لم يتوصل بعد الهداف الجديدي ومهاجم المنتخب الوطني المغربي، زكرياء حدراف إلى حل توافقي مع فريقه الدفاع الحسني الجديدي بشأن الانتقال إلى فريق آخر أو تمديد عقده، الذي سينتهي في شهر يونيو 2014. ملف حدراف كان الحديث الأول للأوساط الدكالية خلال هذا الصيف، جراء العروض التي تلقاعا من عدة أندية مغربية، والتي تخوض صراعا خفيا لانتدابه، وخاصة فريق الجيش الملكي، الذي حضر كل شيء من أجل الظفر بصفقة حدراف، غير أن مكتب الدفاع اعترض بشدة على رحيله، نظرا لحاجة الفريق إلى خدماته في الوقت الحاضر. ودخلت أطراف من المكتب المسير في مفاوضات مع اللاعب حدراف قصد إقناعه بتمديد عقده لثلاثة مواسم إضافية على الأقل، غير أن الأمر بقيت على هذه الحال. زكرياء حدراف، الذي يبلغ اليوم ثلاثة وعشرين ربيعا، والذي أصبح أبا منذ شهرين تقريبا، يتوفر على إمكانيات تقنية كبيرة جعلت منه هدافا كبيرا، كما أنه يجيد الاختراق من كل الجهات، يساعده في ذلك سرعته الخارقة. تدرج زكرياء حدراف في جميع فئات الدفاع إلى أن منحه المدرب جمال السلامي في موسم 2010 حمل قميص الفريق الأول، ومنذ ذلك الحين ظل يطور مهارته التقنية، إلى أصبح من بين الأعمدة الأساسية داخل الفريق، قبل أن يحظى مؤخرا بثقة الناخب الوطني رشيد الطوسي، الذي ضمه إلى المنتخب الوطني الأول، بعد أن اقتنع بعطائه التقني داخل المنتخب المحلي. في هذا الحوار مع المارد زكريا، سيتعرف القارئ على لاعب خلوق، يعرف من أين يبدئ وأين ينتهي في التحليل المنطقي، كما سيكشف عن جديد مفاوضاته مع مسؤولي الجيش الملكي وكذا شروطه للبقاء بالجديدة. ذهب الميلاني وجاء عبد الحق بنشيخة، مارأيك في التحول التقني الكبير؟ أكيد أن مجيء بنشيخة إلى الجديدة يعتبر في حد ذاته مكسبا كبيرا للدفاع الجديدي، نظرا لخبرته الكبيرة في الملاعب الرياضية، فهو يجر خلفه تاريخا رياضيا حافلا بالألقاب، وتجربة كبيرة في الملاعب الرياضية الدولية ويحظى باحترام كبير في الملاعب الكروية العربية والافريقية، وهو الاختيار الذي يحسب لمسؤولي الجديدة، بتعاقدهم مع هذا الإطار التقني الكبير، الذي يشتغل وفق مناهج علمية حديثة، ويمكن اعتباره باحثا عن كل ماهو جديد في عالم الكرة المستديرة، مما جعل كل اللاعبين مرتاحون لطريقته في العمل، كما أنه يتميز بحس عالي في التعامل بشكل مقنع مع اللاعبين، نظرا لشخصيته القوية. إن بنشيخة يملك خطابا مقنعا للجميع، وهذا ما سيساعده على الإدماج بسرعة في البطولة الوطنية، وبالتالي سيحقق لامحالة نتائج إيجابية مع الدفاع، رغم أنه يخوض هذه التجربة لأول مرة. ورغم كل هذا فالمدرب الميلاني له أيضا مكانته الخاصة في الدفاع الجديدي، فهو الآخر يتوفر على ترسانة تقنية كبيرة، تجعل منه مدربا كبيرا. توجدون اليوم في معسكر تدريبي مغلق، كيف تمر استعدادات الفريق الدكالي؟ التحضيرات تمر في ظروف جيدة، لقد قرر المدرب إقامة هذا المعسكر المغلق من أجل أن نبقى قريبين من بعضنا البعض، مع العمل على تنفيذ البرنامج التقني بشكل مركز. فبنشيخة يبحث عن كل الوسائل المتاحة ليكون الفريق مرتاحا قصد تنفيذ البرنامج الإعدادي الذي وضعه، وحتى يتحمل كل واحد مسؤوليته، إلا أن الملاحظة الأساسية التي نلاحظها منذ مجيء بنشيخة، هي أن اللاعبين واعون بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم ويسابقون الزمن من أجل ألا تبقى الصورة الكارثية لنتائج السنة الماضية مرسومة في أذهان الجماهير الجديدية. لدينا الآن فريق جيد بإمكانيات كبيرة، غير أن هذه التشكيلة في حاجة إلى قطع غيار محدودة، شريطة أن تكون إضافة للفريق، وتتوافق مع انتظارات الجمهور الجديدي، لأن كثرة الصفقات الخاسرة في المواسم الماضية أفقدت الدفاع الكثير ماديا وتقنيا، وكادت أن تعصف به إلى منطقة الخطر. كثر الحديث مؤخرا عن إصرارك على الانتقال إلى فرق أخرى وخاصة الجيش الملكي، أين وصلت الأمور؟ ليكن في علم المتتبعين ومحبي الدفاع أن زكرياء حدراف مرتبط بعقد احترافي مع الدفاع الجديدي، وسينتهي مع نهاية الموسم المقبل، وبحكم أن القانون هو الأسمى في العقد، فإنني حريص على احترام كافة بنود العقد ولم أخرقه في أي يوم من الأيام. وبشهادة الجميع فإنني أتدرب باستمرار مع الفريق، وأشارك في كافة التظاهرات وأمتثل لاستدعاءات المكتب وأرد على المراسلات. ورغم توصلي بالعديد من العروض من فرق مغربية كبيرة كالرجاء البيضاوي والجيش الملكي ومن فريقي إيستير الفرنسي وغيماريش البرتغالي، فإنني لم أتمرد على فريق تربيت في أحضانه. ولعل أبرز العروض التي أقتنعت بها، وكان التفاوض بشأنها جادا، هو عرض فريق الجيش الملكي، الذي قدم لي عرضا محترما يستجيب لطموحاتي، إلا أن مسؤولي الفريق الجديدي مصرون على التشبث بي، وأقترحوا علي التوقيع لمدة ثلاث سنوات أخرى على الأقل، إلا أن المفاوضات بيننا لم تسفر عن أي حل توافقي لحد الآن، بحكم أن هذه المفاوضات لها شروط لن أتنازل عنها قيد أنملة. بصراحة ماهي جزئيات المفاوضات، التي باشرتها مع الجيش وأقنعتك بالانتقال إليه؟ بالصراحة التي اعتدت قولها مهما كانت الظروف، فمسؤولي الجيش الذين جالستهم غير مامرة عبروا لي أنهم يتطلعون إلى الاستفادة من خدماتي بحكم الاستحقاقات الوطنية والقارية، التي تنتظر فريقهم، كما أن مسؤوليه وضعوا أمامي جدولا ماليا مقنعا، عبر توقيع عقد احترافي لمدة ثلاث سنوات بمبلغ مالي قدره 300 مليون سنتيم، موزعة على ثلاثة مواسم، وراتب شهري يقدر ب 12 ألف درهم، وكذلك امتيازات أخرى تؤمن مستقبلي، كما تم تحديد نسبة مهمة من الصفقة المالية في حالة انتقالي إلى أحد الأندية الأجنبية مستقبلا، فكيف للاعب محترف عمله الوحيد كرة القدم له التزامات عائلية أن يرفض مثل هذا العرض، الذي عجز الدفاع الحسني الجديدي عن تحقيقه لي، وبالتالي فإنني أجد مؤسسة الجيش الملكي وحدها قادرة على استقطابي وأنا قادر على أن أضع رهن إشارتها إمكانياتي التقنية. وقد بسطت تفاصيل العرض أمام مسؤولي الدفاع الجديدي وأعلنت عن استعدادي تمديد العقد، إلا أنهم اقترحوا علي 200 مليون منحة التوقيع لمدة ثلاث سنوات، ورفضوا تسريحي، الأمر الذي جعلني أرفض وقررت أن أستمر مع الفريق الدكالي إلى نهاية الموسم المقبل، وبالتالي سأكون حرا في الانتقال إلى أي فريق يمنحني ما أؤمن به مستقبلي، بما فيها الدفاع إن استجاب لشروط عقدي. البعض يؤاخذ عليه أنه مع تألقك في البطولة الوطنية واستدعاءك لتعزيز صفوف المنتخب، بدأت مطالبك المالية تزداد، ماهو ردك؟ إنني أقدر هذا الحب الكبير الذي يلفني به جمهور الدفاع الحسني الجديدي، كما أقدر فيه هاته القيمة النبيلة وأتقبل في ذات الآن مؤاخذته لي. فأنا تربيت في هذا الفريق، وتدرجت في كل فئاته، بدءا بالصغار ووصولا الى ما أنا عليه الآن، وذلك لم يتأت من فراغ، فقد ساهم في مسيرتي الكروية العديد من الأشخاص، ومن بينهم الجمهور الذي هو رأسمالي، والذي أحمله تاجا فوق رأسي. أما فريقي فإنني لم أتنكر لعطائه المادي والمعنوي علي، علما بأنني أمنحه أنا أيضا الشيء الكثير، وساهمت بقسط وافر في إنقاذه من النزول إلى القسم الثاني مرتين، وكل ما هنالك أنني طالبت بتحسين وضعيتي المادية إسوة بلاعبين آخرين، لأنه من غير المعقول أن راتبي الشهري لم يكن يتجاوز في المواسم الأخيرة مبلغ 8000 درهم ومنحة توقيع بقيمة 20 مليون سنتيم، فكيف لي أن أتحمل وأنا أرى لاعبين كلفوا خزينة الفريق مبالغ مالية كبيرة ولم يعطوا أي شيء للفريق ولا أحد أصر على محاسبتهم، علما بأن كرة القدم هي مورد رزقي الوحيد، ولدي التزامات أسرية وعائلية، وأريد أن أؤمن مستقبلي حتى لا أعيش على المساعدات بعد إنتهاء مشواري الكروي. إن المدن المغربية تعج بالكثير من الحالات التي وجدت نفسها على قارعة الطريق، بعد أن دافعت عن ألوان فرقها لعدة سنوات بصفر درهم، فكان مصيرها الإهمال والعيش على الصدقات. ماهو الطموح الذي تتمنى تحقيقه في مشوارك الكروي الحالي؟ طموحاتي لاحدود لها، شأن كل اللاعبين الممارسين، لكن هناك هدف رئيسي أسعى جاهدا إلى تحقيقه في المدى القريب، وهو انتزاع مكانتي الرسمية في المنتخب الوطني للكبار، وهو ما حصل قبل أسبوع، إذ تمت المناداة علي لتعزيز منتخب الكبار، وأتمنى أن أتوفق في هذا الاختبار الجديد، وأضمن رسميتي ضمنه، لأن ذلك سيفتح لي آفاقا جديدة في مشواري الرياضي، إذ أن المنتخب الوطني سيكون بالنسبة لي بوابة للتحليق الى عالم الاحتراف بإحدى الدوريات الأجنبية، لتطوير مؤهلاتي الفنية وتأمين مستقبلي. ساهمت بشكل كبير في تأهل منتخب المحليين الى نهائيات جنوب إفريقيا، كيف تحس بهذا الإنتشاء؟ لقد أحسست بفرحة كبيرة لم أحس بها من قبل، خاصة وأن المقابلة كانت صعبة أمام منتخب من حجم المنتخب التونسي، وضمنا التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم المقبلة للاعبين المحليين، التي ستقام بجنوب إفريقيا، خاصة وأن هذه المشاركة هي الأولى من نوعها للكرة المغربية، وهو الإنجاز الذي تحقق بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها العناصر الوطنية في مباراتي الذهاب والإياب، إضافة إلى العمل الكبير الذي قام به الطاقم التقني بقيادة المدرب رشيد الطوسي، وتشجيع الجمهور المغربي الذي يستحق منا كل الشكر والامتنان. إننا مصرون على تحقيق نتائج إيجابية في جنوب إفريقيا، وستكون العناصر الوطنية في كامل توهجها وتألقها. كلمة أخيرة بمناسبة هذا الشهر الفضيل وإطلالة عيد الفطر السعيد، أريد أن أتوجه بتهانئي الحارة الى كل المغاربة، وعلى رأسهم الجماهير الجديدية، التي مازالت متعلقة بي، كما أنتهز هذه المناسبة الغالية لأطلب من الله عز وجل أن يوفقنا جميعا لما فيه خير لهذه الأمة، كما أتمنى لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» المزيد من التألق والتوهج.