من يدي صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، الذي ترأس نهائي كأس العرش لموسم 2009 - 2010، تسلم حمودة بنشريفة عميد فريق الفتح الرياضي الكأ س الفضية بعد انتصار بهدفين مقابل هدف واحد ضد فريق المغرب الفاسي، ليرتفع عددها بخزانة فريق الفتح الرياضي إلى خمس بعد غياب عن التتويج دام خمس عشرة سنة، وليعوض خسارته لها الموسم الماضي أمام الجيش الملكي بعد الاحتكام إلى الضربات الترجيحية. أما فريق المغرب الفاسي، فقد ازداد غيابه عن التتويج بهذه الكأس 22 سنة بعدما كان فاز بها في آخر مرة سنة 1988 أمام فريق الجيش الملكي. نهائي كأس العرش الذي احتضنه المركب الأمير مولاي عبد الله، استقطب أكثر من ثلاثين ألف متفرج، وقد ساعد اعتماد المجانية في ولوج الملعب على تشجيع متابعة المباراة مباشرة من على المدرجات، هذه المدرجات التي كانت تشكو دائما الفراغ، الشيء الذي جعلها تعيش حماسا كبيرا، حماسا عكره غضب جمهور المغرب الفاسي، الذي قام بسلوك لارياضي، وكسر العديد من الكراسي احتجاجا على رفض الحكم يارا لهدف بدعوى تسلل، هدف كان يرى فيه الجمهور الفاسي فرصة لتعديل النتيجة بعد الهدف الذي استقبلته شباك الحارس زنيتي في الدقيقة 36 من قدم اللاعب يوسوفو الذي عرف كيف ينوم الدفاع، ويسدد بقوة من مسافة قريبة، مانحا بذلك تفوقا نفسيا على فريق المغرب الفاسي الذي لم يعرف لاعبه تيكانا كيف يعطي لفريقه التفوق، بعدما أضاع ضربة جزاء تصدى لها بنجاح عصام بادة حارس الفتح الرياضي، الذي أعاد العداد إلى نقطة البداية، ورد الاعتبار لنفسه بعدما كان السبب في الإعلان عن ضربة الجزاء الضائعة. المباراة في شوطها الأول الذي انتهى بتفوق فريق الفتح، عرف لعبا جماعيا مفتوحا، اعتمد على الاندفاع القوي نحو المرمى واللمسة الوحيدة والتمريرات القصيرة خاصة من طرف فريق الفتح الذي كان يلعب بأقل جهد، لكن مع الفعالية وسد الفراغات وسط الميدان وعدم ترك الفرصة لفريق المغرب الفاسي للمناورة، لأنه كان يلعب بإيقاع أسرع مع محاولة المباغتة اعتمادا على التمريرات الطويلة والعرضية التي كان يراد منها إنهاك الدفاع وخلخلته، وقد أفلح في ذلك أكثر من مرة، إلا أن اللمسة الأخيرة كانت هي العائق الكبير أمام مهاجميه لترجمة الضغط إلى أهداف، وليبقى الضغط على فريق المغرب الفاسي الذي أنهى الشوط الأول منهزما بهدف واحد، وليفتتح الشوط الثاني باستقبال هدف ثان من رأسية ذكية للاعب الفاتحي في الدقيقة الخمسين بعد توصله بكرة من ضربة ثابتة، وبذلك يكون الثلاثي الزموري (بادة ،الفاتحي والاطار الوطني عموتة، قد توجوا الفتح بكأس غالية). هذا الهدف شل حركة الجمهور الفاسي، لكنه لم يشل حركة اللاعبين الفاسيين الذين أصبحوا أكثر إصرارا واندفاعا نحو مرمى الحارس بادة الذي بدأت الكرات تتساقط على مربع عملياته، هذا الضغط جعل لاعبي الفتح يبذلون جهدا أكثرا دفاعا عن مرماهم، الشيء الذي جعل الدفاع يرتكب الكثير من الأخطاء ، كما بدأ اللاعبون يفقدون تلك الطراوة البدنية والحضور القوي الشيء، الذي مكن اللاعب بالعمري من تسجيل الهدف الوحيد لفريق المغرب الفاسي في الدقيقة التاسعة والخمسين. الهدف، أعاد الروح إلى الجمهور الفاسي الذي استعاد حيويته وحماسه، لكن ذلك لم يكن كافيا لجعل أشبال رشيد الطاوسي يتجاوزون فارق الهدف وليخفقوا في الفوز بالكأس الفضية التي انتقلت إلى خزانة فريق الفتح الرياضي والتي يرى فيها محفزا قويا على خوض نهائي كأس الكونفدرالية الإفريقية بمعنويات عالية.