غادر فريق الاتحاد الرياضي التوركي إقصائيات كأس العرش، بعدما خرج مرفوع الرأس، من مباراة الدور الثاني التي جمعته مساء الأحد، بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالفريق الجار الفتح الرياضي. انتماء فريق الاتحاد التوركي إلى القسم الوطني الأول هواة، لم يكن نقطة ضعف، بل كان قوة واجه بها فريق الفتح المنتمي للبطولة الاحترافية، والذي يلعب على الواجهة الإفريقية. هذه الواجهة التي جعلته يبدأ استعداداته مبكرا، وبالتالي كان في كامل جاهزيته، بالرغم من الغيابات الكثيرة التي عرفها بفعل إصابة بعض لاعبيه، أو التزامات آخرين مع منتخبيهما (التراوري مع الفريق المالي وعيسى موسى مع النيجر). نشوة الفريق التوروكي بإقصائه للجمعية السلاوية، بالضربات الترجيحية في الدور السابق، جعلته يقف ندا قويا أمام فريق الفتح، الذي عجز عن فرض إيقاع لعبه أمام الفريق التوروكي، الذي كان يمني النفس بهزم فريق كبير، الشيء الذي سيعيد إلى الأذهان تاريخ أيام زمان، حيث كان بلغ ربع نهاية كأس العرش سنة 2006 - 2007، كما أنه كان يريد من خلال إنجاز كبير أن يستحضر الكل، أسماءه الكبيرة (التيمومي، المرحوم بليندة، جمال شبوب، مستور وغيرهم). ثقل هذه الأسماء جعل الفريق ينزل بكل ثقله ويخنق أنفاس فريق الفتح، الذي اكتفى في الكثير من اللحظات بلعب دور المدافع، بالرغم من كون الفريق التوركي لم يعتمد على الجرأة في الهجوم بشكل صريح، بل كان يراهن على المرتدات، والتفوق في النزالات الفردية، سواء على المستوى البدني أو التقنيا ت الفردية، التي تميز بها اللاعب أوساما. معاناة فريق الفتح الرياضي لم تنته إلا بعد أن مدد الحكم عبد الكريم بوزيان عمر المباراة بإضافة شوطين، بعدما عرفت 90 دقيقة الأصلية نهايتها بالبياض في النتيجة. بداية الشوط الأول الإضافي ميزها إعلان الحكم عن ضربة جزاء في الدقيقة الأولى، بعد سقوط اللاعب البحري في مربع العمليات. الضربة نفذها اللاعب باتنا بنجاح، ليعطي لفريقه بعض الاطمئنان، وليزيل عنه الشك في القدرات. هذا الهدف جعل المباراة تخرج من اللعب الحذر، ولتعرف الاندفاع نحو مرمى الحارس التوركي «المهدي أوايا»، الذي أبان عن مقومات عالية وسرعة رد فعل تليق بالحراس الكبار. اندفاع لاعبي الفتح، حتم على المدرب رشيد لوستيك تغيير نهجه التاكتيكي، فقام بما يجب من التغييرات، فعزز الهجوم ووظف مهاجما صريحا، وزاد من السرعة في المرتدات، واعتمد على الكرات العرضية والمقوسات، كما اعتمد على توغلات اللاعب أوساما ، الذي تميز كثيرا، وعذب مدافعي الفتح بمراوغاته وسرعته. وحتى تعود المباراة إلى نقطة الصفر، وهي في الدقائق الثلاث الأخيرة من شوطها الإضافي الثاني، ينسل اللاعب أوساما ويمرر نحو اللاعب البديل المهدي لكتام كرة جميلة، أنهاها بهزم الحارس بادة، وليعود القلق إلى أنصار الفتح الرياضي، وليدخل جمال السلامي في دائرة الشك من جديد، خاصة بعد إعلان الحكم عن نهاية المباراة، والاحتكام إلى الضربات الترجيحية، التي منحت التفوق إلى فريق الفتح الرياضي، بعد أن تصدى الحارس عصام بادة لتسديدتين، وبذلك ينتهي مسارالفريق التوروكي في الدور الثاني، وليتابع فريق الفتح المسار، حيث سيواجه في دور الثمن بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله فريق الرجاء. تصريحان: جمال السلامي، مدرب الفتح الرياضي: «لقد واجهنا فريقا منظما، فريقا يلعب بطريقة جيدة. ما صعب مهمتنا هو كوننا افتقدنا الحس الهجومي، وهذا راجع إلى الغيابات الكثيرة، التي عانى منها الفريق. نعم الانتصار كان صعبا، ولكنه مهم، لأنه سيبقينا في المنافسة.» رشيد لوستيك، مدرب اتحاد تواركة: «حسم المباراة بالضربات الترجيحية دليل على قوتها. في الشوط الأول اعتمدنا على المرتدات، وخلال الشوط الثاني كان اللعب متكافئا، خلقنا الكثير من الفرص، التي لم نحسن استغلالها. لم نتأثر بالهدف المسجل ضدنا من ضربة جزاء، كان قرار الحكم فيها قاسيا، واستطعنا العودة في المباراة، وهذا يدل على قوة الجانب النفسي. هزيمتنا كانت بضربات الحظ، الذي كان إلى جانب فريق الفتح».