لم يكتف فريق الحمامة البيضاء بالتعادل للفوز بأول لقب للبطولة الاحترافية، بل صنع الحدث بالرباط مساء أمس الأول الاثنين، وانتصر في مباراة شهدت أكبر حضور جماهيري بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله هذا الموسم، ذلك أن الملعب ضم حوالي 45 ألف متفرج، منهم حوالي 30 ألف متفرج قدموا من مدينة تطوان ومدن شمالية أخرى، لتشجيع فريق «الماط». فوز المغرب التطواني كان في الدقيقة 50 من الشوط الثاني، بعد محاولتين واحدة تصدى لها الدفاع، والثانية خدع فيها بنهنية الحارس الدولي بادة، ليفاجئه بكرة مركزة في الزاوية المغلقة، وليغلق باب الأمل في تحقيق الفوز أمام فريق الفتح الرياضي، لكن الهدف جعله يبحث عن التعادل أولا لتفادي الهزيمة بعقر الدار، وأمام أكبر حشد من الأنصار جاءوا لأول مرة بكثافة لمساعدة فريقهم في آخر اختبار. الشوط الأول عرف اندفاعا قويا لفريق الفتح الرياضي، الذي فطن إلى النهج التاكتيكي الذي لعب به المغرب التطواني، الذي كان يريد جعل إيقاع المباراة بطيئا، لتنويم المباراة، لكن لاعبي الفتح ضغطوا بقوة، لكن لعبهم لم يكن واقعيا، ولم يكن بالقوة التي يمكنها أن تخلخل الدفاع التطواني، الذي كان يعاني من غياب مرتضى فال، وأبرهون، إضافة إلى الوضع الصحي الذي كان عليه الحارس الكناني. مهاجمو الفتح كانوا يجرون فقط، فالقشاني كان يرهق نفسه أكثر ما يرهق المدافعين، والبحري كان عديم الفعالية، فغاب عنه الاندفاع القوي، والتسديدات المركزة، كما أن الأجنحة لم تكن قادرة على الطيران، وظهر هناك غياب للتواصل بين خطوط فريق الفتح الرياضي، بالرغم من كون وسط ميدان الفريق التطواني لم يكن منظما بالشكل المطلوب، وكانت فيه مساحات فارغة لم تستغل كما يجب لتنفيذ الاختراقات، كما أن سلاح الفتح المتمثل في الضربات الثابتة، كان بدون بارود في غياب المدفعجي بن شريفة، كما أن البقالي أحمد أمين بعيدا كل البعد عن تسديداته القوية من جهة اليسار. مقابل هذا عمد لاعبو الفريق التطواني إلى الإكثار من الكرات العرضية، والتمريرات القصيرة، لأن التعادل كان في صالحهم، كما اعتمدوا على الكرات المرتدة السريعة، بواسطة زايد كروش، خضروف وبنهنية، لكن الفاعلية كانت تنقصهم في الأمتار الأخيرة، نظرا لتباعد الخطوط وغياب مساندة الدفاع، لأن العامري كان يراهن على إنهاء الشوط الأول بالتعادل، ليزداد الضغط أكثر على فريق الفتح. وبالفعل كان له ما أراد، بعد إعلان الحكم بوشعيب لحرش عن نهاية الشوط الأول بنتيجة البياض. الشوط الثاني، افتتحه لاعبو «الماط» باندفاع كبير، لأن تسجيل هدف مبكر يعني بعثرة لأوراق جمال السلامي، وزيادة في الضغط على لاعبي الفتح. اندفاع لاعبي المغرب التطواني توج بهدف في الدقيقة 50، بعد اكتساح كبير لنصف ملعب الفتح، ولينتهي بتوغل اللاعب عبد الكريم بنهنية، الذي تجاوز خط الدفاع، قبل أن يتصدى اندام لتسديدته، لكن عبد الكريم بنهنية استعاد الكرة، وراوغ، فسدد بقوة في الزاوية المغلقة، ويهزم الحارس بادة، معلنا عن بداية الفرحة التطوانية بأول لقب في مسارهم الكروي. هذا الهدف أعطى للاعبي المغرب التطواني الكثير من الثقة في النفس، فبدأت الكرات القصيرة والمثلثات، التي كانت تشعل المدرجات. وبالرغم من أن مدرجات الفتح بقيت صامدة، فإن لاعبيهم بقوا على حالهم مرتبكين، فضيعوا الكثير من الفرص السانحة للتسجيل، وكان أبرزها فرصة البحري في الدقيقتين 46 و75، بعدما كان وجها لوجه مع الحارس الكناني، وكانت أخرى في الدقيقة 81، وقبلها كان الكثير، لكن يقظة الحارس الكناني حرمت الفتح من الحصول على فرصة لعودة الأمل بتسجيل تعادل، يمكن أن يعيد التوازن، والعودة من نقطة البداية، لكن الحكم بوشعيب لحرش أعلن عن النهاية، ليعلن عن فرح بالفوز في المدرجات التطوانية بأول بطولة في مساره، وبباكورة البطولة الاحترافية.