فن الملحون ليس خصوصية مغربية فقط، بل هو فن مفتوح على مختلف الثقافات والاجناس والحضارات.. ذلك ما تحاول أن تعكسه فعاليات الملتقى الدولي الثالث لفن الملحون الذي ستنظم بكل من مدينتي الجديدةوأزمور في الفترة الممتدة من 26 يوليوز إلى غاية 28 يوليوز منه، ذلك أن الملتقى سيستضيف تجربة فرنسة ملحونية، أبطالها، عزفا وأداء، طلبة فرنسيون من مدينة تولوز، تحت إشراف أستاذ جامعي مغربي هناك، حيث أنه بالرغم من خصوصية هذا الفن المغربي العريق، على مستوى توظيف الكلمات وكيفية النطق بها، وعلى مستوى الميزان الموسيقي المعتمد، والذي يشكل طبعة متفردة في السياق، فإن هذه التجربة الطلابية الفرنسية تستحق المتابعة والاهتمام باعتبار أنها تكشف أن هذه الموسيقى المحلية النابعة من أعماق الأسواق المغربية بصناعها، ومهنييها و«معلميها»، من الممكن جدا أن تنفتح على العالم الآخر، ويكون لها عشاقها، خصوصا وأن فن الملحون المغربي وقصائده، يحمل الكثير من الرسائل والقيم النبيلة والسامية. الدورة الثالثة لملتقى فن الملحون الدولي المرتقبة، والتي ستستضيف هذه الظاهرة الموسيقية الفرنسية، تنظم تحت شعار »فن الملحون والسماع الصوفي بدايات وتقاطعات» بمشاركة العديد من الفنانين والمجموعات المنتمية إلى كل من المغرب، مصر، فرنسا، والجزائر، مع الاشارة إلى إلغاء المشاركة التونسية في هذا الاتجاه، بعد تعذر حضو ر ومشاركة الفنان لطفي بوشناق لاسباب طارئة، حسب ما كشفت عنه اللجنة المنظمة في ندوة صحافية نظمت بالدار البيضاء. المشاركة الدولية، حسب ما تضمنته البرمجة ستتراوح مابين الإنشاد الروحي، فن الملحون، الشعبي الجزائري، والذكر الصوفي، وسيحتضنها كل من فضاء ابراهام مونيس بأزمور، وفضاء حديقة محمد الخامس بالجديدة، وتتوزع على ثلاث ليالي ملحونية صوفية بأزمور التي تعتبر أحد معاقل الرئيسية لفن الملحون بالمغرب وأهمها، وليلتين بالجديدة. وعلى هذا المستوى تستضيف الامسيات، التي سينشطها كل من الفنانة ماجدة اليحياوي والفنان نبيل الجاي، كلا من الشيخ ياسين التهامي من مصر، ومحمد السوسي (الحضرة الملحون والكناوي) في حفل افتتاح الملتقى بازمور، والفنان عبد المجيد رحيمي، محمد بوخليفي وعثمان ساسي، ومجموعة ملتقى السلام الفرنسية بمدينة الجديدة في ليلة الافتتاح كذلك. ثاني ايام الملتقى 27 يوليوز، سيشذو كل منأحمد الصادقي وعبد الحق بوعيون ومحمد النجيوي ومجموعة ملتقى السلام الفرنسية ومجموعة ابو شعيب السارية للمديح والسماع بأزمور. بينما مدينة الجديدة سيحل بها الفنان الجزائري عبد القادر شاعول ليكشف لجمهور مازكان عن جانب من أصالة الطرب الشعبي الجزائري، و يشاركه في نفس الامسية، الفنان محمد السوسي على مستوى فن الحضرة والملحون و الكناوي. الليلة الاختتامية من هذا الملتقى الدولي ستختص بها مدينة أزمور فقط وسينشطها كل من الفنان الجزائري عبد القادر شاعو، والفنانة سناء مراحاتي، والفنانة حياة بوخريص، والفنانة ماجدة اليحياوية، حيث أن فن الملحون مغربيا، سيكون بصيغة المؤنت بامتياز. وموازاة مع هذه الانشطة الموسيقية الغنائية التي سيحضرها أزيد من 100 فنان مغربي ، عربي وفرنسي.. سيطبعون الملتقى بكل ماهو ملحون، طرب آلة سماع صوفي، أمداح نبوية، إنشاد ديني مصري، وفن شعبي جزائري وترانيم دينية،.. موازاة مع ذلك سيعرف هذا الملتقى تنظيم ندوة علمية فكرية تتغيا ملامسة البدايات والتقاطعات بين الفن الملحون والسماع الصوفي، بمشاركة العديد من الاساتذة المختصين والجامعيين الذين سيحاولون الكشف و«البحث في كونية فن الملحون وانفتاحه على الفنون الانسانية بغض النظر عن الاختلاف الجغرافي والثقافي، وكذا التأكيد على انفتاح الهوية المغربية المتعددة والمكونات التي تنسجم وتتماهى فيما بينها، ثم التأكيد على أن الذكر والسماع الصوفي بما يختزله من فنون شعرية وقوالب فنية موسيقية يشترك مع فن الملحون في بداياته الاولى التي كانت عبارة (توسلات ومديح نبدي..) ويتقاطع معه على مستوى الشعر والنغم والايقاع...» وحسب مواقع ثقافية صينية، فإن العرض الذي قدمه هذا الراقص المغربي ذو الشهرة العالمية في مجال الكوريغرافيا في مناسبتين، لقي إقبالا كبيرا ن طرف المتتبعين إذ بيعت جميع التذاكر، وعرف مشاركة 17 من معتنقي البوذية. وهي الرقصات التي استحسنها الحاضرون، سيما أن من ساهم فيها أيضا هو خبير النحث العالمي أنطوني غورملي، الحائز على جائزة «تورنر» الدولية سنة 1994، وهو التعاون الذي أثمر عن إدماج عروض من رياضتي الكونغ فو وطاي تشي مع الرقص. وكان سيدي العربي الشرقاوي قد باشر عمله عمله كخبير كوريغرافيا سنة 1999، حيث راكم منذ ذلك التاريخ أكثر من 20 عرضا راقصا قدمه في مختلف مناطق العالم، كما حاز على عدة جوائز مثل جائزة «كايروس»، اعترافا بموهبته وفلسفته الفنية في مجال تخصصه.من أبرز عروضه «إيمان» سنة 2003، «أسطورة» سنة 2007 و»بابل» سنة 2010.