أكد المكتب الوطني للكهرباء، أول أمس، أنه تم توقيع اتفاق مع شركة سيبكو3 الصينية لبناء محطة إنتاج الكهرباء بمدينة جرادة تعمل بالفحم الحجري قدرت طاقتها ب 318 ميغاوات ، وذلك بعدما فازت الشركة بعقد قيمته ثلاثة مليارات درهم في طلب عروض طرحه المكتب العام الماضي لبناء ثاني محطة لتوليد الكهرباء تعمل بالفحم في مدينة جرادة بعد أن تم إغلاق مناجم الفحم هناك في العام سنة 2001 بعد أن اشتغلت المحطة المنتجة للكهرباء هناك بطاقة 165 ميغاوات منذ سنة 1971 ، وكانت تعمل بنوع من الفحم يحتوي على نسبة عالية من الكربون يستخرج من مناجم الإقليم. إعادة استغلال الفحم الحجري بمدينة جرادة أعاد الأمل إلى ساكنة المدينة التي عاشت أقصى درجات التهميش مباشرة بعد إغلاق المنجم، والتوقف عن إنتاج الكهرباء حيث من المنتظر أن تعرف المدينة حركية تنموية مع بداية العمل بالمشروع. المشروع الأمل وهو الإسم الذي أطلقه عليه أبناء مدينة جرادة، سيتم تمويله من طرف بنك التصدير والاستيراد الصيني، حيث من المنتظر أن يبدأ تشغيلها مع نهاية عام 2016. ويذكر أنه منذ الإغلاق النهائي لمنجم الفحم لشركة مفاحم المغرب سنة 2001 بموجب اتفاقية اجتماعية موقعة بين النقابات الممثلة للعمال والحكومة، بتاريخ 17/2/1998 ،أصيبت جرادة بالضربة القاضية التي حكمت عليها بالموت السريري، رغم أن وعودا كانت قد سطرت في سياق الإغلاق لإعادة هيكلة اقتصاد مدينة جرادة، واسترجاع هويتها الاقتصادية والاجتماعية التي اكتسبتها عبر عشرات السنين بعدما كان عمال المنجم يقامرون بأرواحهم لاستخراج الفحم من عمق وصل في بعض الآبار إلى 800 متر. إلا أن آمال الساكنة تبخرت تماما كما تبخر المخطط التنموي الذي كان يتضمن خلق صندوق تضامني ، جعل من بين أهدافه الأساسية تمويل مشاريع البنية التحتية من طرقات وإعادة هيكلة الأحياء العشوائية التي تشكل نسبة 85 في المائة، وحل المشاكل المرتبطة بالعقار بمدينة جرادة التابع بنسبة 70 في المائة لإدارة الأملاك المخزنية من أجل ضمان فرص الاستثمار، إلى جانب أن صندوق التضامن تحمل دور الضامن لفرص الاستثمار بالنسبة للمستثمرين أمام المؤسسات البنكية. لكن ما أن تم التوقيع على الاتفاقية الاجتماعية حتى أدار الجميع الظهر للملف الاقتصادي لمدينة جرادة التي تعاني حالة إفراغ نتيجة هجرة العديد من الأسر، وخاصة المعوضين منهم في إطار الاتفاقية الاجتماعية الذين يرحلون إلى مناطق مختلفة بالمغرب وتنقيل رصيد مهم من الأموال معهم. ساكنة الإقليم استبشرت خيرا بإطلاق هذا المشروع. فهل سيشكل بادرة أمل في اتجاه رفع التهميش عن المدينة؟ ذلك ماستبينه الأيام.. من جهة أخرى وقع المكتب الوطني للكهرباء اتفاقا لشراء 1320 ميغاوات أو 2 % من حاجات المغرب من محطة ضخمة ينتظر إقامتها ، وستعمل بالفحم قرب مدينة آسفي، وذلك بموجب عقد فازت به جي دي إف سويز الفرنسية وشركة ناريفا المغربية. وزير الطاقة أكد أن المحطة كان من المتوقع أن تبدأ التشغيل في لعام 2017 ، لكن مصادر مقربة من الصفقة قالت إن مقدمي العروض يجدون صعوبة في جمع الأموال المطلوبة، وهو ما قد يؤخر انطلاق الأشغال.