الداخلية تدعو الشباب إلى الالتحاق بالتجنيد    بوعياش من رواق الحقوق: دول الجنوب تقدم نماذج ملموسة وممارسات حقوقية فضلى تتبلور معها فعلية كونية الحقوق والحريات    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    المعرض الدولي للفلاحة بمكناس: مجموعة القرض الفلاحي للمغرب توحّد جهود الفاعلين في مجال الزراعة الذكية    اتصالات المغرب تلامس 80 مليون مشترك    ميسي يطلب التعاقد مع مودريتش.. وإنتر ميامي يتحرك    فوضى أمام الفاتيكان في اليوم الأخير لوداع البابا فرنسيس الأول    "أكادير فيلو بروبلشن" يمثل الدراجة المغربية في طواف بنين للدراجات    السايح مدرب منتخب "الفوتسال" للسيدات: "هدفنا هو التتويج بلقب "الكان" وأكدنا بأننا جاهزين لجميع السيناريوهات"    شراكة تجمع "ويبوك" وجامعة كرة القدم    محاكمة أطباء دييغو مارادونا تكشف تفاصيل الأيام الأخيرة    العيون… توقيف شخص يشتبه في تورطه في قضية تتعلق بالتزوير واستعماله    اسكوبار الصحراء: المحكمة تطلب من الناصري "الاحترام" ..والقاضي يخاطبه: "المحكمة ليست تلميذا تتعلم منك"    وزارة الداخلية تعلن عن انطلاق إحصاء الخدمة العسكرية للشباب بين 19 و25 سنة    على حمار أعْرَج يزُفّون ثقافتنا في هودج !    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يناقش "الحق في المدينة" وتحولات العمران    بودريقة يقضي ليلته الأولى بسجن "عكاشة"    رفضا للإبادة في غزة.. إسبانيا تلغي صفقة تسلح مع شركة إسرائيلية    كاتبة الدولة الدريوش تؤكد من أبيدجان إلتزام المملكة المغربية الراسخ بدعم التعاون الإفريقي في مجال الصيد البحري    "TGV" القنيطرة – مراكش سيربط 59 % من الساكنة الوطنية وسيخلق آلاف مناصب الشغل    توقعات أحوال الطقس اليوم الجمعة    جرادة.. ضابط شرطة يطلق النار لتتوقيف ممبحوث عنه واجه الأمن بالكلاب الشرسة    طنجة.. ندوة تنزيل تصاميم التهيئة تدعو لتقوية دور الجماعات وتقدم 15 توصية لتجاوز التعثرات    "تحالف الشباب" يراسل مؤسسة الوسيط ويصف تسقيف سن التوظيف ب"الإقصاء التعسفي"    الملك يقيم مأدبة عشاء على شرف المدعوين والمشاركين في الدورة ال 17 للملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب    الجزائر.. منظمة العفو الدولية تدين "تصعيد القمع" واعتقالات "تعسفية" وملاحقات "جائرة"    الزلزولي يعود للتهديف ويقود بيتيس نحو دوري الأبطال    انهيار.. ثلاثة عناصر من "البوليساريو" يفرّون ويسلمون أنفسهم للقوات المسلحة الملكية    الصين تنفي وجود مفاوضات تجارية مع واشنطن: لا مشاورات ولا اتفاق في الأفق    قبل 3 جولات من النهاية.. صراع محتدم بين عدة فرق لضمان البقاء وتجنب خوض مباراتي السد    رواد سفينة الفضاء "شنتشو-20" يدخلون محطة الفضاء الصينية    المديرة العامة لصندوق النقد الدولي: المغرب نموذج للثقة الدولية والاستقرار الاقتصادي    الدليل العملي لتجويد الأبحاث الجنائية يشكل خارطة طريق عملية لفائدة قضاة النيابة العامة وضباط الشرطة القضائية    حين يصنع النظام الجزائري أزماته: من "هاشتاغ" عابر إلى تصفية حسابات داخلية باسم السيادة    من قبة البرلمان الجزائر: نائب برلماني يدعو إلى إعدام المخنثين    الشيخ بنكيران إلى ولاية رابعة على رأس "زاوية المصباح"    "الإيسيسكو" تقدم الدبلوماسية الحضارية كمفهوم جديد في معرض الكتاب    الوقاية المدنية تنظم دورة تكوينية في التواصل للمرشحين من السباحين المنقذين الموسميين بشواطئ إقليم العرائش    أكاديمية المملكة المغربية تسلّم شارات أربعة أعضاء جدد دوليّين    الرباط …توقيع ديوان مدن الأحلام للشاعر بوشعيب خلدون بالمعرض الدولي النشر والكتاب    الخط فائق السرعة القنيطرة-مراكش سيجعل المغرب ضمن البلدان التي تتوفر على أطول الشبكات فائقة السرعة (الخليع)    فوز "صلاة القلق" للمصري محمد سمير ندا بجائزة البوكر العربية    مهرجان "السينما والمدرسة" يعود إلى طنجة في دورته الثانية لتعزيز الإبداع والنقد لدى الشباب    97.6 % من الأسر المغربية تصرح إن أسعار المواد الغذائية عرفت ارتفاعا!    