للجمعة الثانية على التوالي، يخصص إمام مسجد محمد الخامس بطنجة خطبة الجمعة للأحداث الجارية بمصر، وفي الخطبتين معا لم يتردد الإمام في إعلان انحيازه التام لحركة الإخوان المسلمين وتبني أطروحتهم التي تعتبر انتفاضة الشعب المصري انقلابا عسكريا نفذه الجيش المصري للإطاحة بشرعية الرئيس محمد مرسي، وأن ما حدث يستهدف الإسلام والمسلمين. خطيب الجمعة شن هجوما عنيفا على الجيش المصري متهما إياه بالخيانة و العمالة للكيان الصهيوني، مؤكدا أن تحركات الجيش المصري الهدف منها خنق حركة حماس والتضييق عليها، داعيا المغاربة إلى نصرة الإخوان والتنديد بما يعتبره مجازر يرتكبها الجيش المصري في حق المتظاهرين الأبرياء. مضامين خطبة الإمام خلفت، وفق ما عاينته الجريدة، استياء عميقا في نفوس العديد من المصلين، الذين استنكروا استغلال خطبة الجمعة للخوض في شأن داخلي لدولة عربية شقيقة، بل أكثر من ذلك أن الخطيب خرق واجب التحفظ الذي يلزمه بعدم الخوض في قضايا سياسية ليست محل إجماع بين مكونات الشعب المغربي، وأن ذلك من شانه أن يساهم في المس بالمصالح العليا للمغرب. المصلون عبروا أيضا عن استغرابهم من موقف وزارة الأوقاف التي تبدو وكأنها عاجزة عن مواكبة ما يحدث داخل مساجد المملكة، مطالبين إياها بتحمل مسؤولياتها وإلزام الأئمة بواجب التقيد بشروط خطبة الجمعة صونا لثوابت الأمة، والنأي بأنفسهم عن الخوض في القضايا السياسية والانتصار لوجهة نظر على حسب أخرى.