فضلها مجهولة. وكان يمكن أن تتحدث الحركة عن موضوع المقال بقاموس الصحافي ويكون لردها معنى. لكنها لا ترى في الآخرين سوى .. أولياء الشياطين، كذابين ومفترين ومدعين.. وهم عندما يصفوننا بالمفترين يعرفون معناها في سورة النحل (105) إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولائك هم الكاذبون. في الآية ملخص المعنى. فلن يأتوا بعدها ليتحدثوا عن الوسطية والاعتدال وعدم تكفير الناس، وتدبيج البيانات بذلك. فكل بيان بما فيه يرشح!! وماذا يلي ذلك في بيان (الناس) من لدن الحركة: يلي فيه أن «الحركة تجدد التأكيد على أنها هيئة مدنية تشتغل في مجال الدعوة والتربية والإصلاح، في إطار القانون، وفي إطار الثوابت الوطنية (...) . كما قامت منذ نشأتها على إرساء الاستقلال والتمايز في علاقتها بحزب العدالة والتنمية».؟ ليتحدثوا لنا كل واحد باسمه وباسم تاريخه في الحركة، باستثناء لحسن الداودي؟ لنبدأ برئيسهم: هل كان يمكن أن تكون الحركة سنة 1996 بدونه؟وهل يمكن للحركة أن تقول بأنه استطاع أن يفصل عبد الإله عن بنكيران في مسيرته بين الحزب والحركة؟ ونجيب بوليف: أليس هو الذي بدأ في الجماعة الإسلامية قبل أن يصبح في الحركة بعد ظهورها في السنة المذكورة أعلاه؟ وعبد الله باها؟أليس هو عضو المكتب التنفيذي للحركة؟ والسيد سعد الدين، ماذا كان يفعل في الفترة ما بين 96 / 2003؟ والسيدة بسيمة الحقاوي، هل كانت تنشط في الحركة، وفي منظمة الوعي الإسلامي باسم.. الحزب الأخضر البرازيلي؟ ونقف عند هذا الحد، لنسأل: هل مثل القول بأن هناك تمايز وفصل يمكن أن يصدق ، وأن الحركة بعيدة كل البعد عن الحكومة، وكل وزراء هذه الأخيرة « تم تعميدهم » في أجوائها وبنياتها. علينا أن نصدق أن الوزراء الذي تربوا في الحركة انقطعوا عنها وانضموا إلى .. النهج الديموقراطي!!! ليس بمثل هذا المنطق يمكن أن نعفيها من المنطق! حقيقة، إننا نحن نجادل بالتي هي أحسن وليس لدينا أوهام كبرى، فعندنا وحدنا في بلادنا، هناك الحركة الدراع السياسي لها، وهي تجارب تشرف في العالم الاسلامي كله على وقوع انحسارها. ولكن يمكن أن نداري ما لا يدارى بمنطق الترهيب والتكذيب الأجوف والرخيص. هناك مجال للحديث في المهن الصحافية، بعيدا عن السيف والتلميح بالتكفير! كان يمكن أن ينصحوا رئيس الحكومة بأن يتحدث إلى المغاربة الذين يقولون أنهم يعلمونهم من جديد الديانة الإسلامية. وكان وضوح السيد المؤسس للحركة في التعامل مع الرأي العام جوابا كافيا علينا وعلى غيرنا. أما الحكومة والحركة فليس هناك غباء أكبر أكثر من القول إنهما سيميان تم فصلهما بعملية جراحية يوم .. 25 نونبر! وعلى كل، الحركة تمثلها حكومة «الحمد لله على هاد الشي».