بورتريه.. بعد تقاعد الإذاعي والشاعر الغنائي المبدع عبد اللطيف بوعياد بعد أن ندر حياته لميكروفون الإذاعة متعبدا في محراب الأثير، هبت على حين غرة رياح التقاعد المهني أو الوظيفي سيان، على الإذاعي المبدع والشاعر الغنائي المميز زميلنا وأستاذنا عبد اللطيف بوعياد، هي ذي مشيئة قانون الوظيفة والإدارة المنذور للاعتزال المهني على مضض، وإذ يتقاعد عبد اللطيف بوعياد من مهنة ليست ككل المهن، مهنة العمل الإذاعي المتلزم بقضايا وانتظارات المثقفين والفنانين وصناع الرأي العام ، مهنة أعطاها من جهده الشيء الكثير وتفانى في تقديرها وتقديسها حد الوله والتماهي.. ترى هل آن الأوان لاستراحة محارب، زاده الإبداع والخلق؟؟ لا اعتقد ذلك، فالرجل وإن كان تقاعدا إداريا فهو لم يتقاعد إبداعيا وفكريا، وهو المتشبع بالقصيدة والشعر الغنائي، رجل من حجم بوعياد خبر الأغنية المغربية في عصرها الذهبي وأزمنتها الراقية وعانق الركح ومارس أب الفنون. ولد عبد اللطيف بوعياد بمدينة فاس سنة 1949حيث تلقى تعليمه، واكتسب تكوينا مسرحيا (من 1967إلى 1972) من خلال انضمامه لعدد من الجمعيات المسرحية ، ويعتبر من مؤسسي الفرقة المسرحية براعم المسرح مع الأستاذ محمد الأشهب والفنان عبد الحق الزروالي وغيرهم . التحق عبد اللطيف بوعياد بالإذاعة الوطنية سنة 1974 وعمل مقدما رفقة زميلاه أم كلثوم الأبيض وفريدة النور والمرحومة حياة بلعولة لبعض البرامج منها "ناشئة الأدب" للمرحومين إدريس الجاي ووجيه فهمي صلاح ، وحاز على جائزة أحسن إخراج سنة 1992 لبرنامج "ندوة المستمعين"، كما عمل مخرجا لعدد من البرامج منها "صباح الخير" ، "ضيف الزوال" ، "الأسبوع المسرحي"، "الفن السابع"، "حوادث السير"، وأنتج بوعياد عدة برامج إذاعية منها : "الأغنية المغربية"، "فنون"، و"صباح الخير"، كما عمل كمنسق للجنة الكلمات بمصلحة الموسيقى سنة 1995 وفي سنة 2000 يعود إلى الأستوديو مقدما ومنسقا ومحافظا. الأستاذ عبد اللطيف بوعياد كاتب وناقد في مجال الأغنية المغربية عضو مؤسس للنقابة الوطنية للموسقى ومبدعي الأغنية المغربية، عضو مؤسس للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، رئيس مؤسس لرابطة الشعر الغنائي بالمغرب، عضو بالجمعية الثقافية للمكفوفين بالمغرب ، رئيس مؤسسة الرابطة المغربية للإبداع الفني والثقافي، وعضو بمكتب حقوق التأليف بفرنسا . وفي عيد العرش المجيد سنة 2006 تفضل صاحب الجلالة محمد السادس نصره الله بالإنعام على عبد اللطيف بوعياد بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى مكافئة من جلالته على ما أسداه من حب وتفاني فاقت 30 سنة في خدمة دار الإذاعة والتلفزة المغربية سابقا ، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية حاليا . كانت أولى محاولاته في الشعر الغنائي في بداية الستينات ولم تظهر إلا في سنة 1982 من خلال نشيد "عهد كبير" من ألحان أحمد بنموسي وغناء جميلة العماري و"تاج الوطن" من ألحان عبد القادر الراشدي وأداء المطربة عفيفة جحفل، وقد ترك بصماته من خلال 100 أغنية وطنية . ومن الأغاني التي كتبها الشاعر المبدع عبد اللطيف بوعياد، نذكر أغنية "بلاد الأمان" لحن محمد بنهمو غناء مطربة سطار أكاديمي هناء الإدريسي، و"فرحة العيد السعيد" لحن وغناء مجموعة إسترياس Estrellas ، بالإضافة إلى إبداعه في الأغنية العاطفية، كأغنية "جربنا الفراق" من ألحان الحبيب الإدريسي وغناء فتيحة جنان ، وسال لمجرب لمحسن جمال ، وأغنية كما حاز سنة 1996 على الجائزة الأولى في أغنية أحلى نغم من ألحان خالد الزوين وغناء جنات مهيد. تعامل الشاعر الغنائي المبدع عبد اللطيف بوعياد مع مجموعة من الملحنين، منهم شكيب العاصمي، الطاهر جمي، محمد بن عبد السلام، محمد بلخياط ، أحمد السكوري، عبد الحميد بوجندار، جمال الأمجد ، أحمد الغرباوي، محمد العراقي، لمفضل العذراوي عبد اللطيف بنشريف، محمد بنهمو، محمد شريف، عز الدين المنتصر، عزيز حسني ، حسني أبو المعالي، فؤاد بنحليمة ، محمد شريف، نعمان لحلو، محمد أقصبي، المرحومين عباس الخياطي، بوبكر العلج والعابد زويتن، ومع مجموعة من المطربين والمطربات منهم، نعمان لحلو، رشيد السباني ، نجية بلمليح، أحمد حسن ، عبد اللطيف مينيا، سمية حمصي، أزهار، صوفيا ، فتيحة الجنان ، نادية المنصوري ، يوسف رنان، إبراهيم بركات ، نادية أيوب، فدوى رزقي، الراوية بشرى، صباح الشنا، لطيفة عزمي، الإخوان بودري، قاسم الحسناوي، فاطمة الزهراء رؤوف، نجاة فائق، فوزية با معروف، عزيزة أكوداد، رفيعة غيلان، أنوار، محمد الغاوي، العربي رزقي، وتعامل أيضا خلال أواخر سنة 2006 مع الملحن الجيلالي بلمهدي في أغنية "مقامو ريح الجنة" إثر أداءه لفريضة الحج من غناء المطرب عبد المطلب، وفي سنة 2007 لحن له رشيد السباني أغنية "أمي يا حبي الكبير". رجل من هذه الطينة وبهذا الزخم من العطاء الإذاعي والفني، هذا الخزان الإبداعي الذي لا ينضب، من الصعب أن يتقبل الوسط الإعلامي والفني المغربي تقاعده الإبداعي، قد نتقبل تقاعده الوظيفي والإداري، ولا نقبل استراحة محارب اسمه عبد اللطيف بوعياد، هذا الرائع، صاحب المشوار الإذاعي والفني الخالد.