هل يُطْوى ملفّ النزاع حول الصحراء في‮ ‬ذكراه الخمسين؟    قادة وملوك في وداع البابا فرنسيس    كردية أشجع من دول عربية 3من3    دراسة: النوم المبكر يعزز القدرات العقلية والإدراكية للمراهقين    الصين تنفي التفاوض مع إدارة ترامب    وعي بالقضية يتجدد.. إقبال على الكتاب الفلسطيني بمعرض الرباط الدولي    إصابة الحوامل بفقر الدم قد ترفع خطر إصابة الأجنة بأمراض القلب    الحل في الفاكهة الصفراء.. دراسة توصي بالموز لمواجهة ارتفاع الضغط    أمريكا تتجه لحظر شامل للملونات الغذائية الاصطناعية بحلول 2026    المغرب يعزز منظومته الصحية للحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية عالية    لماذا يصوم الفقير وهو جائع طوال العام؟    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    قصة الخطاب القرآني    المجلس العلمي للناظور يواصل دورات تأطير حجاج الإقليم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إريك رولو و كواليس الشرق الأوسط

لم يكن أمام عبد الناصر أي مخرج سوى الرضوخ. فأغلب القادة العرب، المتضررين من الاضطرابات التي كان يرعاها بالمنطقة، مما كان يهدد أنظمتهم، قد تحالفوا من أجل إضعافه: فبعضهم احتفل بهزيمته بالشامبانيا، و جميعهم كانوا يأملون في سقوطه، لذا فلن يساعدوه على تحمل الأثقال التي تشكلها آثار الحرب، المكلفة بشكل كبير. كانت مالية القاهرة في أسوإ حالاتها، بالنظر إلى فقدان مداخيل قناة السويس، المغلقة أمام الملاحة الدولية، و ضياع مداخيل السياحة المتراجعة و فقدان مداخيل حقول سيناء النفطية، التي أصبحت الآن تحت الاحتلال الإسرائيلي. تضافرت الأزمة المالية و الاقتصادية و انخفاض القدرة الشرائية و المطالب الاجتماعية، و غضب ساكنة مُهانة كلها من أجل زعزعة استقرار الريس. كانت الأنظمة المحافظة تطير فرحا، فقد ربحت المباراة نهائيا ضد الدول و الحركات العربية التقدمية.
و في هذه الأجواء، اعتقد كثير من المراقبين بأن نظام عبد الناصر يحتضر. أما عبد الناصر، الصافي الذهن، فقد افتتح أول اجتماع لمجلس الوزراء، يوم 19 يونيه، بصوت يُسمع بالكاد بقوله : «لقد مات النظام، و هذا نظام آخر يرى النور اليوم»، مُتجاهلا ذكر أن النظام في الواقع قد مات في 5 يونيه 1967.
ففي هذا اليوم سقطت في العار كل القوى القومية اليسارية و الناصرية و البعثية و الاشتراكية و الشيوعية، التي اعتُبرت مسؤولة عن الهزيمة العسكرية و عن إفلاس النظام السياسي. و ترك انسحاب هذه التيارات العلمانية من الساحة السياسية فراغا كبيرا ما لبث أن تسرب الإسلام السياسي ليملأه. و قد أثار انتباهي حينها مشهد غير مسبوق: إذ أخذ ارتياد المساجد يزداد إلى درجة أن المصلين الذين لا يتمكنون من دخولها يؤدون صلواتهم على الأرصفة و في الشوارع المحادية راكعين فوق سجادات على امتداد البصر، معرقلين بذلك جولان السيارات و سير الراجلين. و هذه ظاهرة عادية في المجتمعات، فالدين يُعد ملاذا للأشخاص الذين يتعرضون للمحن كما أنه يقدم أسباب الأمل . و أمام الفراغ ،وجد شعار «الإسلام هو الحل» الذي رفعه الإسلاميون فيما بعد، مصداقية تزداد يوما بعد يوم، إلى درجة أن كثيرا من محاوري المسلمين نسبوا الانتصار الإسرائيلي إلى تشبت اليهود بتقاليدهم الدينية، و إلى إيمانهم بالكتب المقدسة التي تمنح الشرعية لوجود دولتهم في فلسطين. و في المقابل فإن المسلمين قد انهزموا ? من وجهة نظرهم- لأنهم ابتعدوا عن الدين و تبنوا أيديولوجيات علمانية مثل الناصرية و البعثية و الاشتراكية و الشيوعية.
