لا يذكر اسمه إلا ويرتبط بالعمل الاذاعي والمسرحي بمدينة الداخلة التي قضى فيها لحد الان ازيد من ثلاثة عقود مكرسا كل طاقته لإنتاج البرامج الاذاعية والابداع المسرحي. انه عبد اللطيف الطيبي الذي تجاوز العقد السادس من العمر ولا يزال طاقة متجددة تسكنه على حد قوله «طاقة لا يستطيع مقاومتها حينما يتعلق الامر بإعداد البرامج الاذاعية بإذاعة الداخلة الجهوية او تأليف نصوص مسرحية لفرق مسرحية محلية تنشط ضمن جمعيات ثقافية». ويتخذ الطيبي كعدة له الميكروفون وآلة التسجيل والبحث الدائم عن ضيوف يستقدمهم لاستوديو التسجيل بالمحطة الاذاعية التي يشتغل بها، حريصا على اقتناص لحظات من فضاءات الناس للمشاركة في برامج كثيرة سهر ولا زال يسهر حاليا على إعدادها. وأعطته اللحظات التواصلية مع الجمهور الدافع لان يتقاسم معه «قراءة تشخيصية على الركح لقضايا اجتماعية متنوعة يعالجها الابداع المسرحي وتتعامل فيها الشخوص بشكل مباشر مع هذه القضايا وضمن فضاء تواصلي أرقى يؤمنه أب الفنون». كانت بداياتي، يقول عبد اللطيف الطيبي، «حينما شاركت سنة 1962 وانا ابن الثانية عشر ربيعا في برنامج بستان الاطفال بالإذاعة الوطنية الذي كان يعده المرحوم محمد بن الحسين الذي كان يشتغل وقتداك بقطاع الشبيبة والرياضة». واضاف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، انه وجد نفسه منذ ذلك الحين مهووسا بالعمل الاذاعي من خلال مشاركته ضمن فقرات هذا البرنامج لمدة سنتين الى جانب متابعته لدراسته بإعدادية يعقوب المنصور بالرباط. وقال ان المرحوم ادريس العلام الملقب ب«ابا حمدون» لما تولى اعداد هذا البرنامج «كلفني في سنة 1965بالمشاركة في اخراج البرنامج، وهو ما كان بالنسبة لي بمثابة مدرسة تربوية وتوجيهية للأطفال خصوصا حينما توليت اعداد البرنامج من سنة 1968 الى 1969 قبل ان التحق بالإذاعة الوطنية سنة 1971 كموظف بقسم البرامج والانتاج». وتابع الطيبي قائلا انه تولى مهام المحافظة بأستوديو 4 بالإذاعة واخرج برنامج «وراء كل أغنية قصة» الذي كان يعده عبد السلام خرباش. واختير الطيبي سنة 1980 ضمن الطاقم الاذاعي للاشتغال بإذاعة الداخلة الجهوية التي فتحت أبوابها يوم 3 مارس من تلك السنة حيث اشرف منذ ذلك الحين على إعداد مجموعة من البرامج الاذاعية منها «صباح الخير» و«الفن السابع» و«المسرح بين الامس واليوم» و«ضيف ومهنة» و«قهوة الصباح» و«شؤون جمعوية» و«كلام لقدام» و«قطار التنمية» و«مع المخيمات» و«ورمضان والناس» وغيرها من البرامج الاذاعية. وقال الطيبي ان الاذاعة «تعني بالنسبة الي الهواء الذي أتنفسه وهو ما تجسده الفترة الطويلة التي قضيتها بالعمل الاذاعي لمدة تزيد عن اربعين سنة حتى اصبح الميكروفون والأستوديو جزءا من ذاتي». وغير بعيد عن هذا الحقل التواصلي يعتبر الطيبي ان المسرح «الرئة» الذي يتنفس بها و«الدم الذي يجري في العروق»، مشيرا الى ان الانطلاقة في هذا الحقل الابداعي كانت سنة 1965 بالمعهد الوطني للموسيقى والفن المسرحي بالرباط الذي كان يديره المرحوم عبد الوهاب أكومي حيث تلقى لمدة أربع سنوات تكوينا مسرحيا على يد المرحومين احمد الطيب لعلج وفريد بنمبارك وآخرين. وقال انه شارك سنة 1969 بالعمل الملحمي «القنطرة» التي عرضت بمسرح محمد الخامس بمناسبة عيد العرش في تلك السنة. وابرز ان هذا الولع بالمسرح جعله يكون من ضمن المؤسسين الاوائل للعمل المسرحي المدرسي بجهة وادي الذهب-لكويرة من خلال تكوين مجموعة من التلاميذ بالمؤسسات التعليمية في هذا المجال قبل ان يتولى سنة 1991 رئاسة جمعية وادي الذهب للمسرح والفنون الني انخرطت داخل الجامعة الوطنية لمسرح الهواة في تلك السنة من خلال المشاركة بعمل مسرحي يحمل عنوان «الوطن غفور رحيم». وأضاف الطيبي ان الجمعية شاركت بهذا العمل المسرحي في الإقصائيات الوطنية لمسرح الهواة حيث فازت بجائزة المهرجان الوطني ال28 لمسرح الهواة بطنجة. واشار الى انه أسس سنة 1993 جمعية الرواد للمسرح التي شاركت بمسرحية تحمل عنوان «ذاكرة الحسناء» في المهرجان الوطني ال 29 لمسرح الهواة بالصويرة وفازت ايضا بجائزة المهرجان. والمسرحيتان الفائزتان معا من تأليف عبد الطيف الطيبي الذي ألف ايضا مسرحية بعنوان «شطيح الموضة» شاركت بها الجمعية المذكورة في الملتقى الوطني للمسرح الاحترافي بالداخلة سنة 2001 مع مجموعة من الفرق المسرحية المحترفة قبل ان تشارك سنة 2002 في المهرجان الوطني ال 32 لمسرح الهواة وتحرز على جائزتي أحسن نص مسرحي وأحسن ممثلة. واشرف الطيبي في مسيرته المسرحية على تأطير مجموعة من الشباب بالجهة بدار الثقافة بالداخلة وبمجموعة من دور الشباب والمؤسسات التعليمية فيما يعكف حاليا على تأليف مجموعة من النصوص المسرحية في مسيرة يحرص فيها على حد تعبيره على المزاوجة بين حقلين تواصليين إبداعيين مهمين هما الاذاعة والمسرح.