مكنت الانتخابات التي جرت الأحد في ولاية بادن فورتمبورغ (جنوب غرب ألمانيا)، حزب الخضر الألماني من الحصول على ما يكفي من الأصوات ليتولى، لأول مرة في تاريخه، تسيير شؤون ولاية ألمانية. وحسب النتائج الأولية لهذه الانتخابات، فقد حصل الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على 3ر39 في المائة من الأصوات، فيما حصل الحزب الاجتماعي الديمقراطي وحزب الخضر، المعارضين، على التوالي، على 2ر23 و 1ر24 في المائة، و الحزب الديمقراطي الحر، المشارك في الائتلاف الحكومي الحالي، على 5 في المائة وحزب اليسار المعارض على 8ر2 في المائة. وبالرغم من أن المسيحي الديمقراطي تقدم نتائج هذه الانتخابات، إلا أن النسبة المائوية التي حصل عليها لا تؤهله لقيادة حكومة الولاية وحده، ما يعني أنها ستؤول إلى حزب الخضر و الاجتماعي الديمقراطي، اللذين حصلا، مجتمعين، على أغلبية مقاعد برلمان الولاية ( 3ر47 في المائة). وبما أن حزب الخضر جاء متقدما على حليفه الاجتماعي الديمقراطي، فسيتمكن من تولي رئاسة حكومة الولاية، وهي أول مرة يحقق فيها الحزب هذه النتيجة منذ تأسيسه سنة 1980. وقد أنهت نتائج الانتخابات في ولاية بادن فورتمبورغ فترة طويلة تمتد لأزيد من 58 سنة قضاها الاتحاد المسيحي الديمقراطي على رأس هذه الولاية. وتدخلت عدة عوامل في حسم النتيجة لفائدة الخضر، أبرزها الجدل الدائر حاليا حول المحطات النووية في ألمانيا، عقب الانفجارات التي حدثت داخل المفاعلات النووية في اليابان، جراء الزلزال و التسونامي اللذين شهدتهما البلاد قبل أسبوعين. كما جرت الأحد انتخابات مماثلة في ولاية رينانيا بفالز، فاز بها مرشح الحزب الاجتماعي الديمقراطي، كورت بيك، لولاية جديدة. وتندرج هذه الانتخابات في إطار مسلسل انتخابي، يشمل سبع ولايات ألمانية، انطلق في 20 فبراير الماضي بولاية هامبورغ، حيث حقق الحزب الاجتماعي الديمقراطي فوزا ساحقا على الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تولى قيادة حكومة هذه الولاية لمدة عشر سنوات.