و لم يكن عبد الناصر آخر من لاحظ التحول الذي يجري في المجتمع. فبشكل مُفاجيء، قام بإطلاق سراح حوالي ألف من معتقلي الإخوان المسلمين، الذين تعرضوا للاعتقال قبل عامين بسبب مؤامرتهم التي دبروها للثأر لإعدام السلطات لمفكرهم سيد قطب منظر الجهاد. و موازاة مع ذلك فتح عبد الناصر حوارا مع زعمائهم في الخارج بهدف تحقيق «الوحدة الوطنية». و لأن الحزب الوحيد قد وُضع جانبا، فإن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت هي القوة السياسية الوحيدة التي تتوفر على تنظيم مهيكل و ديناميكي. و تلقت الإذاعة و التلفزيون الأوامر بالبث المنتظم لسور من القرآن ، و بمنح الكلمة كلما تطلب الأمر إلى أئمة محافظين. و تدفقت الأموال السعودية على وادي النيل، مُمولة المساجد و المدارس القرآنية و الجمعيات الإسلامية، و هي الجمعيات التي ستُساهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، في تشكيل رحم الإرهاب. و استفادت دول أخرى بالمنطقة من هذه الهبات الوهابية. و هكذا تغير وجه العالم العربي بشكل مديد.
هذا الانقلاب غير علاقات القوى بين الشرق و الغرب لصالح الولايات المتحدة وحدها، كما تنبأ بذلك الجنرال دوغول منذ بداية أزمة ماي 1967. فبفضل هزيمة الأنظمة المعادية للأمبريالية، أصبح لأمريكا نفوذ غير مسبوق في الشرق الأوسط، و هو ما شكل مقدمة للهيمنة التي ستمارسها طيلة عقود. أما الاتحاد السوفييتي، الذي فقد الاعتبار بسبب هزيمة حلفائه و سلبيته خلال حرب يونيه، فقد تبدد تدريجيا ألقُه و نفوذُه، ليس فقط لدى الدول العربية، بل لدى مجموع دول عدم الانحياز. و بعد خمس سنوات على نهاية الحرب، سيقوم خليفة عبد الناصر،الرئيس أنور السادات، بطرد جميع العسكريين و التقنيين و المستشارين السوفييت كي يرتمي في أحضان الولايات المتحدة.
يحدد بعض المؤرخين بداية «التحالف الاستراتيجي» بين إسرائيل و الولايات المتحدة باليوم التالي لحرب يونيه 1967. ففي هذه اللحظة اكتشفت واشنطن فائدة أن يكون لها شريك قوي عسكريا، كاملُ الوفاء لها، بسبب تبعيته العسكرية و المالية و الاقتصادية و السياسية. من المحقق أن لأمريكا حلفاء آخرون بالمنطقة، لكن لا أحد منهم موثوق فيه بما يكفي و ذلك بسبب شعور العداء لأمريكا المنتشر بين العرب و هشاشة حكوماتهم. فإسرائيل واحدة من البلدان النادرة في العالم التي يؤيد مواطنوها بمختلف نزعاتهم القوة الأمريكية، و هي الدولة الوحيدة التي لا تجمع المظاهرات المعادية لواشنطن فيها و النادرة جدا سوى كمشة من المتطرفين اليمينيين. و فوق ذلك كله، فالدولة العبرية، الواقعة وسط منطقة استراتيجية غنية بالنفط، يمكن أن تكون دركيا مساعدا من أجل الدفاع عن المصالح الأمريكية. و سيُظهر المستقبل بأن الاستراتيجيين الأمريكيين لم يُخطئوا في ذلك : فستواصل إسرائيل أكثر من أي وقت مضى تقديم الخدمات لأمريكا. و إذا كانت وزارة الخارجية الأمريكية تحاول تقليديا تفادي معاداة العالم العربي، خصوصا الدول النفطية منه، فإن البنتاغون و «السي آي إيه» قد اتخذا موقف المعارض لهذه السياسة بإبراز القدرات متعددة الأشكال لإسرائيل و فعالية أجهزتها الاستخبارية. فبتغلغل هذه الأخيرة جيدا في الدول العربية، كانت تزود الأمريكيين بمعلومات ثمينة. و الواقع أن شبكات الدولة العبرية كانت تمتد إلى ما وراء الشرق الأوسط، خاصة في إفريقيا و أمريكا اللاتنية و في البلدان الدائرة في الفلك السوفياتي. و ستبرز فائدتها العظمى للولايات المتحدة خاصة في فترة الحرب الباردة، إذ ستنوب إسرائيل عن حليفها الأمريكي في مساندة الدكتاتوريين المعادين للشيوعية، خاصة في أمريكا اللاتنية، الذين لم تكن واشنطن تريد التورط معهم. و في هذا الصدد قدمت لهم الدولة العبرية السلاح و المستشارين العسكريين و الخبراء الأمنيين، و هي المجالات التي تتفوق فيها.
