لم تخط الجهات الساهرة على تنظيم مهرجان الفضة بتيزنيت في نسخته الرابعة في اختيار شعار دال لهذا المهرجان ذي الفرادة على المستوى الوطني، حين تمحور شعار الدورة الرابعة حول «الصياغة الفضية : هوية، إبداع، وتنمية» نظرا لما يرومه المهرجان عموما في إبراز جوانب من الهوية الثقافية والتراثية والحضارية لهذه المدينة التاريخية، ولما يسعى إليه في تثمين هذا الموروث المادي المنقول الذي أصبح ومنذ أمد بعيد رمزا وتراثا حضاريا ورافدا تنمويا تكاد مدينة تزنيت تنفرد به على الصعيد الوطني. ولهذا اعتبر رئيس جمعية تيميزار لمهرجان الفضة، عبد الحق لارخاوي، في ندوة صحفية عقدت بمدينة تزنيت يوم الثلاثاء 06 غشت2013، تتويجا لمدينة تزنيت التي تحتضن عدة حرف منذ القدم، كانت ولازالت أشهرها صياغة الفضة التي تفنن صناعها في صياغة الحلي والمجوهرات في إبداع استثنائي بدليل أن «حلية المشبك الفضي» (تازرزيت) تمثل نموذجا جماليا أخاذا وإبداعا ساحرا صنعته أنامل صناع تقليديين استوحوا زخارفه من التراث المحلي ومن تقاليد المحيط الثقافي والقبلي لمدينة تزنيت. فالمهرجان المنظم في الفترة ما بين 20 و24 غشت الجاري، من قبل جمعية تيميزار بشراكة مع المجلس البلدي لمدينة تيزنيت وبدعم من وزارة الصناعة التقليدية ووزارة الداخلية ومجلس جهة سوس ماسة درعة والمجلس الإقليمي لتيزنيت وغرفة الصناعة التقليدية بأكَادير، قد استحضر في برنامجه المتنوع ورشاته الحرفية أهمية صياغة الفضة من خلال عرض أكبر خنجر بساحة عمومية على اعتبار أن مدينة تيزنيت كانت ولاتزال سوقا رائجة لبيع لهذا المنتوج من الفضة كفن أصيل إلى درجة أن عدد محلات ممتهني هذه الحرفة بلغ اليوم أكثرمن 150محلا لصنع وبيع الحلي. لذلك أكد المنسق العام للمهرجان وعضو المجلس البلدي لمدينة تيزنيت، مسوس بلخير، في الندوة الصحفية التي حضرتها وسائل الإعلام المكتوبة والسمعية والإلكترونية أن المهرجان ومنذ دورته الأولى قد جعل مدينة تيزنيت تبصم على حضور وطني وتحقق إشعاعا كبيرا من خلال ما تنتجه مهارات صناعها التقليديين في مجال صياغة الفضة الأمرالذي دفع بالمجلس البلدي لتيزنيت إلى التفكيرفي تنظيم صالون دولي للفضة بعدما نجح المهرجان في التعريف بهذه الحرفة على أوسع نطاق. ونفس الشيء ذهب إليه رئيس غرفة الصناعة التقليدية بجهة سوس ماسة درعة ،عفان بوعيدة، حين قال: إن مدينة تيزنيت لها تاريخ وصيت على المستوى الوطني في صياغة الحلي والفضة التي ساهمت في تنمية المدينة وفي تسويق المنتوج وطنيا ودوليا، وساهمت هذه الصياغة في استقطاب عدد من السياح الأجانب، بفضل الدعم الذي قدمته وزارة الصناعة التقليدية ووزارة السياحة لهؤلاء الصناع، وبفضل مجهودات المجلس البلدي لتيزنيت ومجهودات مجلس جهة سوس ماسة درعة في تطويرهذه الحرفة ودعمها ماديا وتنظيميا. وفي ذات السياق أكد النائب الأول لرئيس المجلس البلدي لتيزنيت والنائب البرلماني لحسن بنواري أن الفضل في خلق هذا المهرجان واستمراره ونجاحه يعود إلى المجلس البلدي الذي راهن على تنظيمه سنويا لضمان إشعاع ثقافي وفني وتراثي للمدينة من جهة والمساهمة في الترويج الإقتصادي والتسويق لهذا المنتوج وطنيا ودوليا، والرفع من مداخيل الصناع من جهة ثانية. وأضاف أن هذه المسوغات هي التي جعلت المجلس البلدي لمدينة تيزنيت يفكرعبر هذا المهرجان في خلق نشاط تنموي واقتصادي وسياحي بالمدينة أيضا لكن على أساس أن يكون تنظيم المهرجان يتم بشكل احترافي ومهني لهذا الصدد قررالمجلس أن يسند عملية تنظيم المهرجان والسهرعلى برنامجه الفني لجمعية تيميزارلمهرجان الفضة. هذا ومن جانبه، وبعد أن ثمن فكرة تنظيم هذا المهرجان بهذه المدينة بالذات، أكد رئيس لجنة الصناعة التقليدية بمجلس جهة سوس ماسة درعة، حسن مرزوكي، أن المجلس الجهوي انخرط في استراتيجية النهوض بمنتوجات الصناعة التقليدية بتيزنيت وخاصة قطاع صياغة الفضة وقطاع الفخار،لذلك خصص اعتمادا ماليا بلغ 200 ألف درهم ، ورصد أيضا مليون و200 ألف درهم كمساهمة منه في إنجازمركب الصناعة التقليدية بهذه المدينة وذلك تثمينا لما ينتجه ويبدعه الصناع والحرفيون من منتوجات تقليدية لها في السوق الوطنية والدولية نظرا كونها تتوفرعلى «معيارالجودة» سواء في الفخار أوصياغة الفضة والحلي. هذا وبالموازاة مع معرض الفضة وورشاته الحرفية التي سيشارك فيها صناع على المستوى المحلي والوطني والدولي، سيعرف المهرجان عدة فقرات وأنشطة مختلفة ،حددها المديرالفني للمهرجان في ندوة علمية حول موضوع«الفضة من الجوانب الأنثروبولوجية والحضارية» وعرض الأزياء والحلي التقليدية وعروض الفروسية والفنون الشعبية. زيادة على سهرات فنية ستنظم أيام 21 و22 و23 غشت 2013، سيحييها مجموعة من الفنانين المغاربة من أبرزهم: عبد العزيزالستاتي، حاتم عمور، الحسين أمراكشي، حسن إدبا سعيد، سعد المجرد، كوثرصديق، مجموعة حميد إينرزاف ومجموعة مازاكَان ، الرايسة عائشة تشينويت... كما ستتخلل هذه السهرات الفنية والغنائية لحظات فكاهية من أداء فكاهيين معروفين أمثال«عبد الفتاح»و«إيكو»و«أكَزوم».