قد قيل الكثير عن ساكنة مولاي بوسلهام، وعن منطقة مولاي بوسلهام، عن واقعها وعن مؤهلاتها الطبيعية والسياحية، وعن منظور الدولة التي ترى فيها مادة خاما سهلة الاستعمال لتشرف المغرب وتصبح وجها لامعا يضاهي الضفة الأخرى (أوربا). لقد حكت عن هذا الواقع أغلب الصحف والجرائد الوطنية منها والأجنبية، عن ما هو جميل فيها، وتداولته المحافل الدولية الأوربية والعربية وعلى رأسها اتفاقية رمسار الدولية. لكن الساكنة كانت قد فقدت الثقة، حيث أصبحت كذاك الرجل الذي يتجول في سوق ممتاز حاملا محفظة مملوءة بأوراق نقدية مزورة. قد يتساءل من يقرأ هذه الجمل، ويقول كيف ذلك؟.. الجواب واضح: الساكنة تعيش واقعا مزريا عبرت عنه في كل زمان ومكان، عبرت عنه في محافل الأعراس والعقائق والولائم والمواسم المحلية والمهرجانات الدولية وأفراح الحج وفي مناسبات الأعياد الدينية والوطنية، أشارت إليه خطب الأئمة والفقهاء، عبرت عنه شابات مولاي بوسلهام العفيفات وشبانه الملتزمون بالأخلاق العالية رغم ضغوطات البطالة والفقر، عبرت عنه نساء ورجال المؤسسات المحلية، نساء ورجال التعليم، نساء ورجال الصحة، نساء ورجال الدرك الملكي، نساء ورجال القطاعات الفلاحية والتجارية والصناعية، نساء ورجال المهجر، وعبر عنه زوار مولاي بوسلهام الذين يترددون عليه طيلة السنة بأعداد هائلة ويمثلون جميع شرائح المغرب وكأنهم شعب مغربي مصغر. قد يتساءل القارئ من جديد، ويقول ما الجديد؟ ماذا تغير؟ ماذا حصل؟ لكنه قد يسمع الجواب من أفواه المصطافين ومن السكان القارين بمولاي بوسلهام كما يلي: - نظافة مثيرة للأنظار لم يتعودوا عليها سابقا، في الشوارع والساحة العمومية، وفي الشاطئ الذي أعطته قيمة مضافة لما يتميز به من رمال ذهبية وماء خال من كل أنواع التلوث. - مواجهة ظاهرة الدعارة من طرف مسؤولي الدرك الملكي بالمنطقة ومحاولة القضاء على جذورها (حملة غير مسبوقة) قدم على إثرها عدد هائل من العاهرات ومدبرات خلايا الدعارة إلى العدالة، واللواتي كن يسببن للساكنة نوعا من الفزع والخوف قد لا يطاق في بعض الأحياء نظرا لزبائن الرذيلة الذين يتقاطرون عليهن ليلا ويتبارزون بالسكاكين حول من يفوز بأجود عاهرة (عفوا) بأرذل عاهرة. - تنظيم السير في الطرقات والشوارع، والسهر على راحة وأمن الأسر التي تتفسح في الساحة العمومية مرفوقة بفلذات أكبادها تستمتع بمنظر المرجة الزرقاء الخلاب التي حبا الله تعالى به هذه المنطقة. - شعور بالطمأنينة والسلم الاجتماعي، حيث يسمع المتجول جملة(الحمد لله) تتداول بين المتحاورين، شاكرين كل المواطنين والمواطنات الذين ساهموا من أجل هذه الحصيلة من قريب ومن بعيد، كل من زاوية مسؤوليته الوطنية رئيسا كان أو مرؤوسا. - انشراح الساكنة والمصطافين بهذا الجديد رغم الغلاء المفرط للمعيشة (خبز وخضر وفواكه واللائحة طويلة...). - تخوف يخامر البعض، حيث يتبادلون فيما بينهم حكمة معهودة (هل ستعود ريمة إلى عادتها القديمة؟)، هل فعلا ستعود عند انقضاء فصل الصيف مصحوبة بفحشها ومنكرها ودعارتها. الكل يتمنى أن تعود ريمة تائبة طائعة تشارك الساكنة وطنيتهم الصادقة وحسهم الوطني الذي يعلو ولا يعلى عليه.