كانت واشنطن قد قدرت عاليا مساندة الدولة العبرية لميثاق بغداد، و هو حلف مُعاد للسوفييت اقترحته بريطانيا في الخمسينات على دول الشرق الأوسط، و اعتبرته كل الحركات القومية العربية و الناصرية على رأسهم، مشروعا «أمبرياليا». كما ارتاحت واشنطن جيدا للتعاون السري بين إسرائيل و الانفصاليين الأكراد بالعراق، انطلاقا من الستينات، و هو ما أضعف النظام «غير الودي» لبغداد، و نفس الارتياح شعرت به لتعاون الدولة العبرية مع مقاتلي جنوب السودان،مسيحيين أو أنيميين، في كفاحهم ضد حكومة الخرطوم العربية الإسلامية. كما أن المساعدات متعددة الأشكال التي قدمتها الدولة العبرية للقبائل اليمنية المساندة للملكية، منذ 1962 ،خدمت أيضا مصالح الولايات المتحدة و العربية السعودية، المعادتين للنظام الجمهوري الموالي لمصر و القائم في صنعاء.
و كان للانتصار الإسرائيلي في يونيه 1967 نتيجة أخرى بالغة الأهمية، تمثلت في استرداد عدد هائل من يهود الشتات الوعي بيهوديتهم، و كذا العزم على الدفاع عن الدولة العبرية، كيفما كانت سياستها. فالهلع الذي خلقته الدعاية (الصهيونية) حول دُنو إبادة جديدة قد زعزع بعُمق الأذهان، دون أن يُخفف الانتصار الساحق من الصدمة التي ألمت بهم.
وهكذا ستُقدم الانطلاقة الجديدة للصهيونية المناضلة في أوساط اليهود الأمريكيين، الأكثر عددا و الأكثر قوة من بين يهود الشتات، و صعود اللوبي الإسرائيلي بالولايات المتحدة، أسبابا جديدة للقادة الأمريكيين، كي يتحالفوا، بدون شروط في أغلب الأحيان، مع دولة إسرائيل. و من جهته، كان الرئيس «دجونسون» يأمل فوق كل هذا في ضم الطائفة اليهودية، التي كانت مترددة حتى ذلك الوقت، إلى صفه لمواصلة حرب فيتنام.
و مع المساعدات الأمريكية متعددة الأشكال - مالية، عسكرية و سياسية ? ما لبثت إسرائيل أن أصبحت أول قوة إقليمية بالمنطقة. و كثيرا ما وُصف التحالف الأمريكي-الإسرائيلي المتميز ب»الزواج الكاثوليكي»، الذي سينضم له، بدرجات مختلفة، جميع خلفاء الرئيس «دجونسون». فبعد أن أعطى، عقب تردد كبير، النور الأخضر لإسرائيل كي تشن «حربا وقائية»، سيضع رئيس البيت الأبيض حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن أمام أي مشروع قرار - و لو مصحوب بظروف التخفيف- يدين المبادرة الحربية لإسرائيل، التي اعتبرها عملا دفاعيا مشروعا. كما عمل ما بوُسعه على تأخير إقرار وقف إطلاق النار، لكي يُتيح لجيوش الجنرال دايان إتمام غزوها للأراضي العربية. أما بخصوص استيطان هذه الأراضي، فلن يعترض عمليا على إرادة الدولة العبرية، بالرغم من خرقها للقانون الدولي. و على هذا المنحى ستسير ، منذ ذلك الحين، السياسات التي تتبعها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، جمهورية أم دمقراطية.
و أهم هذه السياسات، سياسة التجاهل التام للسلاح النووي الإسرائيلي، احتراما لقرار الرئيس «دجونسون» بهذا الخصوص. فواشنطن لم تكن على علم لمدة طويلة بأن القدس و باريس تتعاونان منذ منتصف الخمسينات على إنشاء قوة ضرب نووية في موقع شاسع تحت الأرض في بلدة ديمونا. إلا أن الرفض الصارم للدولة العبرية التوقيع على معاهدة منع انتشار السلاح النووي ، دفع واشنطن إلى القيام بتحقيقات، متكتمة في أغلب الأحيان، لم تتوصل إلى نتائج دامغة حول الموضوع. و بعد حرب يونيه 1967 ، أصدر الرئيس الأمريكي، رغم توصله بما يُثبت شكوكه، أمره إلى الأجهزة المختصة بما فيها «السي آي إيه» بأن تكف عن أي تحقيق و بأن تتوقف عن إصدار التقارير حول تقدم المشروع الإسرائيلي. و بعد بضع سنوات ،قام «هنري كيسنجر» بتشجيع الرئيس «نيكسون» على اتباع نفس السياسة، موضحا بأن إسرائيل نووية قد تكون مفيدة للولايات المتحدة. و منذ 1967 شرعت الدولة العبرية في إنتاج سلسلة من القنابل النووية و الصواريخ الضرورية لاستعمالها.
