اعتبر المتتبعون للشأن الكروي بالعاصمة الاسماعيلية الجمع العام السنوي للنادي المكناسي لكرة القدم، الذي انعقد مساء الثلاثاء الماضي، أسرع جمع في تاريخ الفريق، حيث لم تتجاوز مدة أشغاله نصف ساعة، ألقيت فيها كلمتي ممثل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، ورئيس الفريق، وتمت فيها تلاوة التقريرين الأدبي والمالي والمصادقة عليهما من طرف «المنخرطين» دون التأكد من النصاب القانوني. «منخرطون» استقدموا خصيصا لهذه المسرحية المكشوفة، وتبين ذلك في المصادقة على التقريرين الأدبي والمالي حتى دون مناقشتهما شكليا. هذا وأرجع التقرير الأدبي، الذي تلاه نائب الكاتب العام، حسن المنصوري، سبب انحدار الفريق إلى القسم الوطني الثاني، إلى تعاقب عدة أطر تقنية على تدريب الفريق، وغياب الدعم المادي ومشكل الشكاية التي تم وضعها من طرف بعض المحسوبين على مدينة مكناس لدى محكمة الاستئناف - قسم الجرائم المالية. وطالب التقرير بتفعيل المساطر الإدارية والجزرية في شأن التلاعب بنتيجة مباراة الكاك ورجاء بني ملال، ورد الاعتبار للكوديم ببقائه ضمن حظيرة القسم الوطني الأول. ورمى بالفشل في كل ذلك إلى الآخر، وكأن التعاقد مع الدربين وانتدابات اللاعبين غير الموفقة وانعدام الشفافية في تسير وتدبير شؤون الفريق و غيرها من مظظاهر الفشل، من صنع ذلك الآخر. ومن جهة أخرى بلغت مداخيل الفريق، حسب التقرير المالي غير المؤشر عليه من لدن محاسب مالي، أزيد من مليار و166 مليون سنتيم، في حين تجاوزت مصاريف الفريق مليار و 300 مليون سنتيم، وبذلك سجلت ميزانية الفريق بالنسبة للموسم المنقضي عجزا فاق 150 مليون سنتيم. في الوقت الذي مازال اللاعبون والمؤطرون والأطر التقنية والممونون وغيرهم ينتظرون مستحقاتهم التي بلغت 400 مليون سنتيم، حسب ما هو مدون في التقرير. وبهذا تكذب الأرقام تصريحات الرئيس، الذي ادعى غير ما مرة أن الفريق لم يتوصل سوى ب 300 مليون سنتيم دعم. ويسجل التقرير أيضا ديون الرئيس ومعاونيه الثلاثة أزيد من 660 مليون سنتيم منها 650 مليون سنيتم فقط للرئيس كذا !!!!! ولم يشر التقرير المالي إلى 80 مليون سنتيم، التي منحتها الجماعة الحضرية للفريق، والتي سدد بها جزء من مستحقات المؤطرين واللاعبين، كما أن مداخيل المباريات تفوق بكثير ما هم مدون، فيما تحوم الضبابية حول مبلغ انتقال وإعارة اللاعبين وعائدات المستشهرين. ونفس الشيء ينسحب على المصاريف، خصوصا ما يتعلق بالتربص وتنظيم المباريات والأمن الخاص والتنقل والنزاع مع اللاعبين و... حيث سنعود إلى الموضوع بالتفصيل في مقال لاحق. ولم يحضر الجمع سوى الرئيس وأحد نوابه ونائب الكاتب العام وأمينة المال، الأمر الذي أصبح مألوفا بالفريق، حيث حضر الرئيس وأمين المال والكاتب العام فقط موسم 2010 - 2011 وغاب الكاتب العام في الموسم اللاحق وعوضه نائبه 2011 - 2012 مما يدل على أشياء كثيرة. كما لوحظ غياب الوجوه المألوفة في الساحة الرياضية بالعاصمة الإسماعيلية، فيما عاينت الجريدة وصول «المنخرطين الجدد» لحظة أذان صلاة المغرب، وتناولهم وجبة الإفطار بأحد المقاهي بالمدينة الجديدة حمرية. نشير أن الجمع احتضنته قاعة اجتماعات مركب الأعمال الاجتماعية لوكالة توزيع الماء والكهرباء، بسبب قطع التيار الكهربائي على مركز الاستقبال، التابع للنادي نتيجة عدم تسديد فواتير الاستهلاك، رغم التسهيلات التي منحتها الوكالة للفريق.