بلغ تدني خدمات النظافة في دار الضمانة التي سبق في الزمن الجميل أن حصلت على جائزة أنظف مدينة بجهة الغرب الشراردة بني احسن ( بلغ ) ذروته منذ مطلع فصل الصيف الذي تزامن مع حلول شهر رمضان ، مع ما تعرفه المدينة من استقبال يومي لسكان قرى الإقليم قصد التبضع ، و ما تعرفه وتيرة عودة أبنائها من عمال وطلبة وموظفين ومهاجرين رفقة أسرهم ، العاملون بكل ربوع المملكة وبدول المهجر ، هذا دون الحديث عن تزايد عدد زوارها بمناسبة الشهر الأعظم ، دون أن تواكب شركة النظافة االفائزة بصفقة التدبير المفوض لهذا المرفق الحيوي ، هذا الضغط المحدود في الزمان ، باستنفار استثنائي يجنب المدينة السقوط في كارثة بيئية . المعلومات التي استقتها الجريدة من أكثر من مصدر تؤكد بالملموس بأن الشركة تدير القطاع منذ مدة بعيدا عن احترام حتى الحد الأدنى من الالتزامات الواردة في دفتر التحملات التي على أساسها فازت بالصفقة . وأوضحت هذه المصادر كما يمكن لمس ذلك بالعين المجردة، بأن الشركة لم تبدل أي مجهود للرفع من عدد حاويات النفايات ، وأن الموزع منها بشكل عشوائي يوجد في ضعية التلاشي ، ولم يسبق أن تم تنظيفه بالماء والمواد الكيماوية ، فأصبح معملا لتفريخ كل أنواع الحشرات والديدان . أما الشاحنات المستعملة في جمع النفايات المنزلية فتوجد في حالة ميكانيكية كارثية ، أعطابها شبه يومية ، علما بأن الشركة لا تشغل الشاحنات وفقا للمواصفات المطلوبة في الإتفاقية المبرمة مع المجلس البلدي ، وأن عددها قليل . أما عدد العمال فلا أحد يعلم هل العدد الموجود منهم ميدانيا ، هو نفسه المثبت في الإتفاقية . السلسلة الجبلية من الأزبال التي تراكمت في أكثر من حي وساحة عمومية ( ساحة الرويضة ، ساحة المريتاح ، .....) وسعت رقعة النقط السوداء بالمدينة، عززتها سلبيا عشوائية جمع النفايات المنزلية وتوقيتها ، بحيث أفاد الجريدة سكان بعض الأحياء بأنهم وجدوا أنفسهم مضطرين للتخلص من نفاياتهم بالفضاء العام بعد أن طال إانتظار أزبالهم بمنازلهم التي تعفنت بروائح كريهة ، وصول الشركة ، التي لم تصل ليومين متتاليين . صمت المجلس البلدي والإدارة الترابية حول ملف التدبير الكارثي لمرفق النظافة ، أثار حنق ساكنة المدينة ، وعمق معاناتها وهي التي تعاني في الأسابيع الأخيرة من الإنقطاعات المتكررة للماء الشروب التي لا يبدو في الأفق بأن هناك حلولا جاهزة ، وتعاني كذلك من انعدام وجود ولو مترا مربعا واحدا كمنتجع أو فضاء عمومي تهرب إليه لتزجية الوقت في هذا الفصل الشديد الحرارة ، لأن الفضاءات المشار إليها تخضع لعملية التأهيل منذ مطلع 2007 ! أما المسبح البلدي الوحيد فقد قرر الطابور الخامس إغلاق أبوابه في وجه الشباب والأطفال منذ ثلاث سنوات لأسباب ضلت في طي الكتمان.