و في نفس الفترة وافق الرئيس «دجونسون» على بيع القدس طائرات «إف 4» مجهزة لهذا الغرض. كان يعلم، من المحقق، بأن عددا من الأهداف المُختارة من طرف القيادة العليا الإسرائيلية تقع في التراب السوفياتي.
و قد كاد «حادث» خطير أن يعيد النظر بشكل جدي في هذا التقارب الإسرائيلي-الأمريكي. ففي 8 يونيه 1967،و هو اليوم الرابع للحرب، قامت مُقنبلات و فرقاطات إسرائيلية بمهاجمة سفينة أمريكية مُبحرة على طول سواحل سيناء، مُضرمة فيها النار من جراء قنابل النابالم التي أمطرتها بها. و قد كان الهجوم مسبوقا ببعثات استكشافية جوية و بحرية دامت ست ساعات. فهل من الممكن ألا يكون العسكريون الإسرائيليون قد لاحظوا الراية الأمريكية الضخمة فوق السفينة؟ لم تكن «يو إس إس-ليبرتي» سفينة التجسس المجهزة بأجهزة تنصت متقدمة، تملك وسائل للدفاع عن نفسها. و هكذا لقي 34 بحارا، من ضمنهم ضباط كبار و تقنيون، مصرعهم، فيما أصيب 171 آخرون بجروح. و فور ذلك أعلنت الحكومة الإسرائيلية بأن الأمر ناتج عن «خطأ» و قدمت اعتذارها و تعازيها. و حسب شهادات متطابقة فإن الرئيس «دجونسون»، و مدير «السي آي إيه» و وزير الخارجية و كبار مسؤولي البنتاغون ظلوا مشدوهين غير مصدقين. و قد شكوا في أن الإسرائيليين أرادوا بذلك حماية بعض من أسرارهم، من بينها قدرتهم على إنتاج الأسلحة النووية، و تحضيراتهم آنذاك لاحتلال الجولان السوري في الغد، بالرغم من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أو ربما تسترا على المجزرة التي تعرض لها عدة مئات من الأسرى المصريين و الفلسطينيين في بلدة العريش، التي كانت تبحر سفينة «ليبرتي» بالقرب منها. و حسب تقرير لل»سي آي إيه»، فإن الجنرال دايان هو الذي أمر شخصيا بإغراق «يو إس إس ?ليبرتي» بالرغم من معارضة القائد الأعلى للبحرية الإسرائيلية، و ذلك بعد أن تم التقاط محادثات تورط إسرائيل، بين قائد السفينة و رؤسائه في واشنطن. و قد تم بث شريط وثائقي حول الموضوع في القناة التلفزية العمومية في إسرائيل في مارس 2007، اعترف فيه ضمنيا عدد من العسكريين القدامى بأنهم أعدموا مئات الجنود المصريين، مما تسبب -بالرغم من النفي - في غضب القاهرة و أحدث حملة معادية لإسرائيل في مصر كادت تؤدي إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
و بالرغم من قناعته الثابتة، وافق الرئيس «دجونسون» باتفاق مع البنتاغون، على الطرح الإسرائيلي القائل بأن الهجوم على سفينة «يو إس إس ليبرتي» كان «حادثا مأساويا». و مع ذلك فإن القضية لا زالت إلى يومنا هذا يكتنفها الغموض، فقد قام البنتاغون - حسب بعض الشهادات- بتدمير بعض الوثائق المُورطة للجنرال «دايان» ، الذي كان ينبغي حمايته، بسبب شعبيته الكبيرة في إسرائيل و العالم. و إلى جانب ذلك فإن السلطات الأمريكية ترفض إلى الآن، نشر وثائق أخرى لم تُدمر، و هو قرار غير مُعتاد حين يتعلق الأمر بحدث يعود إلى أكثر من أربعين عاما. و هو ما يعني حرص واشنطن الكبير على عدم تلطيخ صورة حليفها المتميز، و بنفس المناسبة عدم المس بسمعة المسؤولين الأمريكيين آنذاك.
