تقدم رئيس حزب اليسار الألماني، بيرند ريكسنجر، لكل من الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر بأفضل عرض للتعاون في البرلمان الألماني لضمان أغلبية حاكمة ضد الائتلاف الحكومي الحالي بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل عقب الانتخابات المقررة في الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل. وقال ريكسنجر في تصريح لصحيفة »برلينر تسايتونج«: « إذا توفرت عقب الثاني والعشرين من سبتمبر أغلبية ضد ميركل, فإني لا أستبعد أي خيار... عندها ستكون المضامين هي الدافعة لاتخاذ القرارات وليست الميول العدائية أو الشكليات«. وبذلك يدلل ريكسنجر وللمرة الأولى على انفتاحه على إمكانية التسامح مع حكومة أقلية من الاشتراكيين والخضر داخل البرلمان الألماني وهو ما كان يستبعده رئيس حزب اليسار وغيره من زملائه في الحزب في السابق. وجاء تقديم هذا العرض بسبب ما تضمنه نداء انتخابي وجهه اتحاد النقابات الألماني »دي جي بي« قال عنه ريكسنجر إنه يشبه برنامجا لأغلبية من يسار الوسط مضيفا: »هذا البرنامج... يتضمن حدا أدنى للأجور ومعاشات عادلة وأمنا اجتماعيا وإنهاء تقليص الخدمات الاجتماعية، سيكون هذا الحد الأدنى من البرنامج الذي ندعمه«. يشار إلى أن الاشتراكيين والخضر استبعدوا في وقت سابق التعاون مع حزب اليسار على المستوى الاتحادي. ودعا رئيس حزب اليسار مسؤولي النقابات العمالية في ألمانيا للعمل على التقريب بين حزبه من ناحية والحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر من ناحية أخرى قائلا: »من المستحسن أن تساهم النقابات خلال السنوات القادمة في العمل على أن تكون هناك أغلبية أخرى قادرة على حكم البلاد,... ليس هناك شخص آخر أنسب من النقابات لهذا التنسيق«. وقبل حوالي ثلاثة أسابيع ونصف على الانتخابات التشريعية في ألمانيا، تراجعت شعبية حزب الخضر الألماني المعارض إلى أدنى مستوياتها منذ عام. وتراجعت شعبية الحزب في استطلاع الرأي الأسبوعي لقياس شعبية الأحزاب الألمانية، الذي يجريه معهد »فورسا« لقياس مؤشرات الرأي، بمقدار نقطتين مئويتين إلى 11 بالمئة وهي أقل نسبة يحصل عليها منذ أكتوبر عام 2012. وفي المقابل ارتفعت شعبية حزب »اليسار« المعارض بمقدار نقطتين مئويتين ليحصل على نسبة 10 بالمئة، وهي ثاني أعلى نتيجة يحققها خلال عام. وحافظ التحالف المسيحي المنتمية إليه المستشارة أنجيلا ميركل على تقدمه في استطلاعات الرأي، حيث استقرت شعبية التحالف المسيحي عند 41 بالمئة، بينما تراجعت نتيجة الحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم بمقدار نقطة مئوية إلى 5 بالمئة. واستقرت شعبية الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض في الاستطلاع الذي نشرت نتائجه الأربعاء الماضي عند 22 بالمئة.