و قد كانت لبعض المؤرخين و علماء السياسة الأمريكيين المقربين من الإدارة، الشجاعة الكافية، في مستهل هذا القرن، كي يُثيروا الأضرار الخطيرة التي تعرضت لها الولايات المتحدة بسبب هذا التحالف «غير الطبيعي». موضحين، في البداية، بأن مصالح دولتين، كيفما كانتا، لا يمكنها أن تتطابق أبدا، مبينين التضحيات التي لا جدوى منها التي تقدمها أمريكا، بمساندتها اللامشروطة لإسرائيل. و بالرغم من المكانة الكبيرة لهؤلاء الباحثين و سمعتهم المشرفة، إلا أنهم تعرضوا للسب بسبب كتاباتهم، أقلها نعتهم بمعاداة السامية. لقد خرقوا الطابو الذي يقول بأن العلاقات الوثيقة بين واشنطن و القدس لا ينبغي أن تتعرض للنقد. أما معارضة اليسار، التي يتم التعبير عنها فقط في المواقع الإلكترونية، فإنه يتم ببساطة تجاهلها.
//////////////////////
///////////////////////////
////////////////////////////////////
////////////////////////////////////////
////////////
أما نظراؤهم في إسرائيل فقد أحرزوا حرية أكبر في الحديث عن الأضرار التي يُلحقها التحالف مع أمريكا بالدولة العبرية. فهناك جامعيون و صحفيون و مسؤولون سياسيون إسرائيليون، يرددون عبر وسائل الإعلام المفتوحة أمامهم، بأن الذين يقولون أنهم «أصدقاء إسرائيل» في ماوراء الأطلسي (و غيره)، ليسوا في الواقع، أصدقاء الشعب الإسرائيلي. فهم يقولون بأنهم بمساندتهم لكل انحرافات سياسة الدولة الصهيونية، فإنما يقومون بتكبير الهوة التي تفصلها عن العالم العربي، و إقامة الحواجز العالية أمام سلام شامل و نهائي. و هم يتهمون إضافة لذلك المؤسسات الرسمية اليهودية و الشتات في معظمها، بالاصطفاف إلى جانب المواقف المتطرفة لليمين الإسرائيلي، التي تعرقل عمل الحكومات المعتدلة مثل حكومة «إسحق رابين» بعد توقيع اتفاقيات أوسلو في سبتمبر 1993.
أثار احتلال الضفة الغربية و خاصة القدس الشرقية بأماكنها المقدسة، حماسا كبيرا في إسرائيل، وسط الساكنة اليهودية العلمانية منها أو الدينية المطبقة.و بالنسبة لعدد من المؤمنين، فإن نصر يونيه 1967 كان «معجزة»، و أن إعادة بناء مملكة سليمان ذات جوهر إلهي و مقدمة لعودة المسيح. كانت البلاد تقدم للعالم مشهدا لا يُنسى: جنرالات و مسؤولون سياسيون من كافة التيارات، حوالي 250 ألف مواطن، من ضمنهم عشرات الآلاف من الجنود ببدلاتهم العسكرية، يهرعون للوقوف خشوعا أمام حائط المبكى، و هو حسب المُعتقد، طلل من أطلال محراب سليمان. كان العديد منهم يبكون تأثرا، يُصلون، و يضعون قطع ورق صغيرة في ثغرات الحائط، تتضمن رغباتهم و أمانيهم. كان الجنرال «شلومو غورين» الحاخام الأكبر للقوات المسلحة، مُحاطا بمؤمنين منتشين، يحمل لفافة مخطوطة من التوراة، و يُمسك «الشوفار» (قرن الكبش و هو أداة موروثة منذ القديم) الذي ينفخ فيه بيد و بالأخرى قنينة خمر. و بنفخه في «الشوفار»، كان يعلن بأن «تحرير» القدس الشرقية يُساوي في الأهمية أكثر أعياد اليهود قداسة «روش هاشانا» و «يوم كيبور». و كانت جماهير الزائرين تحتفل بالحدث و هي تغني في جوقة واحدة النشيد الوطني، الهاتيكفاه. و في اليوم نفسه، دعا الحاخام «غورين» القيادة العليا إلى نسف المسجد الأقصى، ثالث الأماكن المقدسة في الإسلام بعد المدينة و مكة، التي عرج منها النبي محمد (عليه السلام.م) إلى السماء. كان الحاخام يصيح «لنهدمه الآن و إلا فلن يُهدم» دون أن ينجح في إقناع العسكريين.
و في المقابل، تم هدم 135 منزلا بالجرافات من أجل تهيئة فضاء شاسع للتجمع قُبالة حائط المبكى، فطُرد سكان هذه البيوت ليلا دون سابق إنذار. فيما تم إسكان آلاف العائلات اليهودية في المنازل التي سكنوها في وقت من الأوقات، قبل حرب 1948 ، بينما الفلسطينيون الذين نزحوا من القدس الغربية في الفترة نفسها لم تتم إعادة إسكانهم و لا تعويضهم . و ستتضاعف مساحة القدس الشرقية فيما بعد، كي تمر من 70 إلى 134 كيلومترا مربعة، و ذلك نتيجة إلحاق 28 قرية فلسطينية ، مما أتاح بناء أحياء سكنية مُخصصة لليهود فقط، ستُطوق السكان الفلسطينيين و تفصلهم عن جيرانهم في بقية الضفة الغربية. و تم حل المجلس البلدي العربي للمدينة و أُقيل العُمدة المنتخب شرعيا بعد الضم الفعلي للقدس الشرقية، في 27 يونيه، أي بعد حوالي خمسة عشر يوما على نهاية الحرب. و بعد توحيد المدينة المقدسة بهذا الشكل، تم إعلانها «عاصمة أبدية» للدولة اليهودية. و هكذا تم تنصيب واحد من أكبر العوائق أمام مُصالحة عربية-إسرائيلية دون أن تقوم المجموعة الدولية بأي رد فعل باستثناء رفض أفلاطوني - من خلال قرارات بالأمم المتحدة خصوصا- بالاعتراف بالأمر الواقع. فيما سيحول الفيتو الأمريكي مرارا دون تبني المجموعة لأي عقوبة زجرية ضد إسرائيل، و هي الممارسة التي ستظل مستمرة حتى اليوم.
أما حكومة «ليفي أشكول» فستتصرف بشكل آخر حيال ما تبقى من الضفة الغربية، إذ لم يتم ضم هذه الأخيرة رسميا لإسرائيل، لسبب وجيه هو عدم رغبة الدولة اليهودية في استيعاب مليون فلسطيني إضافيين. و هكذا أُخضعت الضفة المحتلة لحُكم عسكري يتعامل بقسوة نادرة، مُحيلا الكثير من القرى و المراكز الحضرية إلى رماد ? قلقيلية مثلا دُمرت بالجرافات و المتفجرات- لأسباب «أمنية»، و مُجبرا أكثر من 350 ألفا من السكان على الرحيل. و سيتم إبعاد هؤلاء إلى الأردن حيث سيلتحقون بالآلاف من لاجئي 1948 . و لم يتخذ الحاكم العسكري أي تدبير لوقف عمليات النهب الواسعة التي يقوم بها الجنود، بما فيها تلك التي طالت المقرات الدبلوماسية ومقرات المنظمات الدولية، دون أن يتعرض الجُناة لأي عقاب.
و بعد يومين فقط على نهاية الحرب، تم اجتثات ثلاث قُرى غنية بكرومها ذات الجودة العالية، على الطريق بين تل أبيب و القدس، في اللطرون. و تم ترحيل أربعة آلاف شخص من سكانها بالقوة من دورهم قبل هدمها و إحالتها إلى ركام و رماد. و خلال تنقلاتي، فيما بعد، بواسطة سيارة الأجرة الجماعية، سينظر الركاب الإسرائيليون بجانبي بلامبالاة كاملة إلى السهل الواسع المجروف جيدا و الذي كان يحتضن القرى الثلاث، و فاجأني أنهم لا يجهلون فقط كل شيء عن هذه الفترة المأساوية ، بل يُنكرون حدوثها بالمرة. و قد كان رد الفعل المتشابه يُحاول إقناعي بأني «ضحية للدعاية العربية».
هذا بالرغم من أن «أموس كينان»، الروائي الشهير و الصحفي في يومية «يديعوت أحرونوت» واسعة الانتشار، و كان شاهد عيان على عملية «التطهير» التي خاضتها وحدة الجيش التي كان واحدا من أفرادها، قد كتب : «كان من بين المطرودين شيوخ يتمكنون بالكاد من المشي، و رُضع في أحضان أمهاتهم، و أطفال صغار يبكون طالبين الماء... و قد مات عدد من اللاجئين عطشا و جوعا بينما كان آخرون يتمنون الموت من كل قلبهم». و ذكر «كينان» أيضا أن كثيرا من الجنود الذين يحرسون موكب النازحين كانوا يبكون غضبا لأنهم لا يستطيعون مد يد العون لهم ، كانوا يغضبون ضد الأوامر الصادرة لهم ، لكنهم كجنود منضبطين، كانوا يطبقونها بحذافيرها بأسف و أسى مُمضين. و حسب المؤرخ الإسرائيلي «طوم سيغيف»، فإن الجنرال «موشي دايان» قد برر هدم القرى الثلاث و ترحيل سكانها في اجتماع لكبار الضباط بقوله : «هذه الأعمال تشكل جزءا من المظاهر السيئة و اللاشعبية التي تضمن نجاح المشروع الصهيوني».
لن تعود إسرائيل أبدا، ما كانته قبل حرب يونيه 1967 .فبعد أن تضاعفت مساحتها ثلاث مرات،فإن التغيرات التي ستعرفها ستطال المستويات جميعها: السياسي و الاقتصادي و الثقافي و الديني و الأخلاقي. و كما حصل في العالم العربي، فإن الأصولية الدينية ستنتشر في البلاد.و سيُسيطر المستوطنون و الحاخامات بمدارسهم التلمودية (يشيفوت) تدريجيا على جزء مهم من الأراضي المحتلة، و سيُشكلون مجموعة ضغط قوية نادرا ما تجرأت الحكومات المتعاقبة على مواجهتها و تحديها. فبعد 37 عاما، في 5 ماي 2004 ستعترف صحيفة «هاارتز» بألم في افتتاحية لها بأن « المستوطنين يُملون برنامجهم على دولة إسرائيل...فلا شيء يوقفهم. ليس هناك أية حركة، برلمانية أو خارج البرلمان، قادرة على مواجهتهم».
و كان بإمكان اليومية أن تضيف أن طبقة العسكريين قد أصبحت الركن الثاني للدولة، و الحليف فيما بعد مع لوبي المستوطنين. و تعود شعبية الجيش إلى نجاحاته الحربية، لكن أيضا إلى قدرته، التي يُفترض أنها لامحدودة، في الدفاع عن إسرائيل ضد جيرانها الذين يريدون خرابها. و قد ظهرت المعالم الأولى لهذه السلطة الموازية غداة حرب 1967 إذ دخل ثمانية أعضاء من القيادة العليا للجيش إلى البرلمان، بينما عُين العشرة الباقون في مناصب أساسية في الإدارة العمومية و في المنظمات الموازية للدولة. فسيُعين الجنرال «إسحق رابين» مثلا سفيرا في واشنطن، و هو أعلى منصب في التراتبية الدبلوماسية، قبل أن يحتل مناصب أخرى بالغة الأهمية ? على غرار عدد من الجنرالات ? داخل الحكومات اليمينية أو اليسارية، قبل أن يبلغ رئاسة الحكومة. و هكذا شهدت الممارسة السياسية، استقرار «لوبيين» قويين في قلب السلطة السياسية دون توقفهما أبدا عن التأثير على السياسة الإسرائيلية بل توجيهها.
فالمنعطف الذي أخذته البلاد مع حرب الأيام الستة كان مُذهلا. فتدفقت موجة من الصوفية المسيحية و أخرى من الصهيونية المتحمسة على الأرض المقدسة. و طفق انزلاق الرأي العام و الحكومات نحو اليمين يتقوى عاما بعد عام، جاعلين إبرام السلام مع الفلسطينيين أمرا مستحيلا. ففي نهاية 1969 ،فقد الحزب العمالي أغلبيته في البرلمان للمرة الأولى منذ إنشاء الدولة، مسجلا بذلك بداية الانحدار الذي سيؤول إلى انطفائه. و في المقابل شرع «ليكود» مناحيم بيغن، الذي لم يكُف بن غوريون عن نعته ب»الفاشي»، في التقدم إلى درجة أنه ضاعف عدد أعضائه ثلاث مرات في الحكومة التي سترأسها غولدا مايير، «السيدة الحديدية» حتى 1973.
و بدأت صورة إسرائيل في التراجع تدريجيا في أعين الرأي العام العالمي. فالدولة التي كانت تُعتبر قبل الحرب دولة مهددة بالدمار من طرف «جالوت» العربي المُتعطش للدم، أحرزت الآن موقع قوة عسكرية لا تُقهر، قوة احتلال تقمع سكانا يطمحون إلى حياة عادية داخل دولة كان ينبغي أن تكون دولتهم. أما الإسرائيليون، الذين لا يُشاطرون هذه الصورة، فقد انتهوا إلى الاعتقاد بأن العالم أجمع يعاديهم، كما تشهد بذلك التصويتات المتتالية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذين كانت أغلبية أعضائها تقريبا تعارض سياسة الدولة الصهيونية.
و غداة تبني القرار 242، ساد بعض التفاؤل في الأوساط الدبلوماسية، في مصر، بخصوص دنو اتفاق، إن لم يكن اتفاق سلام فسيكون على الأقل اتفاق تعايش بين إسرائيل و جيرانها. و على مدار التحقيق الذي قمت به، فإن الشخصية الوحيدة التي كانت على حق، من بين العديد من الشخصيات التي حاورتها بشكل منهجي بالقاهرة، هو «إيفغيني بريماكوف»، مراسل البرافدا، الذي كان في نظر الصحفيين، يشكل الناطق شبه الرسمي للسفارة السوفياتية. و قد قال لي هذا الذي سيرأس الحكومة الروسية في عهد «بوريس إلتسين»، في نهاية التسعينات، بالحرف الواحد : «سأستغرب كثيرا إذا ما أعادت إسرائيل الضفة الغربية خلال الثلاثين عاما القادمة». أخطأ فقط في تحديد المدة القصوى للاحتلال.
الحلقة المقبلة: دايان أو «امبراطور الأراضي المحتلة»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.